*
الخميس: 25 ديسمبر 2025
  • 26 نوفمبر 2012
  • 10:28
غسالة بحوضين
الكاتب: سهير جرادات
غسالة بحوضين
هناك نوعان من الغسالات المنزلية، إحداها بحوضين والأخرى بحوض واحد، أو ما يطلق عليها "اتوماتيك" ، وكلتاهما تقومان بالمهمة المطلوبة على أكمل وجه، وتجعلان الملابس المتسخة نظيفة، إلا أن الأمر يختلف حسب دورة كل غسالة،فكل واحدة لها دورتها الزمنية التي تختلف عن الأخرى. صحيح أن النتيجة واحدة "وما بتفرق"، لكن ما يختلف هو نوع مسحوق الغسيل ، هل هو من النوع ذو الجودة العالية؟ أم من المساحيق ذات العروض الرخيصة وذات التوفير الاكبر ؟ "وتفرق أيضا"، بالنسبة ل" مخرج الغسيل "، من حيث استخدام المادة المطرية المناسبة، بالنتيجة يكون ملمس أنعم وأطرى ،وأحن على البدن ، وعلى العكس إن لم يستخدم ذلك المطري أو المنعم !. إن نجاح عملية الغسيل تعتمد أيضا على كيفية فصل الملابس قبل البدء بعملية الغسل؛ فليس كل من غسل غسل ، فالمفروض عزل القطع الكبيرة عن الصغيرة ، كما يجب الفصل بين الألوان؛ فلا يوضع الغسيل الملون مع الغسيل ناصع البياض، حتى يحل الملون على الأبيض. وتكمن أهمية فصل القطع حسب الحجم حماية للغسالة من التلف والعطب، فلا تعلق قطعة صغيرة في "الماتور"، فعلى بساطتها ستعطل الماكينة وتوقفها عن العمل ، لذا يجب عدم الاستهانة بأي شيء بغض النظر عن حجمه،فكلما صغرت القطعة زاد ضررها !. لكن الموضوع الأكثر جدلا في الغسيل ، ما يتعلق بالغيارات الداخلية ، من جهة تحقيق أمر الطهارة والنجاسة، فجميع الفتاوى تؤكد بأن غسالة الحوضين لا تزيل النجاسة كون الماء لا يتغير والمياه راكدة ، أما - الأوتماتيك – فهي تحقق الطهارة لأن المياه تتغير، ولتحقيق الطهارة بالإمكان إزالة الغسيل من الحوضين والقيام بعملية الشطف يدويا !. وهناك مشكلة أيضا تكمن في عملية تصريف مياه الغسيل، هل يجدر التخلص منها بالمصرف مباشرة ، أم في "حوش الدار " ؟، فتؤثر على الأشجار المثمرة، وتقف حائلا أمام حملها وطرحها للثمر !. بالمناسبة هناك أمر مهم جدا في عملية الغسيل ، وهو حال المياه المستخدمة ، هل هي ساخنة أم باردة ؟، أم فاترة " نص نص "!. الاوتوماتيك تقوم بأخذ القرار عنك ، أما الحوضين فعليك اختيار الحنفية الحمراء أم الزرقاء أي ( بارد وساخن) ، فالماء الساخن لا يحبذ من قبل المختصين كونه" يتمتخ " الغسيل اي يتهتك ، أي يقوم بعملية هري للأقمشة ويسهل تمزقها ، أما الماء البارد فإن الملابس تمتصها وبالتالي يصغر حجمها، وعندها لا فائدة منها، ومن الأنسب عندها استخدام الماء الفاتر، لأنه يحافظ على الهندام،ويبقى المقاس كما هو. عن جد يا جماعة ، الغسيل ليس عملية سهلة ، فإنه يحتاج إلى تفكير ووقت وجهد، واتخاذ قرارات سريعة وذكية ، وإلا سيتلف وتكبر الخسارة من الماء والصابون والمطري والكهرباء ، ناهيك عن الطاقة الشمسية التي تتبدد في تجفيف الملابس، التي من الممكن أن تعطب إذا لم يحسن غسلها بالطريقة الصحيحة. وبالقدر الذي تكون فيه عملية الغسيل بشكل صحيح مهمة، فإن عملية تجفيفه لا تقل أهمية ، فالأمر يتطلب اتخاذ قرار فوري، فعلى أي حبل سينشر الغسيل ، هل سيكون عل نايلون أم حديد قد يصدأ ، أم على منشر الغسيل البلاستيكي؟ ، وقد يكون من المناسب تجفيف الغسيل على طاولة أو كرسي ، دون اغفال وضع قطعة قماش أو منشفة حماية له، فمثلا الصوف يتمدد ( يمط ) ويؤثر فيه الملقط ، وقد يتضاعف مقاسه ، لكن يجب الانتباه إلى ضرورة أن تكون المنشفة بيضاء للملابس الفاتحة ، ويفضل عدم اختيار الملون، الذي قد يحل على الملابس ، وبالتالي سيجف الغسيل لكنه سيحمل علامات " حل للون " ، ستبقى معك مدى الحياة ، لن تتخلص منها، فإما قبول الوصمة أمام الجميع اذا أردتها، أو عليك التخلص منها نهائيا إن شئت. الأمر الأهم في عملية الغسيل ، هي الملاقط المستخدمة في تثبيت قطع الملابس ، فمنها البلاستيك ، و الخشب ، فالبلاستيك "يفعط " بسرعة وهو سريع العطب ،أما الخشب، فله مشاكله لأنه شديد على القطع مما قد يترك آثارا لن تزول بسهولة ، عدا الصدأ الذي قد يصيب الملقط الحديد "أبو الزنبرك"، وهنا يجدر الإشارة إلى أن ترك الملاقط في الخارج، وعلى مرأى من أشعة الشمس نهارا يتلفها بسرعة . وما هو متعارف عليه أن الغسيل يحتاج إلى تمديدات بين الغسالة التي تقوم بعملية الغسل ، وبين الحنفيات الرئيسة منها والفرعية ، أحيانا تمد بمياه الحكومة أو ما هو دارج على لسان الأردنيين " البلدية "، أو على حنفية " الخزان " ، لكن المشكلة في مياه البلدية التي لا تأتي إلا مرة في الأسبوع، وإذا لم تضخ المياه تعطل شغلك ، وإذا أوقفت الحكومة ضخ المياه ، تأخر موعد غسلتك ، وبالتالي تفوح رائحتك وينكشف أمرك بين أهل الدار، والأهم بين الجيران المحيطين بك. شعرت بالتعب من كتابة تفاصيل وتتبع عملية الغسيل، كل هذا فقط لأثبت بأن هناك فرقا بين الغسيل بغسالة حوض أو حوضين. ولكن تعبي هذا سيزول إذا ما فهم القارئ مرادي وقصدي خصوصا في ظل ظهور نوع جديد من الغسيل في الاردن لم يكن معروفا لدينا ، ألا وهو " غسيل الأموال"...  

مواضيع قد تعجبك