*
الاربعاء: 10 ديسمبر 2025
  • 22 أغسطس 2025
  • 15:13
قرى أردنية منسية لكن ساحرة تستحق الزيارة

خبرني -  

عندما يتحدث الناس عن السياحة في الأردن، غالبًا ما تتجه الأنظار مباشرةً نحو البتراء، البحر الميت، أو وادي رم، هذه الوجهات بالفعل أيقونات عالمية تستحق الزيارة، لكنها ليست الوجه الوحيد للجمال الأردني، في ثنايا الجبال والوديان، وبين السهول والينابيع، تختبئ قرى أردنية غير معروفة لكنها تحمل في طياتها سحرًا خاصًا يجعلها وجهات فريدة لمن يبحث عن تجربة مختلفة، هذه ليست مجرد تجمعات سكنية صغيرة، بل هي قُرى أثرية أردنية تحكي قصص حضارات قديمة، وأخرى ما تزال نابضة بالحياة لكن لم يصلها الضوء الكافي.

في هذا المقال سنأخذك في جولة بين قُرى منسية في الأردن، حيث تختلط الطبيعة بالتاريخ، والهدوء بالبساطة، لتكتشف كنوزًا سياحية بعيدة عن ضجيج المدن.

قرية أم قيس: حيث يلتقي التاريخ بالطبيعة


تُعد "أم قيس" واحدة من أروع القرى السياحية في الأردن، ورغم شهرتها النسبيّة، إلا أنها ما زالت لا تحظى بزيارات كافية مقارنة بمكانتها، تقع في شمال الأردن وتطل على بحيرة طبريا وهضبة الجولان.

القرية بحد ذاتها متحف مفتوح يضم آثارًا رومانية وبيزنطية، شوارع مرصوفة بالحجر الأسود، ومدرجًا رومانيًا يطل على أجمل المناظر الطبيعية، ومع ذلك، تبقى هذه القرية بالنسبة لكثير من السياح مجرد اسم عابر، في حين أنها تمثل لوحة متكاملة من التاريخ والجمال.

قرية ماحص: الجمال المخفي في التلال


بين عمان والسلط، تقبع "ماحص" كإحدى القرى الأردنية غير المعروفة التي تتميز بطبيعتها الخلابة. تحيطها التلال الخضراء وبساتين الزيتون والعنب، ما يجعلها مثالية لهواة المشي في الطبيعة والاسترخاء بعيدًا عن صخب المدينة.

ما يميز ماحص أنها لا تزال تحتفظ بعفويتها، حيث يمكن للزائر أن يتجول بين أزقتها القديمة ويجلس في أحد بيوتها التقليدية المبنية بالحجر الأبيض، هنا، تشعر أن الزمن قد توقف، وأنك في قلب قرية منسية في الأردن تستحق أن تعود للحياة من جديد.

فيفا: القرية المعلقة على حافة البحر الميت


إذا كنت تبحث عن تجربة مختلفة، فإن "فيفا" جنوب البحر الميت ستأخذك إلى عالم آخر، هذه القرية الصغيرة هي من أكثر القرى السياحية في الأردن تفرّدًا، ليس فقط بسبب موقعها الجغرافي المدهش على أخفض نقطة في العالم، بل أيضًا لأنها ما تزال تحافظ على طابعها البدوي الأصيل.

هنا يمكن للزائر أن يستمتع بجمال البحر الميت بعيدًا عن المنتجعات الحديثة، وأن يعيش تجربة القرى البسيطة حيث الخيام والبيوت الطينية، إنها نموذج رائع لـ قُرى منسية في الأردن تحمل عبق الماضي.

فينان: واحة التاريخ والطبيعة


في جنوب الأردن، قرب محمية ضانا، تقع "قرية فينان" التي تعتبر من أجمل القرى الأثرية الأردنية، تعود شهرتها إلى كونها مركزًا لتعدين النحاس منذ آلاف السنين، وقد كشفت التنقيبات الأثرية فيها عن تاريخ طويل من الحضارات التي مرت على المنطقة.

لكن ما يجعلها مميزة اليوم هو تحولها إلى وجهة سياحية بيئية، حيث يمكن للزوار المبيت في نُزل صديق للبيئة يعمل بالطاقة الشمسية فقط، ويعيشون تجربة قريبة من حياة الأجداد.

ذيبان: حكاية الملك ميشع


قد تكون "ذيبان" من القرى القليلة التي تجمع بين التاريخ والسياسة القديمة. فهي العاصمة التاريخية لمملكة مؤاب التي اشتهرت بالملك ميشع، اليوم، تعد ذيبان إحدى القُرى الأثرية الأردنية التي قلّما يزورها السياح رغم أهميتها البالغة.

من يقف على تلالها يستطيع أن يرى مشهدًا بانوراميًا للوادي المحيط، ويستشعر عظمة حضارة ازدهرت هنا منذ أكثر من ألفي عام.

عجلون وقرى الجوار


عجلون مشهورة بقلعتها، لكن القرى المحيطة بها مثل "راجب" و"عنجره" و"ساكب" لا تزال بعيدة عن شهرة المدينة، هذه القُرى الأردنية غير المعروفة تزخر بالغابات الكثيفة والينابيع الطبيعية، ما يجعلها مثالية لمحبي المغامرات كالمشي لمسافات طويلة وتسلق الجبال.

تتميز هذه القرى بكرم أهلها البسيط، حيث يمكن أن تستمتع بوجبة محلية معدّة بحب، وكأنك أحد أبناء القرية.

الأزرق: الواحة المخفية


في قلب الصحراء الشرقية تقع "الأزرق"، التي قد لا تبدو للوهلة الأولى سوى قرية عادية، لكنها في الحقيقة واحدة من أندر القُرى السياحية في الأردن، تحتضن محمية الأزرق المائية، وهي موطن للطيور المهاجرة النادرة، إضافة إلى القلعة التاريخية التي استخدمها القائد الشهير لورنس العرب خلال الحرب العالمية الأولى.

الأزرق مثال حي على كيف يمكن لـ قُرى منسية في الأردن أن تكون ذات قيمة بيئية وتاريخية عالمية.

لماذا يجب زيارة هذه القرى؟
ما يميز هذه القُرى الأثرية الأردنية وغيرها، أنها تقدم تجربة سياحية مختلفة تمامًا عن المدن المزدحمة، في هذه القرى ستجد:

الهدوء والسكينة بعيدًا عن ضجيج المدن.

طبيعة خلابة تمتد من الجبال إلى الصحاري.

تاريخ غني يعكس حضارات قديمة.

كرم الضيافة الأردنية الأصيلة.

كما أن زيارة هذه القرى تساهم في دعم المجتمعات المحلية، وتعزز مفهوم السياحة المستدامة التي تفيد السكان والزوار على حد سواء.

الخاتمة


الأردن ليس مجرد البتراء والبحر الميت، بل هو فسيفساء غنية من القرى والبلدات التي لا تزال تنتظر من يكتشفها. إن القرى السياحية في الأردن ليست جميعها على الخريطة العالمية، لكن جمالها يكمن في بساطتها وفرادتها.

سواء كنت تبحث عن قُرى أردنية غير معروفة للهروب من الروتين، أو عن قُرى منسية في الأردن تعيدك إلى عبق الماضي، أو حتى عن القرى الأثرية الأردنية التي تحمل إرث حضارات قديمة، فإن رحلتك بين هذه القرى ستكون بلا شك تجربة لا تُنسى.

مواضيع قد تعجبك