البكتيريا المنتجة للبترول أو ما تُعرف بـ البكتيريا المُولِّدة للوقود الحيوي هي كائنات دقيقة يمكنها تحويل المواد العضوية (مثل المخلفات النباتية أو السكر) إلى مركبات تشبه البترول، مثل الديزل الحيوي أو الهيدروكربونات هذا المجال يُعد من أهم أفرع التكنولوجيا الحيوية الحديثة، ويساهم في إنتاج طاقة نظيفة ومستدامة
سلالات البكتيريا المنتجة للمركبات البترولية
عدة أنواع من البكتيريا أظهرت قدرة على إنتاج مركبات بترولية، وأشهرها:
:(Cyanobacteria)- البكتيريا الزرقاء 1
تقوم بعملية البناء الضوئي وتنتج أحماض دهنية يمكن تحويلها إلى وقود حيوي.
إشريكية قولونية المعدلة: (Modified Escherichia coli)-2
يتم تعديلها وراثيًا لإنتاج مركبات مثل الإيثانول والبيوتانول وحتى هيدروكربونات مشابهة للبترول
:Clostridium spp-3
يمكنها إنتاج البيوتانول من مواد سكرية أو سليلوزية
:Pseudomonas putida-4
تُستخدم في إنتاج مركبات أروماتية حلقية بترولية تشبه تلك الموجودة في البترول
طريقة التصنيع (ببساطة) التي تقوم بها البكتيريا لانتاج المواد البترولية:
تحضير البيئة الغذائية:-1
(CO₂ سكر، نفايات عضوية، أو غازات مثل) يتم تجهيز وسط يحتوي على مصدر كربون
زراعة البكتيريا:-2
وتُوفر لها الظروف المناسبة وهي (bioreactors) توضع البكتيريا في خزانات تخمير
( و حرارة pH أكسجين,)
الإنتاج:-3
تقوم البكتيريا بتحويل المواد العضوية إلى مركبات بترولية (أحماض دهنية، كحولات، أو هيدروكربونات)
الاستخلاص:-4
يُستخلص الوقود الناتج من الوسط عبر عمليات فصل وتكرير
الصناعات المرتبطة بها:
إنتاج الوقود الحيوي: (Biofuel)-1
لإنتاج مثل الإيثانول، E. coli تعتمد على بكتيريا المعدلة وراثيا مثل
البيوتانول حتى أشباه الديزل. تُعد بديلًا أنظف وأكثر استدامة من الوقود الأحفوري
معالجة النفايات وتحويلها لطاقة-2
تستخدم بعض الأنظمة البكتيرية لتحويل النفايات العضوية أو الكتلة الحيوية إلى وقود قابل للاستخدام يُقلل هذا من التلوث ويعزز مفهوم الاقتصاد الدائري
إنتاج البتروكيماويات الحيوية-3
صناعة مواد كيميائية مثل البلاستيك الحيوي أو الزيوت الصناعية عبر مسارات بكتيرية بديلة للبترول التقليدي
خاتمة
البكتيريا المنتجة للبترول تُعد ثورة في عالم الطاقة، إذ تُمثل بديلاً نظيفًا ومتجددًا للوقود الأحفوري. ومع التقدم في الهندسة الوراثية، تزداد كفاءة هذه البكتيريا وتقترب من الاستخدام الصناعي الواسع.
كلمة وامنية الكاتب
في زمن تتسابق فيه الأمم نحو الريادة العلمية، تتجدد في قلبي أمنية طالما راودتني كلما تأملت في دقة هذا الكون وروعة مخلوقاته المجهرية… أمنية أن يُمنح علم الأحياء الدقيقة وتطبيقاته ما يستحقه من عناية واهتمام، لا لذاته فحسب، بل لما يحمله من آفاق واعدة في خدمة الإنسان وتطوير الصناعات الحيوية والطبية والغذائية والبيئية
كم نتطلع إلى أن تُفتح أبواب المختبرات المجهزة بأحدث ما جادت به التقنية الحديثة، وأن تتوفر الأجهزة المتطورة، والبيئات البحثية الملهمة، لتكون خير معين لعلمائنا وباحثينا الذين ينهلون من هذا العلم بجدٍ وشغف، ويُراكمون المعرفة يوماً بعد يوم في سبيل اكتشافاتٍ قد تغيّر مجرى الحياة
وإننا – بكل تقدير واحترام – نناشد دولتنا الموقرة، راعية العلم وركيزة التقدّم، أن تُولي هذا التخصص الحيوي ما يستحق من دعمٍ ورعاية، إيماناً بأن الاستثمار في العلم هو الاستثمار الأذكى لمستقبلٍ أكثر ازدهاراً وأماناً. فبين مجهرٍ دقيقٍ وأنبوب اختبار، قد تُولد فكرة تُحدث فرقاً… وقد يُسجّل إنجاز يحمل اسم الوطن فخراً بين الأمم
إنها أمنية لا تخص فرداً، بل طموح أمة، وأملٌ في أن يصبح وطننا منارةً في البحث والابتكار، ينهل منه العالم، ويُزهر به المستقبل




