*
الثلاثاء: 09 ديسمبر 2025
  • 27 فبراير 2025
  • 15:08
ندوة حوارية تناقش الأمان الوظيفي للعاملات المصابات بالسرطان

خبرني - نظمت جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن"، ندوة حوارية تحت عنوان "الأمان الوظيفي للعاملات المصابات بمرض السرطان"، بمشاركة خبراء في عدد من المجالات منها حقوق العمال والصحة والتشريعات، إلى جانب ممثلي منظمات المجتمع المدني؛ ضمن إطار مشروع "سياسات لمناهضة العنف في بيئة العمل"، الممول من الصندوق الأفريقي.
أكدت رئيسة جمعية معهد تضامن النساء الأردني، نهى محريز، أن مسيرة تضامن امتدت إلى مدى ثمانية وعشرين عامًا، عملت خلالها على دعم حقوق النساء في مختلف المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، كما سلطت الضوء على حقوق النساء في بيئة العمل، خاصة العاملين والعاملات غير المشمولين بالحماية  الاجتماعية والقانونية، والذين قد يتعرضون لانتهاكات دون أن يكون لديهم القدرة على تقديم الشكاوى، وذلك خوفًا من فقدان وظائفهم، وبالتالي فقدان مصادر دخلهم في كثير من الحالات، وأشارت إلى معاناة بعض العاملين والعاملات في القطاع غير المنظم، حيث يواجهون انتهاكات حقوقية جسيمة في ظل حماية اجتماعية غير كافية.
وفي هذا السياق، تحدثت محريز عن قانون العمل، مشددةً على ضرورة مراعاة احتياجات مرضى السرطان باعتبارهم فئة مختلفة تتطلب حماية قانونية خاصة، وأكدت على أهمية إطلاق حملة كسب تأييد لحقوق المرضى وتعديل القانون ليراعي احتياجاتهم.
من جانبها، تحدثت المديرة التنفيذية ومستشارة الجمعية الأستاذة إنعام عشا، عن الجهود المبذولة لخدمة قضايا حقوق الإنسان، ولا سيما القضايا التنموية ذات البعد الاقتصادي، والتي تعد من أبرز الأهداف التي تأسست "تضامن" من أجلها، وأوضحت أن الجمعية، بصفتها منظمة نسوية حقوقية تنموية، تسهم في دعم المجتمع والأسرة وتعزيز الوعي بالحقوق بشكل شامل.
كما سلطت عشا الضوء على الأسباب التي دفعت إلى تنظيم هذه الحوارية، مؤكدةً أهمية التركيز على التحديات التي تواجه النساء المصابات بمرض السرطان، وضرورة توفير الدعم لهنّ ولمحيطهنّ الأسري وبيئة العمل، لضمان حقوقهنّ وتعزيز الحماية الاجتماعية لهنّ في مختلف المجالات.
تناولت الحوارية حقوق العاملات المصابات بمرض السرطان في بيئة العمل، مع التركيز على ضرورة تحسين التشريعات والسياسات ذات الصلة بكافة الحقوق المتعلقة بهم نظرًا لاحتياجاتهم المركبة الناجمة عن الإصابة بالمرض بما في ذلك الحماية من الفصل التعسفي، وضمان الاستقرار المهني، كما ناقشت سبل توفير بيئة عمل داعمة تُمكِّنهنّ من مواصلة أداء مهامهنّ الوظيفية خلال رحلة العلاج.
وفي هذا السياق، قدمت الأستاذة إيمان نعيرات، وهي ناجية من مرض السرطان، عرضًا عامًا حول المرض وتأثيره على النساء العاملات في الأردن، وأكدت أن العديد من المصابين والمصابات قد لا يكون لديهم وعي كافٍ بحقوقهم الوظيفية عند تشخيصهم بالمرض، إلى جانب التحديات المالية والصحية الكبيرة التي يواجهونها أثناء فترة العلاج، مما يجعل العودة إلى العمل خلال هذه المرحلة أمرًا بالغ الصعوبة، وخاصة عند العمل في القطاع الخاص.
وكشفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان في منظمة الصحة العالمية أن الأردن خلال العام 2022 سجل 12,328 إصابة بمرض السرطان.
وبينت الوكالة في تقريرها للعام 2022، أن عدد الوفيات نتيجة للمرض في ذلك العام بلغ 6458 بينهم 3453 ذكور و3005 إناث، فيما بلغ عدد الإصابات السائدة (من عام 2018 حتى 2022) 34 ألفا و172 مصابا.
من جهتها، استعرضت رئيسة دائرة كسب التأييد والشؤون الحكومية في مؤسسة الحسين للسرطان، رنا غفري، تجربة المؤسسة في التعامل مع مرضى السرطان، حيث تتعامل سنويًا مع 29 ألف مريض ومريضة قيد العلاج، وأكدت أن مرض السرطان لا يؤثر فقط على المريض نفسه، بل يمتد تأثيره إلى الأسرة بأكملها، مما يستدعي توفير دعم شامل يتجاوز الرعاية الطبية ليشمل الأمان الأسري والمجتمعي، مع ضرورة تسليط الضوء على حجم التحديات التي تواجه المصابين بهذا المرض.
وأشارت غفري إلى أن العاملين والعاملات المصابين بالسرطان يواجهون تحديات اقتصادية كبيرة، لا سيما إذا كانوا المعيلين الوحيدين لأسرهم، كما لفتت إلى الصعوبات التي تواجهها الأمهات العاملات اللواتي يُشخَّص أطفالهنّ بالمرض، إذ يجدن أنفسهنّ أمام خيارين صعبين: إما التفرغ لرعاية أطفالهنّ أو خسارة وظائفهنّ، مما يدفع العديد منهنّ إلى تقديم تنازلات كبيرة تؤثر على حياتهنّ المهنية والأسرية.
وفي هذا السياق، تساءلت غفري عن كيفية إعادة النظر في منظومة القوانين والسياسات التي تضمن حماية العاملات المصابات بالسرطان والمرافقين لمرضى السرطان، مؤكدةً الحاجة إلى مراجعة قانوني العمل والضمان الاجتماعي، إلى جانب الأنظمة والتعليمات ذات الصلة، لضمان بيئة عمل أكثر دعمًا وإنصافًا لهذه الفئة.
وتضمنت الحوارية استعراض قصص حقيقية لناجيات من مرض السرطان، حيث قدمت الدكتورة هنادي أبو ليلى شهادتها حول تجربتها في مواجهة المرض، مشيرةً إلى الدعم الذي تلقته من مؤسستها ومن مركز الحسين للسرطان. كما تحدثت الأستاذة بسمة عكشة عن الدعم الكبير الذي حصلت عليه من بيئة عملها، وأكدت أهمية وعي مرضى السرطان بحقوقهم الوظيفية. كذلك، استعرضت فاطمة الشيوخي تجربتها مع المرض، موضحةً التحديات النفسية والاجتماعية التي واجهتها، وأهمية رفع الوعي بحقوق المرضى في بيئات العمل.
وأوصى المشاركون بضرورة تعديل قانوني العمل والضمان الاجتماعي لضمان حقوق العاملات المصابات بالسرطان، وتوفير إجازة علاجية لا تقل عن ستة أشهر، وتعزيز الوعي بالحقوق الوظيفية لضمان بيئة عمل داعمة وآمنة، وعدم الاعتماد على الاستجابات الإنسانية الداعمة في بعض بيئات العمل فقط، نظرًا لتباين وتغير السلوك البشري في أحوال كثيرة، بل التركيز على توفيرالضمانات القانونية الحكيمة لدعم هذه الشريحة من المجتمع.

مواضيع قد تعجبك