خبرني - بمشاعرٍ تفيض فخرًا ومحبة، كتب الوالد أمين عادل الطراونة هذه الرسالة النابعة من القلب إلى توأمه الطبيبتين نور وآية بمناسبة تخرجهما من كلية الطب في جامعة مؤتة، فكانت الكلمات مرآةً لرحلة طويلة من الصبر والنجاح:
تالياً نص الرسالة:
توأمي الجميل... الطبيبتان نور وآية
تزيّنتا وارتدتا ثوبهما الأبيض، فزاد سحر جمالهما ببياض ثوبهما! هما قلبي ونبضاته وروحي ووجدانه، يكفيني من هذا العمر أني حظيت بكما فلم تعودا صغيرتيّ بل صديقتيّ، جاورتما قلبي فأحسنتما جيرته، زرعتكما برعمًا في فؤادي حتى غدوتما زهرًا يفوح عطرًا وجمالًا.
أتقنتما الصبر فحصلتما على ما تريدان، وأتقنتما التحدّي والإصرار فكانت النتيجة تستحق، كنتما ومنذ نعومة أظفاركما نجمتان في سماء الاجتهاد والعزيمة فلم تقفا في محطات اليأس والتعب كثيراً، فجعلتما من كل يأس فرصة للنهوض مرة أخرى.
تخرجكما في هذا اليوم جعلني ألامس عنان السماء وأعيش روعتها، جعل قلبي ينبض فرحًا بجمال هذه العقول المتألقة أدبًا واتزانًا. فلحروف أسمائكما نبض جميل مختلف.
توأمي الجميل بجمال الورد نور وآية، لقد شرّفني الله أن أكون أبًا لكما وأشكره أن جعل الحياة تنجب لي أجمل أقداري، ولكني أطلب العفو منكما وأرجو أن تسامحاني إن قسوت عليكما يومًا، فأنتما رسالتي الثمينة ولا أريد أن أرى في عيونكما الحزن، فالطبيب يجرح حتى يداوي، والألم مؤقت، وبالرغم أن الجروح تترك ندوباً إلا أنها تترك الحكمة والقوة.
طبيبتاي الجميلتان نور وآية،
تخرجكما في هذا اليوم من جامعة مؤتة بتخصص الطب والجراحة بتقدير جيد جداً، هو نهاية لرحلة قصيرة، بعدها تبدأ مسيرة مهنية أطول مليئة بالفرص والتحديات، سنسير بها معًا بخطىً ثابتة نحو النجاح بإذن الله، معتمدين على ما تزودتما به في منزلكما الصغير من قيم كثيرة كالصبر والعطاء والانضباط، ومراقبة الله والحرص على رضاه، هذه المنارات هي التي ستضيء طريقنا نحو النجاح الذي لا يأتي صدفة، وطالما أن النور بداخلكما فإن قصتكما لم تنتهِ.
توأميّ الجميل نور وآية،
اختياركما لمهنة الطب يتطلّب إتقان فنّ الاستماع قبل التشخيص، والنظرة الحانية التي تداوي القلوب قبل الجراح، فالطبيب الناجح بردائه الأبيض ينثر الأمل في ممرات الانتظار بعيدًا عن غرف العمليات وجفاف التقارير، فلا حاجة للشهادات إن تجاهلنا أوجاع البشر في لحظات القلق والضعف، فالطبُّ علم ومهنة إنسانية ليست تجارة للربح، المال الحلال إن وصل لكما من الإنسان الضعيف يغنيكما، وإن لم يصل أيضًا يغنيكما، فقد قال تعالى:
"ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
ولا تنسوا أن تعاملوا الله باليقين حتى يعاملكم بالمعجزات......
الحمد لله الذي لا يخيب من شكره... الحمدلله الذي جبر قلبي بتخرج الفوج الأول من الأطباء من منزلي الصغير... الكبير بأهله...
اللهم هب لأبنائي من الأقدار أجملها... اللهم ارزق أبنائي حظاً في الدين والدنيا...




