*
الاثنين: 15 ديسمبر 2025
  • 19 أيار 2025
  • 09:41
على حافة النسيان فيلم من كتابة سلطان القيسي

خبرني - صدر مؤخرا الفيلم الوثائقي الطويل "على حافة النسيان"،  وهو فيلم يعيد كتابة قصة دور العرض السينمائي في الأردن، منذ نشأتها في أواسط القرن الماضي، وحتى هجرانها في بدايات الألفية الثالثة.

ولا يقتصر دور الفيلم على حكاية القصة إنما يتشعب ليشمل الواقع الموازي لنشأة هذه الدور وتبدُّل حالها، فيتطرق إلى الوقائع التاريخية والاقتصادية والديمغرافية، التي شكلت الحالة الثقافية للأردن  في أطواره كافة.

ويعرض الفيلم أيضا تطوّر دور الدولة، في تنظيم قطاع العرض السينمائي، والمراحل التي مر بها هذا القطاع، من الترفيه إلى الاستثمار، ويركز على محطات مضيئة على صعيد التنافس النظيف، وعلى صعيد الوفود الفنية التي كانت تزور عمّان، مؤلفة من نجوم الزمن الجميل، مطربين وممثلين ومخرجين ومنتجين، ويرصد الطقوس التي رافقت الحراك ذاك.

يفتح "على حافة النسيان" أيضا مساحة واسعة للمختصين بالتأريخ السينمائي، حيث يتحدثون بحرقة عن هذا الإرث، وعن مخاوفهم من ضياعه واندثاره، وعن الوقائع السياسية والاجتماعية التي رافقت حياة هذه الدور، ويثير الفيلم أسئلة حول الخطط الممكنة للاستثمار في هذه الصالات المهجورة، إذ يرى بعض المتحدثين أن إعادة إحيائها واجب أخلاقي ووطني، يمكن أن ينتج سوقا جديدا، أو يعيد تحريك البكرات التي صدأ بعضها، ويرى آخرون أن الحياة تغيرت والظروف لم تعد مواتية لإعادة الكرّة، ويجنح فريق إلى أمنية بتحويلها إلى متاحف.

ويتشح الفيلم بالحنين إلى الماضي، كطقس أساسي، ماضي المجتمع وماضي المدن، ويحمل آمالا بأن لا تبقى هذه الأبنية نهبا للنسيان، كما يقدم رصيدا  أرشفيا نادرا، تم جمعه لخلق إطار حقيقي للسرد، لا يكون منفصلا عن جوهر العمل وغايته.


الفيلم من كتابة الشاعر والإعلامي سلطان القيسي، الذي تولى فيه أيضا دور البحث والإعداد إلى جانب النص والسيناريو، حيث اختار لغة خاصة تقع بين الشِّعري والتقريري، في محاكاة لمحوري الفيلم، الماضي والحاضر، ومن إخراج المخرج السوري عبد الهادي الركب، الذي أولى جهدا خاصا للوصول إلى صورة تُزامن أيضا بين ألوان وطقوس الماضي، وأحدث ما قد تقع عليه عينُ مُشاهد.   

والفيلم من إنتاج الجزيرة الوثائقية، ومتوفر على جميع منصات الشبكة، وهو جزء من سلسلة تتجول في عدة دول عربية، يقوم عليها كل من القيسي والركب، في محاولة لجمع صورة عامة ومتباينة، عن واقع المجتمع العربي في الفترة الممتدة من أواسط القرن الماضي وحتى يومنا هذا، عن طريق الجلوس على مقاعد السينما ومتابعة الشاشات، التي قالت وتقول الكثير.

يذكر أن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، احتفت بالفيلم ورعت عرضا سينمائيا خاصا له في عمّان، قبل عرضه الأول على شاشة التلفزيون.

مواضيع قد تعجبك