ما هي الأماكن التي يجب زيارتها في عمان

عمان هي عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، والتي تتربع على سبعة تلال تاريخية في قلب بلاد الشام، حيث تمتد جذورها الحضارية عبر آلاف السنين لتحكي قصة حضارات متعاقبة شهدتها هذه الأرض المباركة، تقع في الجزء الشمالي الغربي من المملكة على هضبة البلقاء، وتحتل موقعاً استراتيجياً مهماً يربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، مما جعلها محطة تجارية وثقافية مهمة عبر التاريخ.

تُعد عمان واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، حيث تشير الأدلة الأثرية إلى أن المنطقة كانت مأهولة منذ العصر الحجري الحديث، عُرفت المدينة تاريخياً باسم "ربة عمون" نسبة إلى قبيلة بني عمون التي استوطنتها، ثم أطلق عليها الإغريق اسم "فيلادلفيا" تيمناً بالملك بطليموس فيلادلفوس، قبل أن تعود لاسمها الأصلي "عمان" في العصر الإسلامي.

تمتد عمان على مساحة تبلغ حوالي 1680 كيلومتر مربع، وترتفع عن سطح البحر بمعدل يتراوح بين 700 إلى 1000 متر، مما يمنحها مناخاً معتدلاً نسبياً مقارنة بالمناطق الصحراوية المحيطة، وتتمتع بمناخ متوسطي شبه جاف، حيث تشهد صيفاً حاراً وجافاً وشتاءً بارداً ممطراً، مع فصلي ربيع وخريف معتدلين، واللذان يُعتبران من أجمل أوقات السنة للزيارة والإقامة.

تعد عمان بوابة الأردن السياحية ومنطلقاً لاستكشاف المواقع الأثرية والسياحية في المملكة، إذ تضم العديد من المعالم التاريخية المهمة مثل المدرج الروماني وقلعة عمان والمتحف الأردني، بالإضافة إلى المساجد التاريخية والكنائس الأثرية، كما تشتهر بمشهدها الثقافي النابض بالحياة، حيث تضم العديد من المراكز الثقافية والمعارض الفنية والمهرجانات التي تقام على مدار السنة.

ما هي الأماكن التي يجب زيارتها في عمان

تشتهر العاصمة الأردنية عمان بالعديد من الأماكن السياحية والثقافية التي يمكن زيارتها، وتشمل التالي:

•             المدرج الروماني

يُعتبر المدرج الروماني من أهم المعالم الأثرية في عمان وأكثرها جذباً للزوار، حيث يقع في قلب المدينة القديمة على سفح أحد التلال السبع، بُني هذا المدرج في القرن الثاني الميلادي خلال فترة حكم الإمبراطور أنطونيوس بيوس، ويتسع لحوالي 6000 متفرج موزعين على ثلاثة أقسام رئيسية.

يتميز المدرج بتصميمه المعماري الفريد الذي يضمن وصول الصوت بوضوح إلى جميع أجزاء المدرج دون الحاجة لمكبرات صوت، مما يعكس براعة المهندسين الرومان في التصميم الصوتي، ولا يزال المدرج يستخدم حتى اليوم لاستضافة الفعاليات الثقافية والحفلات الموسيقية، مما يضفي عليه حيوية معاصرة تمتزج مع عراقتها التاريخية.

•             قلعة عمان

تتربع قلعة عمان على أعلى تلال المدينة السبع، وتشكل متحفاً مفتوحاً يحكي تاريخ المدينة عبر العصور المختلفة، حيث تضم القلعة آثاراً تعود لحقب زمنية متعددة، بدءاً من العصر البرونزي وحتى العصر الإسلامي، مما يجعلها موقعاً أثرياً استثنائياً، ومن أبرز معالم القلعة معبد هرقل الروماني الذي لا تزال أعمدته الضخمة شاهدة على عظمة العمارة الرومانية، والقصر الأموي الذي يعكس فن العمارة الإسلامية المبكرة بقبابه وزخارفه الجميلة.

وتشمل القلعة أيضاً خزان المياه البيزنطي وبقايا كنيسة بيزنطية، بالإضافة إلى المتحف الأردني للآثار الشعبية الذي يضم مجموعة نفيسة من التحف والقطع الأثرية، ومن القلعة، يمكن للزوار الاستمتاع بإطلالة بانورامية ساحرة على المدينة بأكملها، خاصة في أوقات الغروب والشروق.

•             المتحف الأردني

يقع المتحف الأردني في منطقة رأس العين، ويُعد من أهم المتاحف الأثرية في المنطقة، حيث يضم مجموعة شاملة من الآثار التي تحكي تاريخ الأردن منذ العصر الحجري القديم وحتى العصر الإسلامي، ويحتوي على قاعات متخصصة تعرض المكتشفات الأثرية من مختلف المواقع الأردنية، بما في ذلك تماثيل عين غزال النيوليثية الشهيرة التي تعتبر من أقدم التماثيل البشرية في التاريخ، ومجموعة من المخطوطات البحر الميت، والعملات النقدية القديمة، والحلي والأدوات المنزلية من مختلف العصور.

كما يوفر المتحف تجربة تعليمية وثقافية ممتازة من خلال العروض التفاعلية والأدلة الصوتية المتاحة بعدة لغات.

•             مسجد الملك عبدالله الأول

يُعتبر مسجد الملك عبدالله الأول من أجمل المساجد في عمان وأكثرها تميزاً معمارياً، حيث تم بناؤه عام 1989 تخليداً لذكرى الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين، ويتميز بقبته الزرقاء الجميلة التي يمكن رؤيتها من مسافات بعيدة، والتي استوحيت من الطراز العثماني والأندلسي.

يتسع المسجد لحوالي 7000 مصلٍ، ويضم متحفاً إسلامياً صغيراً يعرض مجموعة من المصاحف القديمة والقطع الإسلامية النفيسة، ويفتح المسجد أبوابه للزوار من غير المسلمين في أوقات محددة، مما يتيح لهم التعرف على الثقافة الإسلامية والاستمتاع بجمال العمارة الإسلامية.

•             وسط البلد والأسواق الشعبية

تشكل منطقة وسط المدينة القلب النابض لعمان، حيث تمتزج الحياة العصرية مع التراث الشعبي في تناغم جميل، وتضم هذه المنطقة شارع الملك فيصل وشارع الملك طلال، وهما من أهم الشوارع التجارية في المدينة، حيث تصطف المحلات التجارية والمقاهي الشعبية والمطاعم التراثية.

ويمكن للزوار الاستمتاع بجولة في سوق الخضار والفواكه وسوق الذهب، والتسوق في الأسواق الشعبية التي تبيع الملابس التقليدية والحرف اليدوية والتوابل والحلويات العربية، كما تتميز هذه المنطقة بأجوائها الشعبية الأصيلة وأسعارها المعقولة، مما يجعلها وجهة مفضلة للسكان المحليين والسياح على حد سواء.

•             جبل اللويبدة والمنطقة الثقافية

يُعد جبل اللويبدة من أعرق أحياء عمان وأكثرها حيوية ثقافياً، حيث يضم العديد من المعارض الفنية والمقاهي الثقافية والمطاعم العصرية التي تقدم المأكولات العربية والعالمية، وتشتهر المنطقة بشارع الرينبو الذي يُعتبر مركزاً للحياة الثقافية والفنية في عمان، حيث تقام معارض فنية ومهرجانات ثقافية على مدار السنة.

يضم الحي أيضاً دار الأوبرا الأردنية ومتحف الأطفال الأردني، بالإضافة إلى العديد من الاستوديوهات الفنية وورش الحرف اليدوية، كما تتميز المنطقة بطابعها البوهيمي والثقافي، مما يجعلها وجهة مفضلة للمثقفين والفنانين والشباب.

•             المتحف الوطني للفنون الجميلة

يقع المتحف الوطني للفنون الجميلة في منطقة اللويبدة، ويُعد أول متحف معاصر في الأردن مخصص للفنون الجميلة، فهو يضم مجموعة مميزة من الأعمال الفنية للفنانين الأردنيين والعرب والعالميين، والتي تشمل اللوحات والمنحوتات والخزفيات والأعمال الحرفية التقليدية.

يهدف المتحف إلى تعزيز الوعي الفني والثقافي، ويقوم بتنظيم معارض مؤقتة وورش عمل فنية وندوات ثقافية بشكل منتظم، ويُعتبر مساحة حيوية للتفاعل الثقافي ونقطة التقاء للمهتمين بالفنون والثقافة.

•             مسجد أبو دروين

يقع مسجد أبو دروين في منطقة العبدلي، ويُعتبر من أكبر المساجد في عمان وأجملها من الناحية المعمارية، بُني تخليداً لذكرى الملك الحسين بن طلال، ويتميز بتصميمه الذي يمزج بين الطراز المعماري الإسلامي التقليدي والعناصر الحديثة.

يتسع المسجد لآلاف المصلين، ويضم مكتبة إسلامية ومركزاً لتعليم القرآن الكريم، وتحيط به حدائق جميلة ونوافير مائية، مما يخلق أجواء هادئة ومريحة للزوار والمصلين.

•             متحف السيارات الملكي

يقع متحف السيارات الملكي في منطقة الحسين الرياضية، ويضم مجموعة فريدة من السيارات الكلاسيكية والنادرة التي تعود للعائلة المالكة الأردنية، وتشمل المجموعة سيارات تاريخية من مختلف العصور، بدءاً من سيارات الملك عبدالله الأول وحتى سيارات الملك عبدالله الثاني الحديثة.

يعرض المتحف أيضاً دراجات نارية نادرة وسيارات سباق، بالإضافة إلى معروضات تحكي تاريخ صناعة السيارات في الأردن والمنطقة، كما يوفر تجربة مميزة لعشاق السيارات والتاريخ.

•             الحدائق والمنتزهات

تضم عمان العديد من الحدائق والمنتزهات الجميلة التي توفر مساحات خضراء للاسترخاء والترفيه، من أبرزها حديقة الملك حسين (حديقة الملك حسين بن طلال) والتي تُعتبر أكبر حدائق العاصمة وتضم مسارات للمشي والجري ومناطق للعب الأطفال ومطاعم ومقاهي.

كما تضم المدينة حديقة الأمير راشد للطيور التي تضم مجموعة متنوعة من الطيور المحلية والنادرة، وحديقة تلاع العلي التي تتميز بموقعها المرتفع وإطلالتها الرائعة على المدينة، وتشكل هذه الحدائق متنفساً طبيعياً للسكان والزوار، وتساهم في تحسين جودة الحياة في العاصمة.