عيد الاستقلال الأردني: حين نطقت الأرض حرّيتها وقالت... أنا الأردن

خبرني - ما في وجع أشد من وجع الوطن المأسور، ولا في فرحة أعظم من لحظة يحرّر فيها شعبه من القيود.
عيد الاستقلال الأردني مش مناسبة بروتوكولية ولا استعراض أعلام… هو ذاكرة الأرض، وصرخة الشهداء، ونبض الأجيال اللي تعلّمت تقول: "أنا أردني… وراسي مرفوع".

في 25 أيار 1946، ما تحرر وطن، تحررت كرامة.
كان الأردن صغير على الخريطة… لكن كبير بإرادته، شامخ برجاله، وراسخ بقيادته.
لحظة إعلان الاستقلال ما كانت نقطة نهاية… كانت نقطة بداية لوطن قرر يصير سيّد نفسه، يكتب تاريخه بمداد الدم والتعب، ويصنع مستقبله بعرق الناس اللي بتشتغل من فجر الله لفجر الله.

الاستقلال مش بس خروج المستعمر…
هو إعلان ثورة داخلية على كل قيد… على الجهل، على التبعية، على الفقر، وعلى الظلم.
هو عهد جديد بين الأرض وأهلها: "أنا بحميك… وإنتِ بتظلّي إلنا".

وما كان ممكن نوصل لهاليوم لولا رموز زرعوا جذور الكرامة فينا:
الملك المؤسس عبدالله الأول، الرجل اللي حلم بدولة تنهض من قلب الصحراء وتوقف وجهًا لوجه قدّام العواصف.
الجيش العربي، المؤسسة اللي شالت سلاحها بإيد، وبالثانية رفعت راية الوطن، ورفضت تنحني، لا لمستعمر ولا لمساوم.
الشعب الأردني، اللي صار الاستقلال يجري في شرايينه مش ذكرى، بل عقيدة.

يا أردن… يا بلد السيادة والشرف،
يا من ترابك غالي عالكبير قبل الصغير،
يا وطن إذا جاع أهله، ظلّ شبعان بالكرامة.
في عيدك، ما بنحتفل… إحنا بنحلف.
بنحلف نضل نزرع في ولادنا "حبك فطرة، وحمايتك واجب، ورفعتك شرف".

الاستقلال اليوم مش بس احتفال… هو امتحان مستمر
هل إحنا حافظنا على الأمانة؟
هل تركنا للأجيال بلد أفضل؟
هل ظلّ العَلَم مرفوع مش بس بالميادين… بل في الضمير؟
الإجابة… مش بالشعارات، بل بالفعل، بالشغل، بالإخلاص، بالموقف، والنية الصافية.

محمد و منجد ..ألين وأمير…
يا زينة العمر، ويا وعد المستقبل،
لما تسألوني شو يعني عيد الاستقلال، رح أجاوبكم من قلبي:
هو اليوم اللي الوطن صار فيه حر، بس لازم نظلّ نحارب لنخليه كريم.
هو اليوم اللي رفعنا فيه راسنا، بس لازم نشتغل لنخليه مرفوع دايمًا.
هو اليوم اللي صرنا فيه مسؤولين… عن بيتنا، عن حارتنا، عن مستقبل كل طفل بالأردن.
رح أعلّمكم إنو حب الوطن مش وراثة… حب الوطن موقف، وفعل، وعطاء ما بوقف.

وإلك يا وطني…
يا مهد النشامى، ويا حضن اللي ما انباع،
بنكتب على صدرك:
"إحنا جنودك… وسيفك ما بنكسّر… وظلك ما بينطال".

وكل عام واستقلالك بخير…
وكل عام وإنتَ حرّ… وإحنا إلَك."