*
الخميس: 11 ديسمبر 2025
  • 20 تموز 2025
  • 09:37
الإمارات إجراءات في مستشفى راشد تُنقذ مريضاً توقّف قلبه 25 مرة

خبرني - كشف المدير التنفيذي في مستشفى راشد في الإمارات، واستشاري ورئيس قسم أمراض القلب والقسطرة، الدكتور فهد باصليب، عن قصة واقعية لرجل في الـ40 من عمره نجا من الموت بعد توقف قلبه أكثر من 25 مرة خلال ساعات قليلة، بفضل التدخل السريع لفريق القلب وإجراء قسطرة عاجلة وتركيب دعامة، إذ عاد تدفق الدم إلى القلب وتم إنقاذ حياته، ما يعكس التطور الكبير الذي وصلت إليه الإمارات في مجال طب القلب، حيث باتت مستشفيات الدولة من أفضل المستشفيات عالمياً، في تخصصات القلب المتقدمة.

وحذّر باصليب خلال لقاء أجراه أخيراً مع منصة «عرب كاست»، من الكوليسترول المرتفع الذي وصفه بـ«البركان الخامد»، إذ قد يظل ساكناً لفترة طويلة، لكنه في أي لحظة قد يثور ويُسبب انسداداً مفاجئاً في الشرايين، ما يؤدي إلى جلطات قلبية حادة، مشيراً إلى أن الفترة من الفجر حتى الـ12 ظهراً أثناء النوم، تُعدّ الأكثر خطورة لحدوث جلطات القلب، بسبب إفراز هرمونات مثل الكورتيزون والأدرينالين التي ترفع ضغط الدم، ونبض القلب وتزيد لزوجة الدم، ما يزيد احتمالية الانسداد المفاجئ، خصوصاً لدى الأشخاص الذين لديهم انسدادات جزئية.

وتفصيلاً، روى الدكتور فهد باصليب قصة مريض أربعيني حضر إلى الطوارئ وتوقف قلبه أكثر من 25 مرة، حيث كان يتم عمل صدمات كهربائية له في كل مرة لإنعاشه، وبعد تشخيصه تبين وجود جلطة حادة في الشريان الرئيس، وتم نقله على الفور إلى القسطرة وتم فتح الشريان بنجاح، وبفضل الله ثم جهود الفريق الطبي نجا المريض. وقال الطبيب: «ظننا أن إعلان وفاته مسألة وقت، لكن في أول يوم عمل بعد عطلة نهاية الأسبوع، رأيناه يتناول الإفطار، وهذا علمنا ألا نفقد الأمل».

وأوضح أن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيس للوفاة عالمياً، وأن واحداً من كل أربعة أشخاص يفقد حياته نتيجة هذه الأمراض، كما بيّـن أن 80% من هذه الوفيات يمكن الوقاية منها باتباع نمط حياة صحي والكشف المبكر، كما تحدث عن حالات الوفاة المفاجئة بين الرياضيين الشباب، معتبراً أن السبب يعود غالباً إلى تضخم عضلة القلب غير الطبيعي، أو اضطرابات كهربائية وراثية، ما يجعل إجراء الفحوص الطبية قبل ممارسة الرياضة الشديدة ضرورة حتمية.

وأكد أن دولة الإمارات حققت تطوراً كبيراً في المجال الطبي، لاسيما في تخصص القلب، حتى أصبحت من الدول المتقدمة عالمياً في هذا المجال، مشيراً إلى أن هناك مستشفيات في الدولة تُعدّ أفضل من مستشفيات موجودة في الولايات المتحدة، سواء من حيث التجهيزات أو الكفاءات الطبية.

وأضاف أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الدعم الكبير والاهتمام المتواصل الذي توليه القيادة الرشيدة للقطاع الصحي، وكذلك الفرص التدريبية الواسعة التي تُمنح للكوادر الطبية الوطنية في أفضل المؤسسات العالمية.

وأشار إلى أن التقدّم لم يتوقف عند حدود البنية التحتية أو التجهيزات، بل شمل التوسع في التخصصات الدقيقة في طب القلب، حيث أصبح هناك تقسيم واضح للمهام بين مختصين في جراحة القلب، وأطباء القسطرة، ومختصي كهرباء القلب، وتصوير القلب، وقصور عضلة القلب وغيرهم، لافتاً إلى تشكيل فريق متكامل يُطلق عليه اسم «فريق القلب»، يعمل وفقاً لأحدث التوصيات والمعايير العالمية لوضع الخطة العلاجية المثلى لكل مريض.

وفي استعراضه لإنجازات الدولة في طب القلب، أشار باصليب إلى أن مستشفى راشد في دبي يُعدّ من أوائل المؤسسات الصحية التي حصلت على اعتماد الهيئة الأميركية للاعتمادات الطبية لبرنامج الجلطات القلبية، وذلك في عام 2009، لتكون الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تنال هذا الاعتماد. ويُجدّد هذا الاعتماد كل ثلاث سنوات، وفقاً لمعايير تشمل جودة العلاج، وسرعة الاستجابة، ومخرجات الأداء.

وقال: «قبل شهر جرى تجديد الاعتماد مرة أخرى، حيث زارنا مقيم أميركي، وبعد جولة شاملة في الأقسام والاطلاع على المؤشرات والبيانات، قال لنا (لو تعرضتُ أنا إلى مشكلة في القلب أو أحد من أهلي، سأكون كلي ثقة بأن أتعالج لديكم في المستشفى)، وهذه شهادة نعتز بها جميعاً، وتعكس حجم العمل والجهود المبذولة».

مشاركة عالمية فريدة

وفي إنجاز نوعي يُضاف إلى سجل الإمارات الطبي، أوضح أن مستشفى راشد كان له شرف تمثيل الدولة والعالم العربي في «مؤتمر القسطرة الأوروبي» في باريس، وهو أكبر مؤتمر عالمي في مجاله، بحضور أكثر من 15 ألف طبيب وخبير قلب. وقد طلب المنظمون من مستشفى راشد نقلًا مباشراً لثلاث عمليات قسطرة معقدة أجريت بنجاح على الهواء، وتم توثيقها كمرجع تدريبي في أرشيف المؤتمر، ما عزّز سمعة الإمارات الطبية وأفسح المجال أمام دول الخليج للمشاركة بفاعلية في الساحة الطبية العالمية.

مواضيع قد تعجبك