*
الاثنين: 15 ديسمبر 2025
  • 14 أيار 2025
  • 11:21
بين القلق والاستعداد كيف نتعامل مع اقتراب الامتحانات بثقة وفعالية
الكاتب: معن حمدان الزبون

مع اقتراب موعد الامتحانات، يبدأ القلق بالتسلل إلى نفوس الكثير من الطلاب، وهو أمر طبيعي في ظل الضغوط الأكاديمية والتطلعات المستقبلية، إلا أن هذا القلق قد يتحوّل إلى عائق إذا لم يُدار بطريقة صحيحة، لذلك من الضروري أن تتحول فترة الامتحانات من مصدر توتر إلى فرصة حقيقية للنمو الأكاديمي والتطور الشخصي، وهذا لا يتحقق إلا من خلال الاستعداد الواعي والمتوازن.


الاستعداد الجيد يبدأ بتنظيم الوقت وتوزيعه على المواد الدراسية حسب الأولويات والصعوبة، فالعشوائية في الدراسة تزيد من حدة القلق وتقلل من فعالية التحصيل.


من المهم أيضًا استخدام أساليب مراجعة متنوعة مثل الخرائط الذهنية، وتلخيص الدروس، وحل الأسئلة السابقة، مما يعزز من ثقة الطالب بنفسه ويشعره بالتحكم في عملية التعلم.


كما أن الراحة النفسية تلعب دورًا لا يقل أهمية عن الجهد الدراسي، فالنوم الكافي، والتغذية السليمة، والحرص على أخذ فترات راحة قصيرة أثناء الدراسة، تساهم في تعزيز التركيز والقدرة على الحفظ والاستيعاب، وعلى العكس فإن الدراسة لساعات طويلة دون انقطاع أو تجاهل الاحتياجات الجسدية قد يؤدي إلى الإرهاق الذهني وفقدان الحافز.


وهنا يأتي دور المعلم كموجه وداعم، وليس فقط كناقل للمعلومة، فالمعلم يستطيع أن يساعد الطلبة على بناء خطط دراسية واقعية، وتقديم إرشادات حول مهارات التعامل مع التوتر، وتشجيعهم على التفكير الإيجابي.
أما الأسرة، فعليها توفير بيئة هادئة وخالية من الضغوط، وتحفيز الأبناء بالكلمات الإيجابية، والإيمان بقدراتهم، بدلاً من المقارنة أو النقد أو الضغط.


في النهاية، الامتحانات ليست تحديًا للقدرة الذهنية فقط، بل لاختبار مدى النضج والتنظيم والقدرة على مواجهة الضغوط، ومن خلال التوازن بين القلق الطبيعي والاستعداد المدروس، يستطيع الطالب أن يخوض هذه المرحلة بثقة، ويحقق نتائج مرضية تعكس جهده الحقيقي، وتبقى الامتحانات محطة تقييم مؤقتة، بينما تبقى مهارات التنظيم والثقة بالنفس رصيدا دائما في رحلة التعلم.
 

مواضيع قد تعجبك