*
الجمعة: 12 ديسمبر 2025
  • 30 نيسان 2025
  • 22:47
دور الناتو في الشرق الأوسط بين مكافحة الإرهاب وخدمة المصالح الجيوسياسية

خبرني – رصد
منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، وسّع حلف شمال الأطلسي (الناتو) نطاق عملياته ليشمل منطقة الشرق الأوسط، تحت شعار مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار.

بيد أن هذا التوسع أثار تساؤلات حول مدى تحقيق هذه الأهداف، وما إذا كان الحلف يخدم أجندات سياسية تتجاوز مهامه الدفاعية التقليدية، سيما وأن الإرهاب في قاموس الناتور هو أحد التهديدات غير المتكافئة المباشرة لأمن مواطني دول الناتو والاستقرار الدولي.

وقد التزم الحلف بمكافحة هذا التهديد من خلال تعزيز قدراته على الكشف والدفاع ضد الإرهاب، وتطوير تقنيات جديدة، والتعاون مع شركاء دوليين، حيث أظهرت تقارير أن عدد الهجمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد انخفض منذ عام 2016، بينما شهدت مناطق أخرى مثل أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا زيادة في هذه الهجمات، مما يطرح تساؤلات حول فعالية استراتيجيات الناتو في المنطقة.

وحسب مراقبين، أثار موقف الناتو من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي انتقادات، خاصة فيما يتعلق بدعمه غير المباشر لإسرائيل.

ففي عام 2023، أدان الحلف هجمات حماس على إسرائيل، لكنه لم يصدر إدانات مماثلة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مما اعتبره البعض انحيازًا.

وعزز من هذا الشعور، وفق المراقبين، تصريحات الأمين العام للناتو، التي أكد فيها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، دون الإشارة إلى ضرورة التناسب في الرد، زادت من حدة الانتقادات.  
وأثار هذا الموقف أثار استياء بعض الدول الأعضاء في الحلف، مثل تركيا، التي أعربت عن قلقها من دعم الناتو لإسرائيل في ظل استمرار العدوان على الفلسطينيين.

ويرى محللون أن الناتو يستخدم مكافحة الإرهاب كذريعة لتوسيع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. فوفقًا لمقال في مجلة “فورين أفيرز”، يعمل الناتو في كثير من الأحيان كغطاء سياسي للتدخلات الأمريكية، مما يثير تساؤلات حول استقلالية الحلف وأهدافه الحقيقية.

كما أن التدخلات العسكرية للناتو، مثل الحملة في ليبيا عام 2011، أدت إلى تداعيات سلبية، حيث ساهمت في زعزعة الاستقرار وانتشار الأسلحة والجماعات المسلحة في المنطقة.

وخلص المراقبون إلى أنه بينما يواصل الناتو تأكيد التزامه بمكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، تشير التحليلات إلى أن الحلف قد يكون متورطًا في خدمة أجندات سياسية تتجاوز مهامه الدفاعية. هذا يسلط الضوء على الحاجة إلى إعادة تقييم دور الناتو في المنطقة، وضمان أن تكون تدخلاته متوافقة مع القانون الدولي وحقوق الإنسان.

 

مواضيع قد تعجبك