*
الثلاثاء: 13 أيار 2025
  • 09 أيار 2025
  • 22:23
تحالفات اضطرارية... الإسلاميون يبدّلون أسلوبهم الانتخابي للحفاظ على حضورهم بالنقابات

خبرني – خاص
 بات التيار الإسلامي في الأردن يتّجه إلى نمط جديد في تعاطيه مع انتخابات النقابات المهنية، بعد سلسلة من التراجعات في مواقع كانت تاريخياً تُعد معاقله الثابتة، كحال نقابتي الأطباء والمهندسين.

التيار الذي كان يملك ثقلاً واضحاً في انتخابات نقابة المهندسين، وجد نفسه مضطراً لتغيير استراتيجيته في الدورة الأخيرة، حيث لم يقدّم مرشحاً لمنصب النقيب أو نائبه، بل لجأ إلى التحالف مع "تيار نمو" ضمن القائمة النقابية الموحدة، ليضمن فقط وصول عضوين محسوبين عليه إلى مجلس النقابة، في وقتٍ فاز فيه المستقل عبدالله غوشة بمنصب النقيب، وأحمد الفلاحات بمنصب نائب النقيب، إضافة إلى 7 أعضاء من المستقلين.

هذا التحالف الذي خاضه التيار الإسلامي يعكس تحوّلاً في تعاطيه مع العمل النقابي، من موقع المنافسة القوية إلى منطق المشاركة الرمزية، تفادياً للخروج الكامل من المشهد.

وما جرى في نقابة المهندسين ليس حالة منفردة، بل يتبع خسارة واضحة في انتخابات نقابة الأطباء الشهر الماضي، التي انتهت بفوز قائمة "وطن" المستقلة بقيادة الدكتور عيسى الخشاشنة، مقابل تراجع قائمة "طموح" (التيار الإسلامي)، التي لم تحصد سوى مقعدين فقط في مجلس النقابة، رغم قاعدة الأنصار الكبيرة التي كانت تتمتع بها في السابق.

وبحسب مراقبين، فإن اضطرار الإسلاميين إلى دخول الانتخابات بتحالفات توافقية يهدف إلى تأمين الحد الأدنى من التمثيل، في ظل تراجع قدرتهم على خوض الانتخابات منفردين والفوز بمقاعد قيادية، وهي إستراتيجية تنمّ عن إدراك متزايد لصعوبة استعادة الزخم السابق.

وفي الوقت الذي كان فيه التيار الإسلامي يعتبر نقابة المهندسين أحد أبرز معاقله التقليدية، بات اليوم يكتفي بموطئ قدم ضمن توافقات تكتيكية، تكفل له البقاء الرمزي ولو على حساب نفوذه التاريخي.

مواضيع قد تعجبك