السياحة الذكية: فرصة القطاع الخاص لصناعة مستقبل سياحي أكثر استدامة وربحية

خبرني - في عالم يتسارع فيه التحوّل الرقمي، لم تعد السياحة الذكية خيارًا ترفيهيًا، بل أصبحت ضرورة استراتيجية لتعزيز استدامة القطاع السياحي وزيادة ربحيته، وتحويل التحديات إلى فرص تنموية واقتصادية حقيقية.

السياحة الذكية ليست مجرد تقنية، بل هي رؤية متكاملة توظّف البيانات، الذكاء الاصطناعي، والابتكار لصناعة منظومة سياحية قادرة على تقديم تجارب غنية للسياح، ودعم الاقتصاد المحلي، ورفع تنافسية القطاع الخاص أمام الأسواق العالمية.

لماذا على القطاع الخاص الاستثمار في السياحة الذكية؟

1- خفض التكاليف وزيادة الكفاءة التشغيلية
من خلال أنظمة النقل الذكية، إدارة المواقع عبر إنترنت الأشياء، ومنصات الدفع والحجز الإلكتروني، سيتمكن القطاع الخاص من تحسين إدارة موارده وتقليل هدر الوقت والجهد. 
2- تحقيق استجابة أسرع للسوق السياحي
باستخدام البيانات والتحليلات، ستتمكن الشركات من فهم احتياجات السياح وتصميم خدمات وعروض مخصصة تزيد من إيراداتها وتضمن ولاء العملاء.

3- تقديم تجارب سياحية مبتكرة
من خلال اعتماد تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، والمساعدات الذكية وروبوتات الدردشة، يمكن لمكاتب السياحة والفنادق تقديم تجارب حديثة تجذب الجيل الجديد من السياح الباحثين عن التفاعلية.

4- تعزيز العلامة التجارية والسمعة البيئية
بالاستثمار في السياحة البيئية والطاقة المتجددة، سيحقق القطاع الخاص ميزة تنافسية في الأسواق العالمية التي تركز على الاستدامة والسياحة الخضراء.

5- الوصول إلى أسواق جديدة
تفتح السياحة الذكية المجال للوصول إلى أسواق وسياح جدد عبر الحملات الرقمية ومنصات الترويج الحديثة، مما يزيد من حجم السوق ويحفّز النمو.

كيف يساهم القطاع الخاص عمليًا في التحوّل للسياحة الذكية؟

- الاستثمار في البنية التحتية الرقمية عبر تطوير منصات الحجز الإلكترونية، أنظمة الإدارة الذكية، وحلول الدفع الآمنة والسلسة.
- تطوير المحتوى الرقمي السياحي للترويج للوجهات بأساليب حديثة وجاذبة.
- تدريب وتأهيل الكوادر على أدوات التحوّل الرقمي وخدمة العملاء ضمن السياحة الذكية.
- التعاون مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية لتطوير مشاريع سياحية ذكية مشتركة.
- تصميم عروض سياحية مبتكرة تدمج الثقافة المحلية بالتقنيات الحديثة لجذب السياح ذوي الاهتمامات المتنوعة. 
 

دعوة مفتوحة للقطاع الخاص

ندعو المجموعات الفندقية والمستثمرين ورواد الأعمال إلى تبنّي السياحة الذكية كمسار استثماري مربح واستباقي، والمشاركة في بناء مستقبل سياحي أكثر استدامة، لتعزيز مكانة الأردن والمنطقة كوجهة ذكية وآمنة وجاذبة.

إن الانتقال نحو السياحة الذكية استثمار في المستقبل، يحقق مردودًا اقتصاديًا، ويسهم في الحفاظ على البيئة، ويمكّن القطاع الخاص من الصمود أمام التغيّرات العالمية والمنافسة الإقليمية والدولية.

معًا، نبني صناعة سياحية ذكية تليق بالأردن والمنطقة، وتحافظ على الهوية والثقافة، وتخلق فرص عمل جديدة، وتحقق منافع اقتصادية مستدامة.

دعوة للتكامل مع الأطراف كافة

- ندعو الجامعات والمؤسسات الأكاديمية لتطوير برامج دراسية متخصصة في السياحة الذكية وربطها بمشاريع تدريبية مع القطاع السياحي.
- ندعو وزارة السياحة والهيئات الرسمية لتبني أطر تنظيمية وتشريعية داعمة للتحول نحو السياحة الذكية، وتسهيل الاستثمار في البنية التحتية الرقمية.
- ندعو المجتمع المحلي للمشاركة في مبادرات السياحة الذكية عبر تقديم تجارب سياحية رقمية مرتبطة بالتراث والمنتجات المحلية لدعم الاقتصاد المجتمعي.
- ندعو مكاتب السياحة والسفر للانخراط في مسار التحول الرقمي، وتبني منصات الحجز الذكية، وتطوير عروض سياحية مبتكرة تلبي متطلبات الجيل الجديد من السياح. 
-  
إن السياحة الذكية ليست ترفًا، بل ضرورة وطنية لضمان استدامة القطاع السياحي، وبناء سياحة قادرة على الصمود أمام التغيرات العالمية، وتحقيق منافع اقتصادية ومجتمعية وبيئية.

معًا، نصنع مستقبل السياحة في الأردن والمنطقة من خلال الابتكار، التعاون، والتكنولوجيا، لتحويل تحديات اليوم إلى فرص، وصناعة قطاع سياحي ذكي يشكّل مصدر فخر واعتزاز لنا جميعًا.