لكن وتيرة التقدم بطيئة، ما يضطر الكثيرين ممن يعانون من حساسية الضوضاء إلى الاعتماد على أنفسهم – مثل تجنب المناطق المزدحمة، أو عزل المساحات السكنية، أو استخدام سدادات الأذن، أو سماعات عزل الضوضاء.

ومع ذلك، فإن هذه الوسائل غالباً ما تخفف من الأصوات دون أن تزيلها بالكامل، وتقول براتيكو: "حتى الأصوات الهادئة قد تكون مزعجة للشخص الحساس للضوضاء".

وأحياناً يساعد علاج الحالات النفسية الكامنة - مثل القلق - باستخدام الأدوية في التخفيف من حدة حساسية الضوضاء، وفقاً لستانسفيلد.

وقد يكون العلاج السلوكي المعرفي – وهو نوع من العلاج النفسي القائم على إدارة ردود الفعل النفسية والسلوكيات – مناسباً في الحالات التي يشعر فيها الأشخاص بالخوف من الضوضاء، ويقول ستانسفيلد: "لقد عالجت شخصاً بهذا النوع من العلاج، وأعتقد أنه يمكن أن يكون مفيداً إلى حد كبير".

في غضون ذلك، ترى براتيكو أن العلاج بالموسيقى مع مختصين مؤهلين قد يكون مفيداً، ويعتمد ذلك على اختيار موسيقى هادئة وناعمة تهدئ النفس، وينشأ عنها ارتباط إيجابي مع الصوت.

ولمن يرغب في تهدئة نفسه ذاتياً، نصحت براتيكو بالاستماع إلى موسيقى عددٍ محدودٍ من الآلات الناعمة مثل البيانو أو القيثارة، والموسيقى الكلاسيكية من عصر النهضة أو الباروك.

وإذا كانت الموسيقى نفسها مزعجة، فقد يكون العلاج بالفن خياراً مناسباً: "شيء يمنح الإنسان شعوراً بالاسترخاء ويسمح له بالتعبير عن مشاعره وضبطها"، وفقاً لبراتيكو.

أما بالنسبة لي، فقد ساعدتني سدادات الأذن، وسماعات عزل الضوضاء، ومنشفة ملفوفة حول رأسي، إلى حدٍ ما في التخفيف من الإزعاج.

وحتى يصبح العالم من حولي أكثر هدوءاً، يمكنني على الأقل أن أحاول إيجاد بعض السلام الداخلي.