خبرني - أعلنت الولايات المتحدة أن المبعوث ستيف ويتكوف سيتوجّه إلى أوروبا لعقد محادثات تهدف لوضع اللمسات الأخيرة على "ممر" للمساعدات الإنسانية الى قطاع غزة.
وقال مسؤول أمريكي، يوم الثلاثاء، مشترطاً عدم كشف هويته إن ويتكوف سيسافر هذا الأسبوع إلى وجهة أوروبية لإجراء محادثات حول غزة.
وفي توضيح لبيان سابق، قال المسؤول إنّ ويتكوف قد يتوجّه بعد أوروبا إلى الشرق الأوسط لمواصلة جهوده الدبلوماسية.
وقالت الناطقة باسم الخارجية تامي بروس للصحافيين إن ويتكوف سيتوجّه إلى المنطقة "وأمله كبير بأن نطرح وقفا جديدا لإطلاق النار وممرا إنسانيا لدخول المساعدات، وهو أمر، في الواقع، وافق عليه الطرفان".
ولم تكشف بروس مزيدا من التفاصيل حول هذه الزيارة.
ويوم الأربعاء، قالت أكثر من مئة منظمة غير حكومية من بينها "أطباء بلا حدود"، و"منظمة العفو الدولية"، و"أوكسفام إنترناشونال" إنّه "مع انتشار مجاعة جماعية في قطاع غزة، يعاني زملاؤنا والأشخاص الذين نساعدهم من الهزال".
ودعت المنظمات في بيانها المشترك إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وفتح كلّ المعابر البرية للقطاع، وضمان التدفق الحرّ للمساعدات الإنسانية إليه.
ويأتي هذا البيان غداة اتّهام المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات في غزة منذ نهاية مايو/أيار، غالبيتهم كانوا قرب مواقع تابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل.
من جهتها، تتّهم إسرائيل حركة حماس باستغلال معاناة المدنيّين، "عبر نهب المساعدات الإنسانية من أجل إعادة بيعها بأسعار باهظة أو عبر إطلاق النار على منتظري هذه المساعدات".
بدورها، تُحمّل "مؤسسة غزة الإنسانية" حماس المسؤولية عن الوضع الإنساني في القطاع.
وتؤكّد السلطات الإسرائيلية أنها تسمح بشكل منتظم بمرور كميات كبيرة من المساعدات، لكن المنظمات غير الحكومية تندد بوجود العديد من القيود.
وقالت المنظمات الإنسانية في بيانها إنّه "خارج قطاع غزة مباشرة، في المستودعات - وحتى داخله - لا تزال أطنان من الغذاء ومياه الشرب والإمدادات الطبية ومواد الإيواء والوقود غير مستخدمة، في ظلّ عدم السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إليها أو تسليمها".
من جانب آخر، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أن "المعركة في غزة تُعد من أكثر المعارك تعقيداً"، مشيراً إلى "الإنجازات التي تحققت حتى الآن، رغم الأثمان الباهظة ومواصلة الجهود لتحقيق الأهداف المعلنة وعلى رأسها إعادة الرهائن وإسقاط حركة حماس".
جاء ذلك خلال "تقدير موقف شامل هو الأول من نوعه منذ عامين"، أجراه زامير رفقة مسؤولين شمل استعراضاً استخباراتياً واستراتيجياً لجميع الجبهات، بينها إيران وقطاع غزة، وفق بيان للجيش الإسرائيلي.
وأكد زامير استمرار العمليات في جبهات عدة، بما في ذلك "تقويض القدرات الاستراتيجية لحزب الله اللبناني وسوريا"، ومواصلة مكافحة ما وصفه "بالإرهاب" في الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب إبقاء إيران ومحورها تحت المراقبة.
وجرى خلال اللقاء، مراجعة الخطط المستقبلية والتحديات المتوقعة في الفترة المقبلة، وسط تأكيد ضرورة الحفاظ على التفوق الجوي والاستخباري، وتعزيز الجهوزية لمعركة طويلة ومعقدة متعددة الجبهات، على ما ذكر البيان.
ويأتي ذلك، فيما تُواصل إسرائيل هجوماً مكثفاً على مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، حيث توغلت الدبابات في المنطقة المكتظة بالنازحين، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة.
ويأتي هذا فيما توفي نحو عشرين طفلاً من جراء "سوء التغذية والمجاعة" في القطاع خلال 72 ساعة، وفق مدير مجمع الشفاء الطبي، بينما اتهمت الأمم المتحدة، إسرائيل، بـ "قتل" أكثر من ألف من منتظري المساعدات.
وفي دير البلح، قال صحفيون إن دبابات إسرائيلية "اقتحمت دير البلح من جهتَي الجنوب والشرق، الاثنين، تحت غطاء جويّ مكثف"، وذلك بعد يوم من إصدار أوامر للسكان في عدد من المناطق بمغادرتها.
وتعدّ هذه أول مرّة تهاجم فيها إسرائيل منطقة دير البلح، في عملية رئيسية، منذ بداية الحرب في غزة قبل 21 شهراً.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن بعض الرهائن محتجزون في دير البلح، كما يُعتقد أن 20 على الأقل من 50 رهينة في غزة ما زالوا أحياء.
لكن الجيش يقول إنه يسعى إلى "تدمير البنية التحتية وقدرات حركة حماس" وسط القطاع، فيما أعرب عائلات الرهائن عن قلقها على ذويها، مطالِبةً بتوضيح من الجيش عن كيفية حمايتهم.
الأمم المتحدة: أوامر الإخلاء ضربة مدمرة للجهود الإنسانية
قالت الأمم المتحدة إن أوامر الإخلاء في دير البلح أثّرت على عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وسدّدت "ضربة أخرى مدمرة" للجهود الإنسانية.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتبوعة بهجمات مكثفة على دير البلح في غزة ستؤدي إلى المزيد من الوفيات بين المدنيين.
وتضمّ المنطقة عشرات المخيّمات التي تؤوي عائلات نازحين، فضلاً عن مستودعات المساعدات وعيادات صحية.
وبحسب سلطات محلية، فإن أوامر الإخلاء الإسرائيلية أجبرت قرابة 250 ألف مدني فلسطيني على النزوح من دير البلح.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد، إن مئات العائلات نزحت، مشيراً إلى أنّ أوامر الإخلاء غطّت نحو 5.6 كيلومترات من دير البلح، كانت تؤوي حوالي 50 إلى 80 ألف نسمة، بينهم 30 ألف نازح يعيشون في 57 مخيماً.
قال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، محمد أبو سلمية، إن 21 طفلاً توفوا بسبب "سوء التغذية والمجاعة" في قطاع غزة، مع وصول الكارثة الإنسانية التي تطال سكان القطاع مستويات غير مسبوقة من الجوع، وفق مدير المجمع الطبي.
وأوضح أبو سلمية: "وصلت هذه الوفيات خلال الـ72 ساعة الماضية إلى مستشفيات غزة: الشفاء بمدينة غزة وشهداء الأقصى في مدينة دير البلح وناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة".
وأضاف: "مقبلون على أرقام مخيفة من الوفيات بسبب التجويع الذي يتعرض له أهالي قطاع غزة. 900 ألف طفل في غزة يعانون من الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية".
وبلغ العدد الإجمالي "لوفيات المجاعة وسوء التغذية 101 حالة وفاة بينهم 80 طفلاً"، وفق حصيلة لوزارة الصحة في القطاع الثلاثاء.
وقال المفوض العام لأونروا، فيليب لازاريني، إن موظفي الوكالة والأطباء والعاملين في المجال الإنساني يصابون بالإغماء أثناء تأدية واجبهم بسبب الجوع والإرهاق، فيما قال المجلس النرويجي للاجئين إن مخزوناته من المساعدات استنفدت بالكامل ويعاني بعض موظفيه من الجوع، متهماً إسرائيل بعرقلة أنشطته.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الأهوال التي يشهدها القطاع بسبب الحرب، خصوصاً على صعيد أعداد القتلى والدمار الواسع النطاق، "لا مثيل لها في التاريخ الحديث".
في حين، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن موت فلسطينيين في غزة من أجل "قطعة خبز أو شربة ماء... أمر غير مقبول".
في غضون ذلك، اتهمت الأمم المتحدة، الجيش الإسرائيلي، بقتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات في غزة منذ نهاية مايو/ أيار، غالبيتهم كانوا قرب مواقع مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة أمريكياً وإسرائيلياً.
وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن على الجيش الإسرائيلي "التوقف عن قتل" المدنيين عند نقاط توزيع المساعدات خلال اتصال مع نظيرها الإسرائيلي جدعون ساعر، موضحة أن "قتل مدنيين يطلبون مساعدات في غزة أمر لا يمكن الدفاع عنه".
من جهته، أكد بطريرك القدس للاتين، بييرباتيستا بيتسابالا، عقب عودته من غزة، أن الوضع الإنساني في القطاع الذي يعاني سكانه من نقص حاد في الغذاء "غير مقبول أخلاقياً".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن توقف خدمات 6 مرافق صحية في القطاع "نتيجة إصرار الاحتلال على منع منظمة الصحة العالمية من إيصال الوقود لمستشفيات غزة والشمال"، محذرة في بيان من أن "باقي المستشفيات ستتوقف خلال 48 ساعة".
ووصفت منظمة الصحة العالمية، قطاع الصحة في غزة، بأنه "في حالة يُرثى لها".
وفي السياق، طلب وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، السماح "للصحافة الحرة والمستقلة" بدخول غزة "لتوثيق ما يحدث فيها"، معبراً عن "أمله في التمكن من إجلاء صحافيين متعاونين في الأسابيع المقبلة".
أدان مجلس جامعة الدول العربية، تحويل إسرائيل قطاع غزة إلى "منطقة مجاعة وإخضاع الشعب الفلسطيني لظروف قاتلة واستخدام سياسة التجويع كسلاح حرب".
وأكد المجلس في بيان "ضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع" مع دعوته المجتمع الدولي والولايات المتحدة للضغط على إسرائيل من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات فوراً لإنقاذ آلاف الأطفال"، في وقت ندد فيه بـ "عمل مؤسسة غزة الإنسانية".
واعتبر البيان، سياسيات إسرائيل المستهدفة تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم و"خلق ظروف معيشية طاردة والتجويع ومنع وصول الغذاء والماء والدواء... صورة من صور الإبادة الجماعية".
في غضون ذلك، بحث نائب الرئيس الفلسطيني، حسين الشيخ، مع السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، سبل دعم الجهود لوقف الحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وضمان إدخال المساعدات العاجلة إلى القطاع.




