خبرني - صدر حديثا عن دار الفينيق للنشر والتوزيع ديوان كلما ومض الحنين - شعر وتأليف: اسماء شاهين
هذا الديوان يتحلى الشعر فيه عن الوزن والقافية وتلتزم قصائده بوحدة الموضوع، وتعبر عنه بأقل عدد ممكن من الكلمات؛ لأن القصيدة تستغني فيه عن مراكمة الكلمات والشرح والتطويل، وتسعى إلى التركيز على التجربة الإنسانية التي هي محور الكلام.
خذ قصيدة «الهروب» على سبيل المثال. إنها قصيدة من أربعة أسطر وعدد كلماتها خمس عشرة كلمة وموضوعها هو «الفلسطيني» وهو موضوع يمكن أن تكتب عنه ملحمة بطول الإلياذة أو الإنيادة، أو قصيدة طويلة على غرار المعلقات، ولكن الشاعرة تخلت عن الطول واكتفت بفكرة واحدة عن وجود الفلسطيني في مكان واحد ينسب إليه مثل بقية البشر: هذا فرنسي وذاك صيني، والآخر إيراني أو تركي مع احتفاظ كل منهم بوجود معترف به في أرض معترف بها يشكل الانتساب إليها جوهر وجوده. أما الفلسطيني هنا فهو: الفلسطيني من ولد
لا سرير له له الخيال بحرقة يضاجعه وموت يأتي كل يوم.