خبرني - شهد حفل افتتاح الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان كان السينمائي الدولي لحظات مؤثرة، كان أبرزها تأثر النجم الأمريكي روبرت دي نيرو أثناء منحه جائزة السعفة الذهبية الفخرية.
واستقبل الجمهور هذا التكريم بتصفيق حار ومتواصل استمر لأكثر من دقيقتين، كما وقف جميع الحضور تقديراً لهذه اللحظة المهيبة، بينما اكتفى دي نيرو بالوقوف صامتاً ومغالباً دموعه على المسرح وسط هذا الاحتفاء الصادق.
وسبقت هذه اللحظة المؤثرة كلمات دافئة ألقاها النجم ليوناردو دي كابريو، الذي استُقبل بدوره بتصفيق حار عند صعوده إلى المسرح لتقديم الجائزة لصديقه المقرب ومعلّمه، مؤكداً أن حياته كانت ستكون مختلفة تماماً لولا توجيهات روبرت دي نيرو.
واسترجع دي كابريو، وهو يقدم جائزة الإنجاز مدى الحياة لدي نيرو، كيف غيّر الأخير حياته إلى الأبد، عندما اختاره لدور وهو لا يزال في سن المراهقة، مشيراً إلى فيلم "This Boy's Life" عام 1993.
وصرّح دي كابريو قائلاً: "عملية الاختبار كانت صعبة للغاية، وكان هناك الكثير من المنافسة، ولم يكن أحد منا يعرف ما إذا كان سيحصل على الدور.. وفي سن الخامسة عشرة أو السادسة عشرة، فعلت الشيء الوحيد الذي لم يخطر ببالي أنه سيجعلني أتميز، لقد صرخت في وجهه بأعلى صوتي"، فانفجرت القاعة بالضحك.
وتابع: "لاحقاً في ذلك اليوم، كان بوب يصعد إلى طائرته مع المنتج آرت لينسون الذي سأله: من تريد أن يلعب الدور؟ وبطريقة دي نيرو الكلاسيكية، أجاب: 'الولد الثاني من الصف الأخير.. لحسن حظي، كان هذا الولد الثاني هو أنا.. وتلك اللحظة غيّرت حياتي إلى الأبد، وبدأت مسيرتي المهنية بأكملها في عالم السينما".
وأشار ليوناردو إلى أن هذه لم تكن المرة الوحيدة التي أثّر فيها روبرت على مسيرته المهنية، مضيفاً: "لقد حدث ذلك مرة أخرى عندما قال لمارتن سكورسيزي: لقد انتهيت للتو من تصوير فيلم مع هذا الطفل، ربما يجب أن تعمل معه، مما أدى إلى أهم التعاونات في حياتي".
وعلى الرغم من أن ليوناردو - مازحاً - توقع أن روبرت قد يمنحه ابتسامة بسيطة تعبيراً عن المودة عند تسلمه الجائزة، إلا أن أسطورة التمثيل فاق توقعاته واستقبله على المسرح بعناق وقبلة حارة، وبدا عليه التأثر بشكل واضح.
كما ردّ روبرت دي نيرو قائلًا: "شكراً يا فتى"، بينما دوى التصفيق في جميع أنحاء قاعة غراند تياتر لوميير لأكثر من دقيقتين.
وقد ركز جزء كبير من مقدمة دي كابريو على أداء دي نيرو الأيقوني على الشاشة والجهود الكبيرة التي بذلها لإحياء شخصيات مثل ترافيس بيكل وجيك لاموتا.
وأشاد أيضاً باستعداد روبرت دي نيرو لاتخاذ مواقف جادة وعملية، قائلًا: "سواء كان ذلك من أجل أصدقائه أو عائلته أو دفاعاً عن الديمقراطية أو دعماً لفن صناعة الأفلام، فهو دائم الحضور".




