*
الاحد: 21 ديسمبر 2025
  • 03 آذار 2016
  • 08:58
هل هناك خلايا نائمة في الأردن
هل هناك خلايا نائمة في الأردن
خبرني – منار حافظ كانت مداهمة مختلفة من نوعها تلك التي أيقظت أهالي إربد تحديداً والأردنيين في كافة أنحاء المملكة حتى فجر الأربعاء، لمعرفة آخر التطورات وسط مخاوف تتعلق بتمدد الجماعات الإرهابية المسلحة في تلك المنطقة الحدودية مع سوريا التي تشهد صراعات منذ عام 2011. حالة القلق تلك بررها مختصون بأنها طبيعية بينما يرى آخرون أن القلق الحقيقي يتمثل في الحديث عن عناصر تنتمي لتنظيم داعش، حيث كان الحديث سابقاً عن تعاطف مع داعش. وتبادرت إلى الأذهان أسئلة مشروعة عقب ليلة كانت الأشد على الأردنيين منذ حرق الشهيد الطيار معاذ الكساسبة، أبرزها إن كان هناك خلايا نائمة في الأردن أم لا. ** هل حقاً هناك خلايا نائمة؟ وفي الوقت الذي يرى فيه الكاتب والمحلل المختص بالجماعات الإسلامية الدكتور محمد أبو رمان أن الحديث عن خلايا نائمة في الأردن ليس دقيقاً، يوضح مصدر حكومي أنه لا يمكن لأي دولة أن تستبعد احتمالية وجود خلايا نائمة. وأضاف المصدر في حديث لـ "خبرني" أن عدم استبعاد احتمالية وجود خلايا نائمة في الأردن يعني توخي اليقظة تحسباً لأي طارئ. وأما المحلل العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري فيلفت إلى حديث سابق له عام 2012 أي بعد سنة واحدة من الأزمة السورية، حول وجود خلايا نائمة في الأردن تتبع لحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني وتنظيم القاعدة. وأكد الدويري بناء على حديثه السابق أن هناك خلايا داعشية نائمة في الأردن. لكن أبو رمان أشار إلى أن التيار السلفي الجهادي موجود في الأردن و ينقسم إلى قسمين أحدهما (من يتبنون فكر القاعدة وجبهة النصرة)، بينما يتبنى القسم الآخر فكر تنظيم داعش، وهو القسم الذي يشكل قلقاً، وفق ما أفاد به أبو رمان. وأُعلن في بيان رسمي صدر على وكالة الأنباء الأردنية الأربعاء، أن دائرة المخابرات العامة تمكنت بعد عمليات متابعة استخبارية حثيثة من إحباط مخطط إجرامي مرتبط بتنظيم داعش. وبحسب البيان فإن المخطط الإرهابي كان يهدف للاعتداء على أهداف مدنية وعسكرية داخل الأردن وزعزة أمنها الوطني. وأسفرت المداهمة عن استشهاد الرائد راشد الزيود وإصابة 5 من القوة الأمنية ومواطنين كانا بالقرب من موقع المواجهة، كما أدت الاشتباكات إلى مقتل 7 خارجين على القانون كانوا يرتدون أحزمة ناسفة وإصابة عناصر أخرى. ** ما طبيعة ارتباط المطلوبين في مداهمة إربد بداعش؟ مصدر أمني أوضح لـ "خبرني" أن الجماعة التي داهمتها القوة الأمنية ليل الثلاثاء مرتبطة بتنظيم داعش، إلا أن التحقيقات مستمرة مع المعتقلين من صفوفها للتحقق من حقيقة هذا الارتباط. وأسفرت عمليات المتابعة الاستخبارية التي سبقت تنفيذ عملية المداهمة عن اعتقال 13 عنصراً. وقال المصدر "بالتأكيد هناك ارتباط فكري بين الخارجين على القانون في عملية إربد وتنظيم داعش، لكن ما يتم التحقق منه حالياً هو إن كان البعض من هذه الجماعة مرتبط بتنظيم داعش عبر أحد المنضمين لهذا التنظيم في العراق وسوريا أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي." وتشير التحقيقات الأولية حول المطلوبين إلى أنهم في الغالب أردنيون، ويرجح المصدر أن يكون من بينهم من ينتمون لداعش عبر وسائل التواصل الاجتماعي وآخرون عبر معرفة شخصية بأحد عناصر التنظيم الإرهابي. ويقول أبو رمان إن المقلق عقب العملية التي تمت ليل الثلاثاء أننا لم نعد نتحدث عن مؤيدين ومتعاطفين مع داعش بل عن منتمين لهم. وأضاف "من الممكن أن يكون منضمون لتلك الجماعة أخذوا أوامرهم من عناصر في داعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل المثال." ** دور الأردن في مواجهة الجماعات التكفيرية المسلحة يقول الدويري إن دائرة المخابرات العامة يسجل لها مواكبتها للحدث وقدرتها على توفير معلومات في الوقت المناسب، مما مكن قوات مكافحة الإرهاب والأجهزة المختصة من توجيه ضربة استباقية ناجحة. وأضاف الدويري "رغم أن العملية كانت مكلفة وأسفرت عن استشهاد رائد إلا أنها كانت ناجحة بفضل جهود المخابرات وتوفير معلومات استخباراتية حديثة." ويعقب أبو رمان بالقول إن الجانب الأمني في الأردن تميز بمنع قيام عمليات إرهابية وإجهاضها قبل بدئها، كما حصل في العملية الأخيرة. لكن بالمقابل يرى أبو رمان أن الجانب الاستراتيجي والوقائي المفترض اتخاذه من قبل الحكومة بشأن محاربة داعش والتنظيمات المشابهة له، يعاني من التخبط . وقال "إن الحكومة تعتمد على التشريعات والرقابة فقط لحل هذه القضايا"، مطالباً إياها بإعلان استراتيجيتها لمكافحة تفشي فكر هذه التنظيمات في الأردن. وأضاف أبو رمان أن فكر داعش استطاع في الآونة الأخيرة اختراق الطبقة الوسطى وفئات المتعلمين، متسائلاً عن دور الحكومة وعن أسباب التحاق الشباب بداعش. كما لفت إلى أن داعش أصبحت ممثلاً للجيل الجديد ممن يفضلون الانتماء للتيار السلفي الجهادي، ليكونوا أكثر تطرفاً ممن يكبرونهم سناً من القيادات في هذا التيار الرافضين ،رغم تطرفهم، لتطرف داعش. . ** مخاوف الأردنيين من التنظيمات الإرهابية يرى الدويري أن مخاوف الأردنيين في ليلة المداهمة كانت طبيعية ومشروعة، بينما يشير أبو رمان إلى أن حجم تنظيم داعش في الأردن يدعو للتخوف ولا يدعو إليه في ذات الوقت. وأوضح أن الداعي للتخوف يعود لتضاعف حجم التيار وعدد المتعاطفين معه ، لكن الأمر غير المقلق وفق أبو رمان يعود إلى أن ظاهرة الانتماء الفكري لداعش ما زالت في الهامش وليست في المتن. وأضاف " أن داعش ليس له حاضنة اجتماعية في الأردن." من جانبه دعا مصدر حكومي إلى ضرورة مراعاة أن يكون هناك توازن بين التهوين والتهويل، لافتاً إلى أهمية إدراك كل مواطن بأن الأردن محاط بالتنظيمات الإرهابية التي تستهدفه. وشدد المصدر الحكومي على ضرورة أن لا يرافق هذا الإدراك حالة من الهلع، مناشداً كل مواطن أن يكون سنداً للأجهزة الأمنية، ومؤكداً أن الأردن لديه استراتيجية تطبق لمكافحة الإرهاب.  

مواضيع قد تعجبك