خبرني - خيم الحزن على الوسط الفني المغربي، الأربعاء، برحيل الفنانة البارزة نعيمة بوحمالة، عن عمر ٧٧ عاماً، بعد صراع مع مرض القلب.
وانهالت كلمات الرثاء لتوديع نعيمة بوحمالة، حيث نشرت الفنانة لطيفة أحرار، مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، عبر صفحتها على موقع "فيس بوك"، قائلةً: "رحم الله الفنانة القديرة نعيمة بوحمالة.. رحمك الله يا العزيزة.. تعازي الحارة لعائلتك ومحبيك".
صدق وإحساس كبير
وعبر الفنان رشيد الوالي، عن حزنه الشديد، قائلاً إنها لم تكن فقط ممثلة، بل كانت مرآة للمرأة المغربية البدوية، الحقيقية، التي تعرفها كل الأسر المغربية، مُضيفاً: "كانت عفويتها درساً، وصدقها مدرسة، وحضورها لا يشبه إلا البدايات النقية التي لا تصطنع ولا تفتعل".
وأشار رشيد الوالي، إلى أن نعيمة بوحمالة أتقنت أدوارها على خشبة المسرح، وعبر شاشات التلفزيون، والسينما، وتركت بصمة ستبقى ما بقيت الذاكرة، مسترجعاً ذكريات أول لقاء معها في مسلسل "حوت البر" تحت إشراف المخرجة فريدة بورقية، الذي وصفه بلقاء بداية التعلم والاحترام ومعرفة قيمة فنانة لا تعوض.
من جهتها، قالت الفنانة فاطمة خير، إن نعيمة بوحمالة كانت عزيزة على قلبها، حيث تميزت بعفويتها وبساطتها وصدقها وصراحتها، وكانت إنسانة محبة للحياة ولفعل الخير.
كما نعت الممثلة نجاة الوافي الراحلة القديرة، قائلة إن الساحة الفنية فقدت واحدة من رموز الفن المغربي التي كانت فنانة وامرأة رائعة بعفوية قلّ نظيرها.
آخر ظهور فني
وكان آخر عمل فني شاركت فيه نعيمة بوحمالة، فيلم البوز، الذي عُرض في أبريل (نيسان) الماضي، وهو من إخراج دمنة بونعيلات، حيث كان بمثابة وداع منها لمحبيها.
يدور الفيلم حول ظاهرة "البوز" الرقمية التي ترصد الشهرة السريعة في مقابل تهميش المواهب الحقيقية، عبر تناول قصة فتاة تنتمي إلى حي شعبي، تتمتع بموهبة غنائية استثنائية، إلا أنها تصطدم بواقع فني تطغى عليه التفاهة والمظاهر على حساب الجودة والاحتراف.
شارك في الفيلم بجانب نعيمة بوحمالة، كل من دنيا بطمة، وشقيقتها ابتسام بطمة، وعبد الله فركوس، وفضيلة بنموسى، وبشرى أهريش، ومراد العشابي، فاتي جمالي.
مسيرة حافلة
دخلت نعيمة بوحمالة، عالم التمثيل وهي طفلة لا تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، منذ سبعينات القرن الماضي، حيث فرضت نفسها كصوت نسائي مميز في وقت كان فيه عدد الممثلات معدودات على رؤوس الأصابع.
وتعد الفقيدة واحدة من أبرز رواد الفن المغربي، حيث عاصرت فترة المقاومة وثلاثة ملوك، وشاركت في العديد من الأعمال الفنية التي لاقت نجاحاً كبيراً، منها: "ستة من ستين"، و"الدار الكبيرة"، و"اللعب مع الذئاب"، و"عنداك أ ميلود"، و"خمسة وخميس"، و"انكسار"، كما تألقت في المسرح والسينما، مما جعلها من أبرز الوجوه الفنية في المغرب.




