*
الاثنين: 15 ديسمبر 2025
  • 14 حزيران 2025
  • 19:21
الأردن بين الإنصاف والعداء المتجذِّر
الكاتب: مزيد العرمان العجارمة

خبرني - لطالما كان الأردن في قلب الأحداث، لاعبًا رئيسيًا في السياسة الإقليمية، وحائط صدٍ أمام الأزمات، لكنه على الرغم من دوره المتوازن والمشرف، يبقى هدفًا للتشكيك والهجوم المستمر من أطرافٍ لا تريد الاعتراف بإنصافه أو بفضل مواقفه. هذه الحالة المتجذِّرة من العداء ليست وليدة اللحظة، بل تمتد لعقود، متأثرةً باعتباراتٍ سياسيةٍ وأيديولوجيةٍ تجعل أي موقفٍ أردنيٍّ موضع استفزازٍ لدى البعض.

لماذا يرفض البعض إنصاف الأردن؟

هناك جهاتٌ تجد في الثبات الأردني وإصراره على استقلالية قراره مصدر إزعاجٍ دائم. الأردن لا يخضع للإملاءات ولا ينجرُّ وراء السياسات التصعيدية، وهذا وحده كافٍ ليكون عرضةً للتشكيك في كل خطوةٍ يتخذها. ومن بين الأسباب التي تدفع البعض إلى استهدافه:

-تمسُّكه بالنهج المعتدل: يرفض الأردن الانخراط في استقطاباتٍ سياسيةٍ أو عسكريةٍ تعمّق الأزمات الإقليمية، وهذا يثير حفيظة القوى التي تسعى إلى فرض نفوذها بلا قيود.
-دوره المحوري في القضية الفلسطينية: رغم أن الأردن هو من أكثر الدول دعمًا للحقوق الفلسطينية، فإن بعض الجهات تحاول تصويره على أنه عقبةٌ أو طرفٌ غير مؤثر، متجاهلةً دوره التاريخي في حماية القدس وإسناد الشعب الفلسطيني سياسيًا وإنسانيًا.
-استقلالية قراره الداخلي والخارجي: الأردن يوازن مصالحه بدقةٍ، ويتخذ قراراته وفقًا لأولوياته الوطنية، وهذا لا يرضي من يريد تحجيم دوره أو دفعه لاتخاذ مواقفٍ منحازة.

التشكيك المستمر رغم الإنجازات

كلما حقق الأردن إنجازًا سياسيًا أو اقتصاديًا أو دبلوماسيًا، تعود حملات التشكيك لتقلل من شأنه. فبدلًا من الاعتراف بجهوده في حل النزاعات، تُوجَّه إليه الاتهامات بعرقلة الحلول. وبدلًا من تقدير دوره الإنساني في استضافة اللاجئين ودعم استقرار المنطقة، يُرسم كمجرد طرفٍ في الحسابات الجيوسياسية.

حتى عندما يتخذ الأردن موقفًا حاسمًا في الدفاع عن مصالح الأمة العربية، هناك من يُصرُّ على تصويره كطرفٍ يسعى وراء مكاسبه الذاتية، متجاهلين حقيقة أنه لطالما دفع أثمانًا باهظةً بسبب التزامه بمبادئه.

الأردن... الحقيقة أقوى من الادعاءات

ورغم كل ذلك، يبقى الأردن شامخًا بمواقفه، راسخًا في انتمائه العربي، غير مكترثٍ بمحاولات التقليل من شأنه. فالتاريخ يشهد، والمنطقة تعترف بأن الأردن ليس مجرد دولةٍ عابرةٍ في المشهد السياسي، بل ركنٌ أساسيٌّ في معادلة الاستقرار والأمان.

العداء المتجذِّر لن يغيِّر الحقائق، والتاريخ لا يُكتب بالأهواء... بل بالمواقف والإنجازات.
مزيد العرمان العجارمة

مواضيع قد تعجبك