رغم المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بحياة المواطن الأردني
، إلا أنه لم ولن يتخلى عن العادات والقيم الاجتماعية التي توارثها عن الآباء
والأجداد ، وبالذات تلك التي تمارس في الأعراس ،وخاصة عادة " النقوط " .
في أحد الأعراس توقف الرجال عن الدبكة ، عندما علا صوت كبير العائلة معلنا فتح باب "النقوط"
، وتوجه الراغبون بواجب "النقوط"
إلى طاولة، جلس عليها مندوب عن أهل العريس وآخر عن أهل العروس ، كان عليها دفتر "
إيصالات " ، ليصار إلى تعبئة المبلغ واسم صاحب " النقوط " ، وإلى
جانب الطاولة كان يقف المصور حاملا كاميرا الفيديو على كتفه؛ لتسجيل مراسم "النقوط" بالصوت والصورة، كنوع من التوثيق كون " النقوط"
،سداد ودين .
داعب أحد المدعوين وهو يقوم بواجب " النقوط " مندوبي أهل
العريس والعروس قائلا: يا عمي ، نحن لسنا مثل الحكومة سامحونا ليس لدينا دعم على "النقوط" ،
ولا نية لرفع قيمتها ،"لاندعم ولا نرفع".
تحمس والد العريس وخاطب الحضور وابتسامة عريضة ارتسمت على
وجهه: يا جماعة الحكومة معها حق ترفع الأسعار... كان الله في عونها ، لا بد أن
ترفع الأسعار ، وتفرض الضرائب ،فأين لها من الموارد التي تمكنها من سداد المديونية
، التي تراكمت علينا جراء استشراء ظاهرة الفساد، حتى بلغت 17 مليار دولار،عدا عن
ذلك كيف لها أن تنفق على " الحرامية " الذين يزداد عددهم باستمرار !.
فكانت اجابة أحد " النسايب "، الجدد على الفور:"
جد يا جماعة ...هذه الحكومة ورئيسها شقوا حالهم عشان يكرهم الشعب ، وعملت الحكومة
ممثلة برئيسها ما بوسعها كي تجعل الناس تكرهها ، لا بل عملت المستحيل لتصبح صاحبة
السبق " كأسرع حكومة ورئيس كرها من الناس " ، وحصلت بجدارة على لقب "
حكومة مكروهة".
عندما وجد والد العروس الحديث يسير بوتيرة متسارعة نحو السياسة ، وقف
وخاطب المدعوين : يا جماعة بلاش حكي بالسياسة ،فرد عليه آخر : معك حق ، فالحكي
بالسياسة إما كلام فارغ ، أو كلام مليان كلام فارغ.
ضحك والد العريس قائلا: ادعوا يا جماعة معي: الله يخلصنا
من تصريحات الحكومة النارية حول الرفع والدعم.
تبادل المدعوون القبلات والتهاني والأمنيات للعروسين
بحياة سعيدة،ودعواتهم أن يخلصنا من هذه الحكومة ويرزقنا برئيس حكومة "مركب
جلدة ، وينقطنا بسكوته".
[email protected]




