خبرني - في زمنٍ تتصارع فيه الأصوات وتختنق فيه المساحات الثقافية، يُطل مهرجان الأغنية الأردنية مجددًا كمنارةٍ فنيةٍ تحتفي بالكلمة واللحن والصوت، مؤكداً أن الغناء ليس ترفًا، بل ضرورة وطنية وإنسانية.
وإننا في نقابة الفنانين الأردنيين نثمن استجابة دولة رئيس الوزراء لنداء النقابة بأن ينظم المهرجان لهذا العام،ولا نغفل أيضاً عن شكر وزير الثقافة وطاقم وزارته شريكة نقابة الفنانين بالفرح الذي سارع بوضع الموازنة اللازمة والبدء بتنفيذ مراحل المهرجان، ونؤكد أن لا يكون المهرجان مجرد عروض موسيقية تقليدية، بل مسابقة تكرّم المبدعين في مجالات الغناء، التلحين، وكتابة الكلمات والتوزيع الموسيقي.
وهي فرصة نادرة تُمنح لأصحاب المواهب الحقيقيين لعرض أعمالهم أمام لجان متخصصة وجمهور واعٍ. لذا فإننا في نقابة الفنانين الأردنيين ومن خلال اصرارنا على فتح نافذة المهرجان على المشهد الموسيقي والفني والعمل من خلال لجانه كافة أن ينجح في أن يكون مساحة حقيقية للإبداع المحلي بعيدًا عن القوالب الموسيقية العربية الجاهزة.
حين نغني... نواجه التحديات بالصوت
وسط الحروب التي تمزّق المنطقة، يبرز سؤال وجودي: هل نملك ترف الغناء؟ والإجابة التي يقدمها هذا المهرجان هي: نعم، بل يجب أن نغني الآن.
فحين تعلو أصوات الرصاص والصواريخ والقنابل يجب أن يقابلها صوت الإنسان، الشاعر و الفنان، الذي يحوّل الألم إلى لحن، والغضب إلى قصيدة، والأمل إلى رسالة.
الأغنية الأردنية اليوم مطالَبة بأن تكون صوت الشعب الصادق مع الوطن وقيادته، لا مجرد خلفية موسيقية لشعارات ومنشورات هنا وهناك وعلى مواقع التواصل والنشر الإلكتروني.
استمرارية المهرجانات... حق للفنان الأردني
إن انعقاد مهرجان كهذا لا يجب أن يُعتبر إنجازًا موسميًا، بل حقًّا مستحقًا للفنان الأردني الذي لطالما عمل في ظروف صعبة دون أن يفقد صوته أو شغفه.
فالفنان ليس بحاجة إلى من يذكّره بأهمية الفن، بل إلى دولة ومجتمع ومؤسسات تدرك أن الهوية الثقافية تُبنى بالأغنية كما تُبنى بالكلمة والسياسة.
المحافظة على ديمومة إقامة مهرجان الأغنية الأردنية في كل عام هو دفاعٌ عن الفن الأردني، وضمانة لاستمراريته، وإيمانٌ بأن الأردن يمتلك من الأصوات والقصائد ما يستحق أن يُسمع في كل مكان.
ختامًا... لنرفع الصوت عالياً ،مهرجان الأغنية الأردنية ليس مجرّد احتفال سنوي، بل فعل وطني ثقافي، ومناسبة نعيد فيها اكتشاف ذاتنا، صوتنا، ومبدعينا.
هي دعوة لأن نغني ونغني ... لأن الصمت لم يكن يومًا خيارنا.




