خبرني - الله تعالى إذا أراد أن يفضل شهرا من شهور العام، فإما أن يفضله تعالى بفريضة كالصيام أو الحج، وإما بميزة من المزايا، كليلة مولد النبي (ص) التى فضل بها شهر ربيع الأول، أو ليلة الإسراء والمعراج التي فضل بها شهر رجب.
ومن فضائل شهر رجب أنه الشهر الذي حدثت فيه معجزة الإسراء والمعراج، والتي كانت في يوم 27 من الشهر، فهو شهر قرب الحبيب من الحبيب، كما أن الله عز وجل قد حرم فيه القتال، كما سمي برجب مضر لأن هذه القبيلة العربية كانت تعظمه، كما سمي برجب الأصم لأنه لم تكن تسمع فيه قعقعة السلاح ولا غوغاء المشاحنة، كما أن الله عز وجل قد حرم فيه القتال، وجعله من الأشهر الحرم.
ووضع الحافظ أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني، رسالة بعنوان "تبيِين العجب بما ورد في فضل رجب"، جمع فيها جمهرة الأحاديث الواردة في فضائل شهر رجب وصِيامه والصلاة فيه، وذكر له ثمانيةَ عَشَرَ اسمًا، من أشهرها "الأصمّ"، و"الأصبّ" لانصباب الرّحمة فيه، و"منصل الأسِنّة" كما ذكره البخاري عن أبي رجاء العطاردي قال: "كنا نعبُد الحجرَ، فإذا وجدنا حجرًا هو خير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرًا جمعنا حَثْوةً من تراب ثم جئنا الشّاءَ- الشِّياه- فحلبْنا عليه ثم طُفنا به، فإذا دَخل شهر رجب قلنا: منصل الأسنّة، فلم نَدع رُمحًا فيه حَديدة، ولا سهمًا فيه حَديدة إلا نزعناه فألقيناه.




