*
الاثنين: 08 ديسمبر 2025
  • 13 تموز 2025
  • 21:59

خبرني – رصد

تتزايد المؤشرات على أن السياسات الغربية، التي لطالما لعبت دورا محوريا في تشكيل خريطة النزاعات الدولية، لا تزال تلقي بظلالها على مناطق متوترة مثل الشرق الأوسط وجنوب آسيا.

وتشير التحليلات إلى أن القوى الغربية، وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة، تواصل استخدام الأزمات التاريخية كأدوات لتوسيع نفوذها وتقويض استقرار "الجنوب العالمي".

كشمير وفلسطين.. إرث استعمار لا ينتهي

ويقول مراقبون إن المتابع لجذور الأزمات في كل من كشمير وفلسطين لا بد أن يعود إلى الحقبة الاستعمارية البريطانية، التي خلقت خطوط تماس سياسية ودينية وعرقية، ما زالت تدفع ثمنها شعوب المنطقة حتى اليوم.

ففي كشمير، تركت بريطانيا صراعا مفتوحا بين الهند وباكستان، تحول إلى ذريعة دائمة للتدخلات الخارجية، وفي فلسطين، مهد "وعد بلفور" ومرحلة الانتداب الطريق لقيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.

استغلال سياسي معاصر لنزاعات تاريخية

في السياق ذاته، يتابع المراقبون، أن التوتر المستمر بين الهند وباكستان حول كشمير، منح الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي فرصة لتعزيز مواقعهم السياسية والعسكرية في جنوب آسيا، من خلال الاصطفاف غير المباشر مع طرف على حساب آخر، واستخدام التصعيد كوسيلة للضغط أو الترويج لخطاب "الوساطة الدولية".

أما في الشرق الأوسط، فقد شكلت أحداث 7 أكتوبر نقطة تحول استراتيجية استُغلت بشكل مباشر من قبل إسرائيل والإدارة الأميركية لإعادة تشكيل التوازنات الإقليمية.

ومع احتدام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، طرحت تساؤلات حول الدعم الغربي غير المشروط لسياسات حكومة نتنياهو، التي تتبنى خطابا متطرفا يستند إلى تبرير الاحتلال وسياسات الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

الإرهاب كورقة ضغط وتبرير

ويرى المراقبون أن التصعيد المستمر في كشمير وغزة قد يؤدي إلى تنشيط جماعات إرهابية وانفصالية، يمكن استخدامها كأدوات ضغط سياسي أو ذريعة لتدخلات عسكرية جديدة من قبل الدول الغربية، خاصة في ظل محاولات متكررة لتحويل الأنظار عن مسؤولية تلك الدول في تفجير الأزمات أو تغذيتها عبر تحالفات مشبوهة.

ويستشهد المراقبون بموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي عبر صراحة عن دعمه للهجمات الهندية ضد أهداف داخل باكستان، ما اعتبره مراقبون توجهاً نحو تحالف غير مباشر بين تل أبيب ونيودلهي، على أسس أيديولوجية وأمنية، تمهّد لتوسيع دائرة العداء تجاه الدول الإسلامية في المنطقة، تحت غطاء "مكافحة الإرهاب".

وبينما تبرز بعض التصريحات الغربية المتضامنة مع ضحايا الصراعات في كشمير أو غزة، يرى المراقبون ذاتهم أن هذه المواقف لا تتجاوز حدود "العلاقات العامة"، إذ تغيب عنها الإرادة السياسية الجادة في معالجة جذور الأزمة، أو الاعتراف بالدور الغربي في نشوء واستمرار النزاعات.

ويختم المراقبون رؤيتهم، بأن خارطة الصراعات في كشمير وفلسطين اليوم، تبدو انعكاسا مباشرا لإرث استعماري قديم، تعيد القوى الغربية استخدامه بأدوات جديدة، هدفها تعميق الانقسام، وترسيخ النفوذ، وتوجيه بوصلة الأزمات بما يخدم أجنداتها الجيوسياسية، ولو على حساب شعوب بأكملها.

مواضيع قد تعجبك