خبرني - عبر مسيرة التاريخ الإنساني، ظلّ الأردن واحة أمن واستقرار، وملتقىً للحضارات التي ازدهرت فوق ترابه الطهور، فشادت المدن والمعابد، وأقامت الحصون والقلاع، ثم خبت أنوارها وانقضى سلطانها، لكن شواهدها ما تزال قائمة، تروي حكاية أممٍ عظيمة مرّت من هنا، وتركت بصمتها خالدة في صخور البتراء، وقلعة الكرك، وأعمدة جرش، وسواها من المعالم التي تقف شامخة تشهد على عراقة المكان وعبقرية الإنسان.
ولم تكن تلك الحضارات لتنهض لولا أن استقر الإنسان، ومال إلى الحياة المدنية، فأسس المدن، وشقّ الطرق، وامتهن الزراعة والصناعة، وانخرط في التجارة مع شعوب أخرى، فكان الأردن منذ فجر التاريخ همزة وصل بين آسيا وأفريقيا، كما هو اليوم، مركزاً جغرافياً وروحياً نابضاً في قلب الشرق الأوسط، يحظى بمكانة متقدمة في المعادلة الاقتصادية الإقليمية والدولية.
إن الاستقرار السياسي والأمني يشكلان الأساس المتين الذي تُبنى عليه عمليات الاستثمار، إذ لا يبحث المستثمر فقط عن الجدوى الاقتصادية، بل عن بيئة آمنة تضمن استدامة مشروعه وتحقق طموحاته. وكم من دولٍ تزخر بثروات وإمكانات وفرص استثمارية مغرية، إلا أن غياب الاستقرار يضعف جاذبيتها ويجعلها خارج حسابات أصحاب رؤوس الأموال. في المقابل، فإن الأردن، بما يوفره من أمن وأمان وبيئة قانونية وتشريعية رصينة، يمثل وجهة مثالية لكل من يسعى إلى استثمار ناجح طويل الأمد.
ولعل من أبرز عناصر الجذب الاستثماري في الأردن هو توفر رأس المال البشري المؤهل والمدرب في مختلف المجالات الفنية والإدارية والخدمية، إلى جانب البنية التحتية المتقدمة من طرق واتصالات ومرافق، والتشريعات المرنة التي تحفظ حقوق المستثمر وتمنحه بيئة من الثقة والاحترام، فلا يكون ضيفاً عابراً، بل شريكاً في التنمية، وركناً أصيلاً في البناء الاقتصادي الوطني.
يضاف إلى ذلك أن الأردن يتميز بجو معيشي معتدل، وتعددية ثقافية ثرية، وتنوع غذائي ومناخي يجعل الإقامة فيه مريحة ومحببة، سواء للمستثمر أو لعائلته وموظفيه، وهي عوامل باتت تأخذ حيزاً كبيراً في قرارات التوسع والاستثمار عالمياً.
لقد استطاع الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، أن يرسّخ دولة القانون والمؤسسات، ويكرّس مبادئ الحرية المسؤولة، والديمقراطية، والتسامح، وهي قيم أساسية في بناء المجتمع المدني الحديث، وصياغة مناخ محفز للإبداع، وبيئة داعمة للتقدم الاقتصادي والمعرفي. ومن هذا المنطلق، أصبح المواطن الأردني من أكثر الشعوب تأهيلاً للعمل في مختلف مناحي الحياة، ومتمتعاً بثقافة العمل والانفتاح.
إننا في الأردن لا ندعو إلى الاستثمار من باب الاستعراض، بل من واقع حقيقي مدعوم بالأرقام والإنجازات والشواهد. إنه وطن السلام والمحبة، وموئل الاستقرار والتنوع. وطن الجميع، مرحّب بالزائرين والمستثمرين، وكل من يرغب بأن يكون جزءاً من قصة النجاح الأردنية.
فإلى كل من يبحث عن فرصة واعدة، وبيئة آمنة، ونظام متكامل يدعم الطموح… أهلاً بكم في الأردن .




