خبرني - يوافق، السبت، الذكرى السنوية العاشرة لرحيل مؤسس حركة المقاومة الإسلامية
"حماس"، الشيخ أحمد ياسين، الذي اغتالته طائرات الاحتلال الإسرائيلي في 22
آذار 2004، بعد تأديته صلاة الفجر في مسجد المجمع الإسلامي
القريب من منزله بحي الصبرة شرق مدينة غزة.
وارتقى الشيخ ياسين
شهيدًا على الفور، واستشهد معه 7 من مرافقيه، بينما جُرح اثنان من أبنائه،
وتناثرت أشلاء جسده لتختلط بأجزاء من الكرسي المتحرك الذي كان يتنقل به
لحظة استهدافه خارج المسجد، والذي تلطخ محيطه بدماء الشهيد الطاهرة
ومرافقيه.
ولد الشيخ أحمد إسماعيل ياسين في 28 حزيران عام
1936، في قرية الجورة قضاء مدينة المجدل المحتلة جنوب قطاع غزة، واشتهر بين
أفراد عائلته بـ"أحمد سعدة" نسبة إلى والدته, لتمييزه عن أقرانه الكثر من
عائلة ياسين الذين يحملون اسم "أحمد".
وخطف الموت السيد إسماعيل
ياسين والد الشيخ المؤسس، بعد ولادته بثلاثة أعوام، وفي سن الثانية عشرة
عايش الطفل نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، فهاجر مع آلاف العائلات
الفلسطينية إلى قطاع غزة، بفعل عصابات الإجرام الإسرائيلية.
وتعرض
الشاب أحمد لحادثة كسر في فقرات العنق أثناء ممارسته الرياضة، أدت إلى
إصابته بشلل تام في جميع أطرافه، لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة تعليمه
الجامعي في العاصمة المصرية القاهرة.
وعمل الشيخ الشهيد مدرسًا للغة
العربية والتربية الإسلامية في مدارس غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
"أونروا" في قطاع غزة، ثم عمل خطيبًا بمدينة غزة، حيث ألهب مشاعر المصلين
من فوق منبر مسجد العباس بحي الرمال، الذي كان يخطب فيه.
وأسس الشيخ
الياسين "المجمع الإسلامي" في قطاع غزة برفقة عدد من زملائه الدعاة، وهو
عبارة عن مسجد وجمعية خيرية، وسرعان ما تبنى أفكار جماعة الإخوان المسلمين
التي أسست في مصر على يد الإمام حسن البنا عام 1928م.
واعتقل الشيخ
القعيد عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيمٍ عسكري، والتحريض على
إزالة (إسرائيل) من الوجود، وصدر بحقه حكم بالسجن 13 عامًا، لكن أفرج عنه
عام 1985 في عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير
فلسطين.
وفي عام 1987م أعلن الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من قادة
العمل الإسلامي في قطاع غزة عن تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي
بغية تحرير فلسطين، أطلقوا عليه اسم "حركة المقاومة الإسلامية" المعروف
باسم "حماس"، إذ لعب تنظيمه دورًا كبيرًا في العمل المقاوم ضد الاحتلال
إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
واشتهرت الانتفاضة الأولى عام
1987م بانتفاضة المساجد، ومنذ ذلك الوقت يعد الشيخ الياسين الزعيم الروحي
لحركته، التي قلبت معادلة الصراع مع الاحتلال.
وأعاد الاحتلال
اعتقال مؤسس "حماس" عام 1989م، وصدر الحكم عليه 1991م بالسجن مدى الحياة،
إضافة إلى 15 عامًا، على خلفية لائحة اتهام تتضمن 9 بنود، منها: التحريض
على أسر وقتل جنود إسرائيليين، وتأسيس "حماس" بجهازيها العسكري والأمني،
وقتل المتعاونين مع جيش الاحتلال. وفي العام 1997 أفرج عنه بموجب اتفاقٍ
بين الأردن و(إسرائيل).
كان ياسين رجلاً وَحْدَويًّا رافضًا لشق
الصف الفلسطيني، حيث واجه محاولات الاحتلال لتفتيت الوحدة الوطنية
الفلسطينية ونسف الروابط العائلية والاجتماعية.
وتنظم حركة المقاومة
الإسلامية "حماس"، غدًا الأحد، مهرجانًا جماهيريًا بعنوان "مهرجان الوفاء
والثبات على درب الشهداء"، في ساحة مجمع السرايا الحكومي بمدينة غزة،
إحياءً لذكرى استشهاد ثُلة من مؤسسيها.




