خبرني - أثناء مؤتمر انتخابي عقدته حملة ممداني في الفترة الأخيرة في إحدى حدائق جاكسون هايتس- وهي من أكثر المجتمعات تنوعاً في البلاد- كان الأطفال يركضون ويلعبون على الأراجيح، بينما كان باعة طعام من أصول لاتينية يبيعون المثلجات والوجبات الخفيفة.
جسد هذا المشهد تنوع المدينة بشكل مثالي بعدة طرق- وهو ما يعتبره كثير من الديمقراطيين أعظم ما يميز نيويورك. لكن المدينة لا تخلو من توترات عرقية وسياسية. وقد صرح ممداني بأنه يتلقى تهديدات معادية للإسلام بصفة يومية، بعضها يستهدف عائلته. ووفقاً للشرطة، يجري حالياً تحقيق في جرائم كراهية على خلفية هذه التهديدات.
وقال المرشح لمنصب عمدة نيويورك لبي بي سي إن العنصرية تُجسد ما هو مختل في السياسة الأمريكية، موجهاً انتقادات للحزب الديمقراطي "الذي سمح بإعادة انتخاب دونالد ترامب" و"فشل في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة بغض النظر عن هويتهم أو أصولهم".
كما يُرجّح أن مواقف المرشحين من الحرب على غزة كانت حاضرة في أذهان الناخبين.
يتجاوز دعم ممداني القوي للفلسطينيين وانتقاده اللاذع لإسرائيل معظم المؤسسات الديمقراطية. فقد قدم عضو المجلس التشريعي مشروع قانون لإنهاء الإعفاء الضريبي للجمعيات الخيرية في نيويورك المرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية التي تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان.
كما صرّح بأنه "يعتقد أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، وأنها دولة فصل عنصري، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجب أن يُعتقل". من جانبها، ترفض إسرائيل بشدة هذه الاتهامات بالإبادة الجماعية والفصل العنصري.
وتعرض ممداني لضغوط إعلامية في أكثر من مناسبة خلال مقابلات صحفية ليكشف ما إذا كان يؤيد حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية. وفي تصريحات أدلى بها هذا الشهر، قال: "لا أرتاح لفكرة دعم أي دولة تُقيّم مواطنيها بناءً على الدين أو أي معيار تمييزي آخر. وأؤمن بأن المساواة، كما هي مكفولة في هذا البلد، يجب أن تكون مبدأً أساسياً في كل دولة حول العالم.. هذه قناعتي".
من جهتها، تؤكد إسرائيل أن جميع المواطنين من مختلف الأديان يتمتعون بحقوق متساوية بموجب القانون.
وقال ممداني أيضاً إنه يعترف بحق إسرائيل في الوجود كدولة، موضحاً في مقابلة مع برنامج "ذا ليت شو" الإثنين الماضي: "كما هو حال جميع الدول، أؤمن بأن لها حق الوجود، وبأن عليها أيضاً مسؤولية احترام القانون الدولي".
وأضاف أنه لا مكان لمعاداة السامية في مدينة نيويورك، مشيراً إلى أنه حال انتخابه، سيعمل على زيادة التمويل المخصص لمكافحة جرائم الكراهية.
في المقابل، وصف كومو نفسه بأنه "مؤيد بشدة لإسرائيل ويفتخر بذلك".
وفي كثير من الجوانب، تعكس القضايا التي يواجهها الديمقراطيون في نيويورك التحديات ذاتها التي سيواجهها الحزب في الانتخابات المقبلة. ومن المرجح أن تخضع الانتخابات التمهيدية لتحليل على نطاق وطني أوسع لاحقاً، باعتبارها مؤشراً على توجهات الحزب وكيفية تعامله مع ترامب في المستقبل.




