خبرني - فضل الدعاء بظهر الغيب .. يغفل كثير من المسلمين عن فضل الدعاء بظهر الغيب، خاصة وأنه من السنن المهجورة التي يغفل عنها ولها من الفضل والثواب العظيم والجزيل.
ومن خلال التقرير التالي نستعرض أبرز ما جاء عن فضل الدعاء بظهر الغيب.
ومعنى الدعاء بظهر الغيب هو أن تدعو لغيرك دون أن يكون حاضرا أو عالما بأنك تدعو له، وسمي دعاء بظهر الغيب لأن المدعو له غير حاضر فلا يوجد مجال للسمعة أو الرياء فى هذا الدعاء.
كما أن الدعاء بظهر الغيب يعد نوعًا من أنواع الشفاعة لأن الإنسان يدعو لمن هو ليس موجودًا معه فيدعو الله له وكأنه يتشفع له عنده تعالى، ولهذا كان الدعاء بظهر الغيب شبيه بالشفاعة ، وأيضاً الدعاء بظهر الغيب يستجيب الله له سريعًا وليس هذا فحسب بل إن الملائكة تؤمن على دعائه وتقول للداعى: «ولك بمثل».
فهو دعاء مستجاب في ثواني لأن سلوك المسلم يتميز عن غيره بأنه يحب الخير لإخوانه المسلمين كما يحبه لنفسه، مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه» (صحيح البخاري)، وعززت شريعتنا الغراء هذا المسلك بفضيلة: «الدعاء بظهر الغيب»، أي الدعاء للغير وهو غائب غير حاضر.
وقد أكدت السنة النبوية فضل الدعاء بظهر الغيب في الحديث الذي روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ» (صحيح مسلم؛ برقم: 2732)، وفي رواية له عن أبي الدرداء مرفوعًا: «مَنْ دَعَا لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ» (صحيح مسلم؛ برقم: 2732).
فضل الدعاء بظهر الغيب
ذكر الإمام النووي: "وَكَانَ بَعْض السَّلَف إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُو لِنَفْسِهِ يَدْعُو لِأَخِيهِ الْمُسْلِم بِتِلْكَ الدَّعْوَة؛ لِأَنَّهَا تُسْتَجَاب، وَيَحْصُل لَهُ مِثْلهَا". وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طِيبَ نَفْسٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لِي. فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ، مَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ»، فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجْرِهَا مِنَ الضَّحِكِ، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَسُرُّكِ دُعَائِي؟»، فَقَالَتْ: وَمَا لِي لَا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدُعَائِي لِأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلَاةٍ» رواه ابن حبان في "صحيحه" (صحيح ابن حبان؛ برقم: 7111).
وقد أكَّدت الصحابية الجليلة أم الدرداء رضي الله عنها لزوج ابنتها الدرداء -وهو عبد الله بن صفوان- أن هذه الدعوة مستجابة، فعن عبد الله بن صفوان رضي الله عنه قال: قَدِمْتُ الشَّامَ، فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه فِي مَنْزِلِهِ، فَلَمْ أَجِدْهُ وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ رضي الله عنها، فَقَالَتْ: أَتُرِيدُ الْحَجَّ هذا الْعَامَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَادْعُ اللهَ لَنَا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ» (صحيح مسلم؛ برقم: [2733]).
من جانبها، نشرت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية بالفيس بوك، حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "مَا مِن عَبدٍ يَدعُو لأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ إِلا قَالَ المَلكُ: وَلَكَ بِمِثلٍ".
وأضافت الإفتاء، أن الدعاء بظهر الغيب هو أن تدعو لغيرك دون أن يكون حاضرا أو عالما بأنك تدعو له، لافتًا إلى أنه سمى دعاء بظهر الغيب لأن المدعو له غير حاضر فلا يوجد مجال للسمعة أو الرياء فى هذا الدعاء.
وذكر الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، عبر موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، أن الدعاء بظهر الغيب يعد نوعًا من أنواع الشفاعة لأن الإنسان يدعو لمن هو ليس موجودًا معه فيدعو الله له وكأنه يتشفع له عند تعالى، ولهذا كان الدعاء بظهر الغيب شبيه بالشفاعة.
وأردف أمين الفتوى، أن الدعاء بظهر الغيب يستجيب الله له سريعًا وليس هذا فحسب بل إن الملائكة تؤمن على دعائه وتقول للداعى: «ولك بمثل».
وأيضا:
أولًا: الدعاء هو أن يطلبَ الداعي ما ينفعُه وما يكشف ضُرَّه؛ وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمةُ العبوديةِ، واستشعارُ الذلةِ البشرية، وفيه معنى الثناءِ على الله عز وجل، وإضافةِ الجود والكرم إليه.
ثانيًا: الدعاءُ طاعةٌ لله، وامتثال لأمره قال تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ» (سورة غافر: الآية 60).
ثالثًا: الدعاء عبادة قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» (رواه الترمذي وابن ماجه)
رابعًا: الدعاء أكرم شيء على الله تعالى: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ». (رواه أحمد والبخاري، وابن ماجة، والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي).
خامسًا: الدعاء سبب لدفع غضب الله، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ». (رواه الترمذيُّ، وابن ماجةَ، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي).
سادسًا: الدعاء سلامة من العجز، ودليل على الكَياسة: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنْ الدُّعَاءِ وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ» (رواه ابن حبان).
سابعًا: الدعاء سبب لرفع البلاء قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعَاءِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَمَا سُئِلَ اللَّهُ شَيْئًا يَعْنِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ الْعَافِيَةَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ». (رواه الترمذي)، ثامنًا: الداعي في معيةُ الله قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يقول الله عز وجل: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي» (رواه مسلم).




