خبرني - نشر الناشط عامر خماش قصة الأكاديمي الاميركي البروفيسور ريتشارد انتون (Richard T. Antoun)، الذي عاش في الأردن لعدة سنوات، وعن حبه للاردن وتعلقه بها.
وبين خماش ان انتون وصل للادن من ولاية ماسيتشوستس في عام ١٩٥٩، وكان يبلغ حينها من العمر ٢٧ سنة، وذلك فور تخرجه من جامعه جون هوبكنز بمجال العلاقات الدولية.
وسكن ريتشارد أنتون، في قرية كفر الماء في لواء الكورة بأربد ، وعاش في هذه القرية الصغيرة لعده سنوات كباحث في مجال العلوم الإنسانية الانثروبولوجيا، و لسبب ما اختار هذه القرية كنموذج للمجتمع الزراعي في شمال الاردن ، لينال بدراساته عن المجتمع في كفر الماء رساله الدكتوراه من جامعه هارفرد في سنه ١٩٦٣ والتي كانت بعنوان "Kufr al-Ma: A Village in Jordan, A Study of Social Structure and Social Control" .
بعد إنهاء مده سكنه الدائم مع أهل قرية كفر الماء، بقيت علاقته بهذه القرية لعده عقود حيث عاد وزارها عده مرات في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.
وكرس أنتون حياته لمحاوله فهم الشرق الاوسط، الذي كان يرتبط به باختياره الأكاديمي بشكل اولي، وبشكل ثانوي لكون والدته من أصول لبنانيه مسيحية.
وصف ريتشارد أنتون الحياة في كفر الماء وتقسيماتها العشائرية و الاراضي و الموارد المعيشية و مناطق الرعي ومواضيع اخرى منها ترتيب الهرم الاجتماعي و نفوذ وجهاء المجتمع وغيرها.
وعمل أنتون على توثيق الجوانب الاجتماعية و الشرعية من عادات الزواج و الولادة و الختان و الاعياد والجنازات.
وفي موضوع الدين درس رتشارد القرآن الكريم، على يد شيوخ كفر الماء و قرى منطقه الكورة المحيطة في اوائل الستينيات، و كان له اهتمام خاص في جزئيه "التلقين" عند الدفن.
في عام ١٩٧٢ نشر أنتون دراساته عن كفر الماء في كتاب بعنوانArab Village: Social Structure of a Transjordanian Peasant Community (Indiana University ,social science series .
وكان هذا من الكتب المهمة لأنه يمثل عينه نادره لعمل أكاديمي عن القرى الأردنية في منتصف القرن العشرين وبمنهجيه علم الانثروبولوجيا الحديث آنذاك.
في عام ٢٠٠٩ قام احد طلابه ريتشارد أنتون - سعودي الجنسية – بقتله في مكتبه في الجامعة و بعده طعنات. الطالب السعودي، عبد السلام الزهراني، كان عمره ٤٦ سنه، و كان ريتشارد احد أساتذة لجنه مناقشه رساله الزهراني لنيل درجه الدكتوراه.
ريتشارد أنتون أحب الاردن و الاردنيين. عاش الاردن الذي لم نعد نعرفه، الاردن الذي كانت به قرى جبل عجلون و الكورة تنتج زيت زيتون بمعاصر الحجر و بكميات كبيرة ،عاش ليدرس عادات ريفنا الجميل آنذاك ، و ليدرّسها لأجيال على مدار اكثر من نصف قرن.




