*
الاحد: 14 ديسمبر 2025
  • 17 تموز 2025
  • 00:47
جرش تدفع الثمن دائمًا سدور كنافة على الحامي وخدمات على البارد
الكاتب: زكريا الكنج

خبرني - في وقتٍ تتجه فيه المحافظات الأردنية نحو تطوير بناها التحتية وتحسين مستوى الخدمات، تقف جرش كأنها في الانتظار الدائم، على هامش الاهتمام الحكومي والشعبي، تدفع الثمن في كل مرة، لا لشيء سوى لأنها اعتادت أن تكون محطة للوعود لا الأفعال.

المفارقة أن الجرشيين لا ينقصهم الحماس أيام الانتخابات، ولا تغيب عنهم مشاهد الحشود و"الفزعات" و"المكارم" وكأنها أعراس وطنية... لكن، ما إن تُغلق صناديق الاقتراع، حتى تُغلق معها كل الآمال المعلقة. شوارع مهترئة، مشاريع غائبة، وبنية تحتية أقرب إلى المشهد الكارثي منها إلى الحد الأدنى من الكرامة الحضرية.

وفيما تزدهر بعض المحافظات بالمشاريع الاستثمارية والخدمية، تقف جرش مكتوفة اليدين مثل اليتيم تنتظر حنوّ المسؤول أو نظرة عطف من صانع قرار، بينما تُوزّع الفرص والمشاريع على المدن الأخرى بسخاء، وتبقى هي تتأمل الفتات بعينٍ حزينة وصبرٍ طويل.، بلا وظائف كافية، ولا حتى صيانة دورية للطرق.. بينما تظل الخدمات الاساسيه باردة على الرفوف، مهملة ومهمّشة،
تُوزّع الوعود الانتخابية ساخنة كـ"سدور كنافة"
تذوب سريعًا بعد التصفيق... وتُنسى قبل أن تبرد الصحون.
ويبقى المواطن في جرش ينتظر دفءَ خدمةٍ… لا يأتي.


وهنا السؤال المباشر إلى السادة النواب ورؤساء البلديات:
ماذا قدمتم فعليًا لجرش؟
أين هي المشاريع الحقيقية؟ أين الأثر الملموس على حياة الناس؟ أم أن دوركم اقتصر على الخطابات المتكررة وعبارات الشكر والتقدير؟

وفي مشهد لا يخلو من السخرية، نذكر مسلسل "أم الكروم"، تلك القرية التي تحولت في عهد "جبر الجبر" إلى أنموذج للتطور، شوارعها مبلطة وخدماتها متوفرة، بينما قرى جرش الحقيقية في 2025 لا تزال تحلم بنقلة بسيطة في أي مجال.

ربما آن الأوان أن نحلم في جرش بمسلسل جديد، لعلّ "التمثيل" يُنجز ما عجزت عنه الخطابات والوعود!

مواضيع قد تعجبك