خبرني – محمد الطراونة
في الوقت الذي قد يظن فيه البعض أن العدالة تغيب مع مرور السنوات، تثبت مديرية الأمن العام الأردنية عبر إدارة البحث الجنائي أن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن القضايا المجهولة لا تُغلق طالما بقي هناك خيط يمكن تتبعه.
فمن خلال فرق التحقيق المتخصصة بالقضايا المجهولة، التي تعمل ضمن هيكلية البحث الجنائي وقيادات أقاليم الأمن، أعيد فتح ملفات تغيّب تعود لسنوات طويلة، وكُشف خلالها عن جرائم قتل ظلّت طي الكتمان لعقود، حتى أعادها الجهد الأمني المتواصل إلى الواجهة، وجعل من صمت المقابر دليلًا يقود إلى الجناة.
• 17 سنة من الغياب: قضية العقبة
أحدث هذه القضايا كانت في محافظة العقبة، حيث أعادت فرق التحقيق فتح ملف تغيّب فتاة عربية من مواليد 1991 منذ عام 2008. التحقيقات قادت إلى شقيقها، الذي اعترف بطعن شقيقته وقتلها إثر خلاف عائلي، ومن ثم دفنها في منطقة خالية من السكان.
وبدلالته، وبعد أخذ موافقة المدعي العام، تم العثور على بقايا عظام بشرية أُرسلت للمختبر الجنائي لمطابقتها، وأُحيل المتهم إلى مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى، الذي قرر توقيفه بتهمة القتل العمد.
• 20 عامًا على الغياب: جريمة لواء البترا
وفي محافظة معان – لواء البترا، كشفت فرق التحقيق جريمة قتل تعود إلى عام 2004، بعد إعادة فتح ملف تغيّب أحد الأشخاص.
وبالتحقيق مع أحد أصدقائه، اعترف بأنه قتله ضربًا بعصا إثر خلاف لحظي، ثم دفنه في منطقة خالية من السكان.
وعُثر على بقايا عظام بشرية، وأُحيلت للمختبر الجنائي، وتم توديع القضية إلى مدعي عام الجنايات الكبرى.
• من الكتمان إلى الاعتراف: جريمة الكرك
في محافظة الكرك، كُشف الستار عن واحدة من أكثر القضايا صدمة، حين أعيد فتح ملف تغيّب سيدة جرى التبليغ عنه عام 2011. التحقيقات كشفت أنها قُتلت على يد شقيقيها في عام 2006، وتم دفنها سرًّا، ولم يُبلّغ عن اختفائها إلا بعد خمس سنوات.
وبعد التحقيق وجمع المعلومات، اعترف الشقيقان بالجريمة ومكان الدفن.
وتم العثور على عظام بشرية أُرسلت للطب الشرعي، وأُحيل الشقيقان إلى مدعي عام الجنايات الكبرى، الذي قرر توقيفهما عن تهمة القتل العمد بالاشتراك.
في كل هذه القضايا، تؤكد مديرية الأمن العام أن جهود فرق التحقيق في القضايا المجهولة مستمرة، وأن ملفات الغياب والغموض تُعامل كأنها وقعت اليوم، ضمن التزام مؤسسي صارم بإعادة الحق لأصحابه، وتحقيق العدالة، مهما طال الزمن.
فالعدالة، كما تقول هذه الوقائع، قد تتأخر... لكنها لا تغيب.




