خبرني- كتبت روان الفرخ الصحفية في وكالة شام برس الاحد يعرض حالياً على قناتي mbc4 وميلودي دراما مسلسل " مطلوب رجال " والذي يعود بأصله إلى مسلسل فنزويلي تم تطويعه من قبل الكاتبتان " جيهان الجندي و لبنى حداد " ليتناسب مع المجتمعات العربية حيث يندرج تحت نوعية مسلسلات " سوب أوبرا " التي تلاقي إقبالاً جماهيرياً عالمياً ، والتي تعتمد على مبدأ الأعمال المكونة من تسعين حلقة وهو ما يعتبر جديداً على الدراما السورية على صعيد النص الذي يعتمد المشاهد الصغيرة والحوارات المختصرة إضافة إلى الأسلوب الإخراجي المستخدم والذي يقوم على اللقطات السريعة والفواصل الغنائية المتبعة بأسلوب الراب وحركة الكاميرا السريعة .
وجاء العمل كمحاولة لإدخال نوع جديد للدراما السورية وكسر تيمة العمل الدرامي الثلاثيني، ولكن على الحافة الأخرى فإن المتابع لـ "مطلوب رجال" يشعر بأن أحداث العمل جميعها تدور حول محور أو محورين وهي خيانة زوج "هالة " التي تجسد دورها الفنانة جمانة مراد وردة فعلها التي لا تتناسب مع ردة فعل المرأة العربية سواء من ناحية التصرفات أو حتى طريقة اللباس التي تظهر بهاحيث لم تنجح الكاتبتان في تطويع هذه الشخصية بما يتناسب مع حقيقة المرأة العربية إلى جانب شخصية المرأة العانس التي تريد ان تكون أماً لدرجة أنها تطلب من رجل ما ان يتزوجها لتنجب منه طفلاً ومن ثم يطلقها وهذا العرض نادراً ما يطرح في الأعمال الدرامية إن وجد إضافة إلى أن طريقة تقديمه للمتلقي كانت فجة بعض الشيء .
ففي " مطلوب رجال " تختفي الشخصيات فجأة بلا مبرر مما يسبب إرباكا للمشاهد مثل شخصية "مريم " والتي ظهرت لعدة حلقات تبحث عن زوج ثري لترضي طموحها ولكنها اختفت فجأة من دون أي سبب حتى اسمها لم يعد يذكر وكأنها غير موجودة وينطبق هذا الكلام على شخصية "عبير " التي تجسدها الفنانة مرح جبر.
إلى جانب ذلك فإن الحالة الروتينية هي المسطيرة على الحوار الخالي من أي قيمة فنية أو فائدة تصب في مجرى الأحداث التي تقوم على المماطلة التي لا مبرر لها سوى مايندرج تحت مصطلح " تعباية وقت الحلقة " فمهما غاب المشاهد عن المسلسل يعود ليرى وكأنه لم يذهب منه شيء فالاحداث لا جديد فيها و الشخصيات متخبطة متداخلة مع بعضها دون هدف لها على غرار نظيرتها الأعمال التركية .
فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل يمكن أن تكون مثل هذه النوعية من الأعمال مدخلاً جديد في الدراما السورية وهل ستشهد الدراما السورية استنساخاً لمثل هذه الاعمال التي لا تنتم الينا و لا لواقعنا بصلة من الناحية الاجتماعية والاخلاقية والثقافية ؟.
وهل خوى مجتمعنا من قضايا تغري بعض كتاب الدراما العربية حتى يلجؤون الى دراما بعيدة عنا لنسج قصصهم واسقاطها على مجتمعنا أم أن قصص الحي لا تطرب ؟! .




