كيف سينعكس ذلك على الاقتصاد السعودي؟

تشكل أرباح القطاع العقاري 6.5 في المئة من الناتج المحلي في السعودية.

فهل كانت المملكة بحاجة فعلاً إلى فتح هذا القطاع أمام الاستثمار الخارجي؟

يقول الخبير العقاري خالد المبيّض إنّ "المملكة أصبحت أكثر جاذبية وأكثر جاهزية"، وإنّ السوق العقاري "يتحمّل ويحتاج ويتطلّب دخول مستثمرين لرفع كفاءة الوحدات السكنية".

ويلفت إلى أنّ التطوير العقاري "يُحرّك دائماً أكثر من 80 صناعة، بشكل مباشر وغير مباشر"، وأنّه يتطلب توظيف عدد كبير من الأشخاص، "وسيُحدث طفرة في كثير من القطاعات".

وأضاف أنّ هذا التطوير سيدخل العملة الصعبة إلى القطاع، ويقلّل الاعتماد على النفط، ما من شأنه - بحسب المبيّض - أنْ يعود بالنفع على المواطن السعودي بشكل مباشر وغير مباشر.

ويؤكد المبيّض أنّ "الحديث لا يقتصر هنا على تملّك العقار فقط، بل يشمل أيضاً تملّك المصانع"، وهو ما قد يُمهّد لظهور مشاريع أو شركات عملاقة، مثل مصانع شركتي "بوينغ" للطائرات و"لوسيد" للسيارات الكهربائية في منطقة جازان جنوب المملكة.

وفي ورقة بحثية صدرت في يناير/كانون الثاني الماضي، ذكرت المجموعة المالية "هيرميس" أنّ تعديل قانون تملّك الأجانب في السعودية، ولا سيما إذا شمل خفض الحد المرتبط بشروط الإقامة المميزة المتعلقة بامتلاك العقارات، سيعزز الطلب على العقارات من قِبل المستثمرين غير السعوديين، خصوصاً المغتربين والأجانب الراغبين في الاستفادة من برامج الإقامة المميزة.

ومن المتوقع أنْ يوسّع هذا التغيير قاعدة المشترين، ويزيد من نشاط السوق العقاري، مما يدعم نمو القطاع، بحسب هيرميس التي تعتقد أيضاً أنّ هذه الخطوة قد تُحدث نقلة نوعية في السوق.

ويُشترط حالياً للحصول على الإقامة المميزة تملّك عقار لا تقل قيمته عن 4 ملايين ريال سعودي (ما يعادل نحو مليون دولار)، وهو رقم قد لا يتوفر لدى شريحة واسعة من الوافدين.

لكن في حال تضمّن النظام الجديد خفضاً لهذا الحد، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الإقبال على التملّك وتنشيط السوق العقاري.