خبرني - ترجم الكاتب الدكتور أحمد عويدي العبادي ملحوظات عن" البدو والوهابيين " والتي كتبها الرحالة السويسري البريطاني جون لويس بيركهارت (1810-1817) وتنشر خبرني الحلقة الرابعة منها :
عشائر الاردن والبادية السورية والحجاز وشرقي مصر وعلاقاتها معا قبل قرنين
إضافات إلى تصنيفات القبائل البدوية Addition to the Classifications of Bedouin Tribes
هناك عدد كبير من قبيلة ( ولد علي ) يقيمون حول خيبر في جزيرة العرب• أما ( قبيلة الحسني ) فإن زعيمهم يدعى مهنا والذي ولد في الاراضي المنخفضة كما تسمى في الصحراء، وهي ما بين تدمر واللجاه، وإن هذه الأراضي المنخفضة المسماة بالوديان، والتي يميز فيها البدو ثمانية أودية رئيسة في تلك الجهة، هذه الأودية تشكل أماكن الرعي لكل قبائل عنزة الكبرى في وقت الشتاء، وتمتدّ إلى مسافة مسيرة خمسة أيام من غربها إلى شرقها • ويشكل وادي حوران، الذي ذكرناه في وصف سابق لهذه الصحراء، يشكل جزءاً من هذه الأودية• وقد شهدت هذه الأودية خلال القرن الماضي صراعاً مستمراً فيما بين عرب الموالي الذين كانوا أقوياء آنذاك، والذين يقطنون الصحراء المجاورة لحلب في الوقت الحاضر، وبين قبيلة بني خالد من البصرة، وعلى هذه الأراضي، اعتادت هاتان القبيلتان أن تلتقيا في الشتاء، ويتصارعون حول حقوق المرعى • الجلاّس أو الرولة :
هذه الفرع من عنزة، لاتسمى - الرولة، وإنما الجلاس وهم مقسمون إلى قبيلتين رئيستين : (1) الرولة (وهو الاسم الذي لا ينطبق على الفرع كله)، وقبائلهم الثانوية هي : القطيسان el-Ktaysan، والدوغاما el-Doghama، والفرج، والنصير• (2) المحلفْ omhollef، وشيخهم معيجل، وينتمي إلى هؤلاء قبائل العبدلي، الفرشة Fersha، البدور، والسوالمة • ويتقاضى أغلب قبائل عنزة الكبيرة حق المرور (نقود معينة للسماح بالمرور) من الحاج السوري، أو من قوافل الحجيج، كما ذكرت سابقاً• وعلى سبيل المثال، فإن الحسني يأخذون صرّة سنوية، أو خاوة مقدارها خمسين صرّة (كيس نقود purses) (أي ما يزيد على ألف جنيه)، ويقسّمونه على عدد من افرادهم، ويتقاضى ولد علي نفس الكمية من المال• أما الفدعان فإنهم لا يتلقّون شيئاً من الحجاج رغم أنهم الآن احدى أقوى القبائل في عنزة• لقد كان الجلاّس سابقاً يتجولون حول نجد على الدوام perpetually• وهم معروفون في سوريا بشكل رئيس، منذ أن خاضوا معركة مع قوات بغداد عام 1809، على رقعة من الأرض في زاوية ما بين التقاء نهر الفرات بالخابور مقابل الرحبة Rahaba• وقد غنم الجلاّس أعداداً من البنادق والخيام، وحملوها إلى الدرعية العاصمة، وقد باعوا ما يزيد على خمسمائة حصان، والتي غنموها واصبحت ملكهم، باعوها إلى عرب عسير في اليمن• إن الجلاّس هم أكثر القبائل ميلاً للحرب، ووحشية wild في الصحراء ما بين سوريا والبصرة• وقد مكنتهم قدرتهم وعددهم من ابتزاز الخاوة من عدد من القرى السورية • عربان البِشْـر The Bisher وهم يقسّمون أنفسهم إلى فرعين رئيسين هما : 1 - عربان ضنا ماجد، والذين يتبع لهم قبائل صغيرة هي : الفدعان والسبعة • 2 - عربان السّلقة Selga ويحتل القسم الأعظم منهم منطقة الأحساء على الخليج العربي، وهم تابعون للوهابيين• وهناك ثلاث شعب من السِّلقة وهي : المذهان Medhoyan، المِزْيان Mezeyne، أما الثالثة الكبيرة فهي أولاد سليمان، أما شيخ السلقة فيسمى ابن هذّال وهو نصير متحمس للوهابييّن• فقد حضر المعارك كلها مع الوهابيين من عام 1812 - 1815 وذلك في قتالهم ضد جيش محمد علي في الحجاز، ويعود السبب بصفة رئيسة إلى جهوده في كبح توسون باشا (إبن محمد علي باشا) من التقدم في ربيع عام 1815 من المدينة ( المونورة ) إلى القصيم • ولم يصبح عرب الفدعان أقوياء جداً إلا مؤخراً، حيث هزموا الحسني تحت قيادة مهّنا وذلك في عدة مواجهات على التخوم السورية • ينحدر أولاد سليمان من القبيلة العربية القديمة وهي الجعفري extinct المندرسة الآن• وهناك قبيلة أخرى صغيرة تدّعي انحدارها من الجعفري وتسمى العواجي• إن هؤلاء الناس (اولاد سليمان) يخيمون عادة في حوران مع ولد علي وقوامهم أكثر من مائتي خيمة، وهم لا يعودون إلى قبيلة عنزة• وقد ذهب جزء من قبيلة الجعفري إلى مصر أثناء الفتح الإسلامي، حيث يستقر أحفادهم على ضفاف النيل الغربية في مصر العليا ويرتادون القرى العديدة فيما بين أسنا Esna وأسوان • ومن الجدير بالملاحظة، كأمر استثنائي، أن النساء المنحدرة من هذه القبيلة/الجعفري مشهورات، في كل من مصر والجزيرة العربية، بانجابهن التوائم• إن مكان الاقامة المعتاد لأولاد سليمان هو جوار خيبر حيث يشكلون قبيلة قوية ذات ميول حربيّة، وقوام هذه القبيلة يزيد على خمسة آلاف خيمة • أما عربان السبعة، والذين يقطنون الآن في التخوم السورية، فقد كانوا يقيمون سابقاً في نجد، وقد تركوا تلك المنطقة قبل حوالي اثنتي عشرة سنة، وذلك للتخلص من الابتزاز الضرائبي الذي يقوم به زعيم الوهابيّين • عربان أهل الشمال Ahl el Shemal يستخدم عربان سوريا هذه التسمية فقط للإشارة إلى وضعهم الخاصّ بهم، كما أن عربان الحجاز يعتبرون كل عنزة ضمن أهل الشمال• إن وائل هو الجدّ الأول / الاعلى لقبيلة عنزة ويسمى أحفاده ببني وائل، والمعروفون في سجلاّت التاريخ أنهم عاصروا الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) واعداء له• وقد قدمت عنزة من خيبر ونجد إلى سوريا منذ حوالي مائة وعشرين سنة خلت• ويعزو البدو أمر الزيادة الهائلة في اعدادهم، ووفرة قطعانهم إلى السبب التالي : أن الحظ قد حالف جدّهم وائل الأول بأن أفاق ليلة القدر (وهي ليلة 25، أو 27 من شهر رمضان المبارك)، حيث يستجيب الله سبحانه لدعاء البشر mortise وقد أمسك وائل بجزء معين من الناقة بيد، وامسك الجزء التناسلي من اعضائه في اليد الأخرى متوسلاً implore ملتمساً البركة الآلهية بهذه الأجزاء التي أمسك بها، وقد استجيب لدعواته، وبورك له بأولاده حيث ولد له العديد من الابناء ذكوراً وإناثاً، وأصبح أحفاده أثرياء لكثرة ما لديهم من إبل• وَيُصدِّق كل فرد من عنزة هذه القصة التي رويت لي
عربان قبيلة الموالي :
لقد قُتِلَ شيخ هذه القبيلة المشهور كأحد أشجع الرجال في سوريا والمدعو الغنج / القنج ، غدراً، حيث قتله باشا حلب في حَرمِه (حرم الباشا) عام 1813، وقد خلفه ولده الذي كان وقت مقتل ابيه يبلغ السادسة عشرة من عمره، حيث مُنحَه الوالي سلطة حارس صحراء حلب• لقد كان الموالي سابقاً السادة الوحيدون للمنطقة المفتوحة حول حلب وحماة، وكانوا يأخذون صُرّة معتبرة من الحجاج الذين يمرون خلال منطقتهم، إلا أن عنزة سلبتهم هذه الفائدة، وقد خُفضت هذه القبيلة (الموالي) الآن إلى اعداد صغيرة مع قليل من الممتلكات patrimony • أما عربان الفحيلي في دمشق:
فهم قبائل معينة، يمتازون أنهم أشخاص لا يؤتمن جانبهم bad faith، ويبدو أن هذا الرأي المكروه، والذي يكّنه البدو تجاههم، أنه وصف منصف بالنسبة للعديد من أفرادهم (افراد الفحيلي)• وهم يحاولون تلطيف extenuate اخطائهم هذه بمزاولة الضيافة واكرام الضيف • وهكذا فإن الموالي والفحيلي مشهورون بغدرهم، وهم أيضاً مشهورون من جهة أخرى بمعاملة أضيافهم برعاية victual مفرطة، وأما الفحيلي بصفة خاصّة، فهم مُحتقرون لأنهم لا يترددون scruple عن السرقة من خيام أصدقائهم•
عشائر الحويطات
يرى الحويطات : أنهم ينحدرون أصلاً من بني عطيّة، وينحدر الأحيوات من بني عطية أيضاً، كما أن الترابين، والمعازي (وهم يعيشون في الصحراء ما بين السويس والقصير) والتياها يرون أنهم ينحدرون من بني عطيّة أيضاًَ• وتقيم هذه القبائل على الساحل الشرقي لخليج البحر الأحمر، وهم يتزودّون بالمؤونة من مناطق الخليل• وإذا كان موسم الحصاد في سوريا قحطاً، فإن هؤلاء العربان يسافرون مسيرة أربعة عشر أو خمسة عشر يوماً إلى القاهرة، وذلك للتزّود بالكميات اللازمة من الحنطة • إن العمران :
رغم ارتباطهم الوثيق بالحويطات، فإنهم ليسوا منهم، ذلك أنهم يشكلون قبيلة مميزة بأنفسهم، ويقطنون الجبال الواقعة ما بين العقبة ومويلح على الشاطىء الشرقي من البحر الأحمر • ويعتبر العمران قبيلة قوية مستقلة بروح استقلالية عالية• حيث أن تعودّهم على السلب قد حوّلهم إلى عناصر ارهابية للحجاج القادمين باتجاه مكة المكرمة، والذين يضطرون للمرور عبر منطقة العمران• وفي الوقت الذي استطاع فيه محمد علي باشا والي مصر أن يُخضع كافة القبائل على طريق الحاج المصري إلى التبعية التامّة لطاعته القسرية ، فإن العمران قد استعصوا عليه• وقد أغاروا (العمران) عام 1814 على معسكر تركي للفرسان قرب العقبة ونهبوا ما فيه، كما أنهم سلبوا في عام 1815 كافة مواكب الحجيج السوري أثناء عودتهم من المدينة المنوّرة إلى دمشق، ويعتبر الحدنان Hednan من الأجزاء الرئيسيين للعمران • وتقطن قبائل الدبور، والبدول : في جوار العقبة، حيث أنهم حلفاء للعمران والحويطات ويقيم السيايحة Seyayhe في نفس المنطقة أيضاً • ومن ضمن عربان الخليل نجد التياها، حيث تعتبر الحفوق احدى قبائلهم الرئيسية، وكذلك الترابين، الذين يحرسون مواكب الحجيج من غزة والخليل والسويس، هذا بالاضافة إلى قبائل، العزازمة، والوحيدات (ومن ضمنهم الفقراء)• هناك قبيلة صغيرة حول غزة والخليل تسمى رتيمات، واخرى تسمى الخناصرة، ويرتحل عربان غزة والخليل هؤلاء في الربيع إلى حدود القنوات على ضفاف النيل، في منطقة الشربح الذين يرعون قطعانهم على الاعشاب الصحراوية الوفيرة التي تنبت بعد هطول الأمطار الغزيرة • عرب الطّور/أو الطّورة The Arabs of Tor or Tawara وهم يقطنون في شبه جزيرة سيناء، وهم مقسمون إلى ثلاثة فروع هي : الصوالحة، والمزين Mezeyne، والعليقات • 1 - الصوالحة : وينقسمون إلى أربعة قبائل وهم : أولاد سيد Sayed والعوارم Owareme والقريشي والرحامي Rahamy• أما القريشي فينحدرون من قريش القديمة في مكة المكرمة• أما الصوالحة فيستطيعون حشد muster حوالي ثلاثمائة بندقية، ولكن لا خيل عندهم، وهم كالطّورة يحتفظون بعلاقات ضعيفة مع جيرانهم الشرقيّين • 2 - المزينة Mozeyn : وهم ينحدرون من قبيلة تحمل نفس الاسم وتقيم شرقي المدينة المنوّرة• وتبقى قبيلتا مزينة والعليقات في الأجزاء الشرقية والجنوبية من شبه جزيرة سيناء 3 - العليقات : ويستطيعون هم ومزينة حشد وتجميع قوة قوامها ثلاثمائة بندقية• أما العليقات المستقرون في النوبة اسفل درّ Derr فيعترف بهم عليقات سيناء أنهم من نفس الأصل والشعب• وبالاضافة إلى هذه القبائل المذكورة أعلاه، فإن التياها والترابين يرعون قطعان مواشيهم في الأجزاء الشمالية من جبال شبه جزيرة سيناء • وهناك بقايا remnants لقبيلتين وُجدتا في تلك المنطقة تعود إلى أصول بربرية from Barbary وهما : بني واصل، وبني سلمان• ويعيش جزء من بني واصل في مصر العليا على الضفاف الشرقية لنهر النيل مقابل مريوط Mirriet، حيث تحولوا إلى زرّاع• ولا يملك أي من عربان الطور خيولاً في الوقت الحاضر • ولإنهاء هذه المراجعة للبدو الشرقيّين، فإننا لابد أن نذكر اسماء القبائل المتجّولة في جوار التخوم الشرقيّة، للدلتا المصريّة، وهم كما يلي : عربان الشرقيّة المصريّين لقد كان هؤلاء أقوياء يوماً ما، حيث اجتذبتهم خصوبة المنطقة اليها من مناطق مختلفة، ويقال أنهم كانوا السادة بلا منازع لهذه المقاطعة (مقاطعة الشرقية) زمن فترة حكم المماليك، حيث ابتزوا الخاوة من كافة القرى، وقد خضعت لهم العديد من القرى، والزموا الفلاحين آنذاك باقتسام الانتاج مع هؤلاء المالكين• ولقد جعل تحديدهم إلى مساحة محددة من الأرض التي كانوا يتجولون فيها وامتزاجهم بالفلاحين (والذين يهبونهم بناتهم للزواج)، إن هذا قد جعل سيطرة محمد علي باشا عليهم أمراً يسيراً، والذي لم يُخضعهم فحسب، بل أنه أفناهم exterminated تماماً، وقد حقق بفعلته هذه خدمة ملموسة للمصريين من رعاياه الذين كانوا يلقون سوء المعاملة على أيدي هذه القبائل • وأما الفروع الرئيسية لهذه القبائل فهي : الصوالحة وهم أقرباء للصوالحة في شبه جزيرة سيناء المذكورة أعلاه• العيادة الذين شكّلوا قبل مائة عام قبيلة قوامها ستمائة فارس خيّال؛ وهم يخيمون أحياناً في الجبال ما بين السويس والقصير Cossier، ولكنهم موجودون أكثر في المناطق المنبسطة المحيطة بالقاهرة• وهم يشكّلون حوالي مائة خيمة، ويتألفون من قبائل فرعية وهي : السلاطين، الجرابين، والمعازي، ولكن يجب ألا يختلط confound علينا الأمر مع قبائل أخرى تحمل الاسم نفسه• أما العيادة فإنهم على عداوة دائمة مع الحويطات، ويمكن رؤية بعض مضاربهم على الطريق السوري المؤدي إلى العريش • < الحويطات ( في مصر ) :
وهم ينسبون إلى الحويطات الموجودين في الشرق، ولكنهم امتزجوا بالفلاحين، إلى درجة يصعب معها تمييزهم (الحويطات) عنهم (الفلاحين)• وهم مشغولون بصفة رئيسية في أعمال النقل التجاري ما بين القاهرة والسويس• أما قبائلهم الفرعية فهي الموالي، والغنايم والشدايدي Shedayde والزراين Zerayne، ويعدّون جميعاً حوالي ستمائة خيمة • < الهتيم : إن هذا الشعب الكبير، والذي توجد منه عيّنات وأفراد في كل زاوية من المنطقة العربية، قد وصلت اعداد كبيرة منهم إلى مصر العليا حيث يخيّمون قرب القوص، والقبط • < جهينة : وقد جاءوا من الحجاز، حيث لا زالت قبيلتهم الرئيسية موجودة هناك• < بلي : وهم كمثل القبائل الشرقية، قد جاءوا كهاربين، أو بقصد الاستفادة من امتهان اللصوصية التي تعود على اللصوص بالفائدة مما يسرقونه من المنطقة المجاورة الغنية وهي مصر• لقد تبنى عربان الشرقية (باستثناء عربان المعازي) اللهجة المصرية، وهذا الأمر وحده كافٍ لأن يجعلهم موضع احتقار لدى البدو العرب الحقيقيين • وعلى النقيض من ذلك، فإن قبائل البدو السورية الصغيرة الذين لا يخرجون من الأجزاء المأهولة، محاطين بالفلاحين السوريين، لا زالوا يستبقون اللهجة البدوية بنقائها الكامل• إن بدو سوريا لم يمتزجوا مع سكان تلك المنطقة، ولكن البدو المصريين امتزجوا مع الفلاحين الذين يقيمون بين ظهرانينهم • < العليقات : وهم أقارب لأولئك العليقات في جبال سيناء، وهم يعودون بأصلهم إلى الصحراء السورية • < العزيري Azayre : وهم يتبعون هتيم، وتوجد عدة مضارب للعزيري في مصر العليا قبيلة العمارات • < المعازي : وهؤلاء يرعون قطعانهم أحياناً قرب نهر النيل• ولكنهم يقيمون عادة في الجبال ما بين القاهرة والقصير Cossier، واكثر ما يمارسون النقل التجاري بين الأقصر (القصير) والقنا Genne• إن المعازي هم المصريون الوحيدون من جنسهم race الذين احتفظوا بلغتهم، ولباسهم واطباعهم، واعراف البدو الشرقييِّـن بكل اصلها النقي• وقد كانوا يحطّون رحالهم سابقاً باتجاه الجنوب والشرق من العمران حول مويلح، حيث لا يزال اخوتهم باقين هناك إلى الآن • وأثناء القرن الماضي (الثامن عشر) ونتيجة للمضايقات من مختلف الأعداء، فقد هجروا مناطقهم• واتخذوا من مصر ملجأ لهم• أما الذين سلكوا طريق البر في رحلتهم فقد قتل العدد الأكبر منهم أثناء مرورهم خلال منطقة الحويطات، وقد جاء بعضهم بطريق البحر إلى الطور، ثم وصلوا بسلام إلى مصر، حيث وجدوا الشرقية مأهولة بالبدو، مما دعاهم للتراجع إلى الجبال شرقي نهر النيل • وقد قلّت أعدادهم بشكل ملحوظ بسبب عدائهم المستمر مع ولاة مصر، ومع الباشا (محمد علي)، حيث لا يتجاوز عددهم في أقصاه الآن مائتي فارس خيال• وهم على خلاف دائم مع بدو العبادي الذين يقيمون (العبادي) في الجنوب من طريق الأقصر، وخلال العشرين أو الثلاثين سنة الأخيرة تزايدت اعداد قبائل الشرقية بسبب انضمام القبائل التالية اليهم : < الهنادي : وهم قبيلة من البدو المغاربة الذين تبنّوا لباس وعادات البربر وعربان ليبيا، وقد تأسسوا سابقاً في البحيرة مقاطعة الدلتا، وفي الصحراء الممتدّة من الأهرام باتجاه الاسكندرية• وقد اضطر الهنادي إلى الاقلاع عن حقهم في جباية الخاوة من قرى البحرية وتركوها إلى اندادهم الأقوياء وهم أولاد علي وهم قبيلة مغربية من نفس المقاطعة، ولكنهم يتفوقون على الهنادي بالعدد، مما اضطر الهنادي للتراجع عبر النيل إلى مقاطعة الشرقية حيث يقيمون الآن وتبلغ قوة كافة قبائل الشرقية في اقصى قوة لهم من خمسمائة إلى ستمائة فارس خيال• وقد كان بمقدورهم قبل ثلاثين سنة، حشد ثلاثمائة رجل، هذا إذا ما صدَّقنا رواياتهم • ويجبي باشا مصر في الوقت الحاضر خاوة منهم، ويضبط حركاتهم بكل يقظة وحذر Vigilance، وإلى درجة أنه لا يسمح لهم بشن أي حرب ضد بعضهم بعضاً، وهذه ورطة predicament مثيرة للحنق galling لأي بدوي يمكن أن يوضع فيها؛ ويجوب هؤلاء البدو المنطقة ما بين بلبيس والصالحية• والذين يمكن أن نضيف إليهم قبائل ثلاثة أخرى هي الحوامدة Howamede، وأولاد موسى، واللبدي • وبالعودة من حدود مصر باتجاه الحدود الشرقية للبحر الأحمر، فإنني سأستمر لمتابعة القبائل المختلفة إلى مكة المكرمة والطائف جنوباً • يمتد الحويطات والعمران (الذين ذكرناهم أعلاه) إلى حد جوار مويلح، وهناك بينهم بعض المضارب لقبائل بلي وهتيم وذلك في الجبال المحاذية للبحر• ويقيم عرب المغانا Megana على بعد مسيرة يومين من العقبة جنوباً• في الوديان الخصبة المسماة مغنا Megna والمتميزة بوفرة اشجار النخيل فيها، وهم أناس زرّاع • وتقيم قبيلة المعازي شرقي منطقتي العقبة والمغنا، باتجاه طريق الحج السوري، وهم في حالة حرب دائم مع العمران، ويؤلفون قوة قوامها اربعمائة أو خمسمائة مسلح، وهم أخوة لقبيلة المغازي المصريّة • ويمتلك بنو عقبة، وهم من بني عقبة الذين يقيمون بجوار الكرك، يمتلكون قرية مويلح الصغيرة والمنطقة المحيطة بها• كما يوجد جزء من عرب المساعيد في المنطقة المجاورة لمويلح • < قبيلة بلي : إن هؤلاء العربان يسكنون المنطقة الواقعة ما بين مويلح وقلعة الوجه، وكذلك الوادي الذي يحمل نفس الاسم (وادي بلي)، وهو محطة رئيسة على طريق الحاج وذلك لغزارة مياهه• تقع قلعة الوجه على الجبل على بعد ثلاثة أميال من البحر، حيث يوجد ميناء جيد، ويتألف المعسكر من دزينة من الجنود المغاربة، ويبدو أن هذا هو المقام/المقر abode الأصلي لقبيلة بلي، بما فيهم اؤلئك الذين يعيشون الآن في سوريا ومصر • وفي الربيع، يعبر العديد من هؤلاء العربان (أي بلي) بواسطة القوارب الصغيرة، ومعهم شياههم / انعامهم ، يعبرون إلى الجزر التي تقع ضمن مدى الرؤية من الساحل، حيث أدى هطول مطر الشتاء إلى نمو النباتات، ويستمرون هناك طالما وجدوا ماء المطر المتبقي في التجاويف الصخرية في تلك الجزر• ويوجد بعض الحويطات باتجاه الجنوب من مويلح، ويُسمّون حويطات القبلي، وذلك لتمييزهم عن اخوتهم في الشمال • < قبيلة هتيم : تسكن هتيم في المنطقة الواقعة على مسافة أيام ثلاثة من الوجه باتجاه الجنوب، إلى حد جبال الرّعف (قُنَّـة الجبل الخارجة منه والداخلة في البحر)، وجبال الحصاني Hassany• ولا يوجد قبيلة في الصحاري العربية مشتّتة مثل هتيم المتفرقة اشتاتاً في كافة اجزاء المنطقة : في سوريا، وفي مصر العليا والسفلى، وعلى طول ساحل البحر الأحمر إلى اليمن توجد دائماً مضارب لهذه القبيلة • وربما يكون هذا التفرّق بالأماكن أنهم أقل احتراماً less respected من أية قبيلة أخرى• وإذا دعى أي بدوي آخر بقوله : هتيمي فإن ذلك يعتبر اهانة جدَّية، ذلك أن هتيم محتقرون كجنس وضيع من الناس، وفي اغلب الاماكن فإن البدو لا يتزاوجون معهم • وبالاضافة إلى هذا فإنهم ملزمون في كل مكان تقريباً بدفع الخاوة لقبائل البدو المجاورة لهم للسماح لهم (لـ - هتيم) برعي مواشيهم to pasture their cattle • لهذا فإنهم في سوريا ومصر، والحجاز يدفعون الخاوة بالشياه sheep لكافة جيرانهم• ولوعيهم لانعدام الاحترام الذي يلقونه في كل مكان فإنهم قد تخلّوا عن روحهم العسكرية، واصبحوا ذوي طباع مسالمة، ولكنهم أصبحوا مراوغين shuffling إلى درجة قصوى، مما يجعلهم مكروهين أكثر • وتشتهر نساء هتيم بجمالهن، وتحرّرهن في سلوكهن، ويقول العرب أن العبد عند هتيم لا يأبق/لا يهرب أبداً، ذلك أن عمتّه his mistress لا تتردد في السماح له في احتضانها ؟؟• وعلى أية حال فلابد من الذكر هنا أنه يمكن امتداح هتيم لسلوكهم بالكرم والضيافة نحو الغرباء، ولكن هذه الفضائل فُرضَتْ عليهم بسبب الحاجة في محاولة لاسترضاء conciliate صداقة جيرانهم • ومثل هتيم كمثل بقية البدو على هذا الساحل صيادو سمك ماهرون، حيث يبيعون السمك الجاف إلى طواقم السفن القادمة من الحجاز أو الذاهبة إليه• كما تقوم هتيم أيضاً بصيد اللؤلؤ قرب عدد من الجزر• وهم يشترون مؤونتهم من الحنطة من مويلح والعرجة، مع أنهم يعيشون بصفة رئيسة على الحليب واللحم والسمك والعسل البرّي • ويمتلكون قليلاً من الإبل، وليس لديهم خيول أبداً، ولكن قطعانهم من الشياه كثيرة جداً حيث يبيعونها في الطور وينبع، وبوجه عام فإن البدو القاطنون على هذا الجانب من البحر الأحمر فقراء، ذلك أن أرضهم لا تقدّم مرعى جيداً، ويعيشون على مسافة بعيدة من المدن، وبذلك لا يجنون أية مكاسب أو فائدة لعدم اختلاطهم بسكانها • < قبيلة بني عبس : لا تزال عائلات قليلة من هذه القبيلة العربية القديمة المشهورة، والتي كان منها الفارس المشهور عنترة، لا تزال تعيش في جبل حصاني (وذلك على مسافة مسيرة ثلاثة إلى أربعة أيام شمال ينبع)، وفي جزيرة مقابلة لها تسمّى حـرَّة Harra وهؤلاء هم البدو الوحيدون في الجزيرة العربية الذين يحتفظون باسم عبس، رغم أنه لا تزال توجد عدة قبائل تدّعي الانحدار من تلك القبيلة اللامعة الشهيرة illustrious، ولكنهم معروفون الآن بتسميات أخرى • إن مثل قبيلة عبس كمثل هتيم تتميز بانثلام سمعتها disrepute، ويعتبر من باب الاهانة للغريب إذا قلت له : أنت عبسي، وذلك بنفس النمط manner الذي ينطبق على اسم هتيم• ويمتلك بنو عبس عدة سفن صغيرة حيث يحملون عليها المؤن إلى الحجاز والسويس، وعندما تتوقف الأمطار، فإنهم يرعون شياههم في جزيرة الحرّة Harra المذكورة أعلاه • لقد كانت عبس في بداية القرن الماضي (القرن الثامن عشر) قبيلة كبيرة، وحتى في الوقت الحاضر فإن العائلات المتبقيّة منهم لا زالوا يتقاضون خاوة من موكب الحجيج المصري، وهي نفس الخاوة التي كان اجدادهم قد فرضوها في الأجيال النائية • < قبيلة جهينة : تبدأ أماكن إقامة قبيلة جهينة الكبيرة إلى الجنوب من جبل حصاني (شمال ينبع كما وصفنا أعلاه)، وتمتد على طول الساحل نحو الاسفل إلى ينبع شرقاً إلى الهدي Hedye وهي محطة على طريق الحاج السوري، وتمتلك جهينة الأراضي على مسافة اثنتي عشرة إلى خمس عشرة ساعة باتجاه المدينة المنورة، كما أنهم يمتلكون الوديان الزراعية في ينبع النخيل، ولا زال جزء من هذه القبيلة زرّاعاً، بينما البقية لا زالوا بدواً، وهم يشكلون الجزء الرئيس من سكان ينبع • ورغم أنهم لا يمتلكون إلا القليل من الخيول، فإن بمقدورهم حشد قوة تصل إلى ثمانية آلاف مسلّح، وهم في حالة حرب دائم مع جارتهم قبيلة بني حرب والذين (بني حرب أو بني جهينة) ساعدوا زعيم الوهابيّين في إخضاع (جهينة أو حرب - النص في الاصل غير واضح - المترجم)، بينما استعصت عليه القبائل المذكورة جميعها أعلاه جنوب العقبة، ولم يجد سعود نفعاً expedient في مهاجمتهم في معاقلهم الجبليّة، مكتفياً بانتهاز المناسبات التي يستطيع فيها نهبهم، إن جهينة يعترفون إسمياً بزعامة شريف مكة المكرمة وقد أدّوا خدمات جليلة نافعة لباشا مصر في احتلال المدينة المنورة عام 1812 • وأما جهينة، فمثلهم كمثل كافة البدو المذكورين آنفاً والذين يقيمون جنوب العقبة، يتلقّـون صرّة أو نقود المرور من مواكب الحجيج المصري• ولم استطع إحصاء فروع قبائلهم • وعوداً بنا إلى منطقة عرض العقبة فإنني الآن سأواصل proceed تعداد القبائل البدوية في الصحراء الشرقية باتجاه نجد، وبعدها باتجاه المدينة المنّورة • بدو الصحراء فيما بين عقبة الشامي (أو العقبة السورية أي العقبة الأردنية) والمدينة المنوّرة، ويشمل هذا بدو نجد Bedouins of the Desert between Akaba al Shamy (or the Syrian Akaba) and Medinah Comprising those of Nedjd استطيع التحدث عن هذه القبائل من خلال ما سمعته عنهم، ومن خلال معلومات موثوقة جيّداً well-authenticated، حيث رأيت شخصيّاَ أفراداًً من كل قبيلة تقريباً مذكورة في هذه الصفحات، من نهر الفرات إلى مكة المكرّمة والطائف• إن القبائل التي أريد الشروع في وضعها هي وهابيّـة المذهب جميعها تقريباً، وهم يواصلون تعريف أنفسهم كذلك (أي أنهم وهابيون)، وحتى بعد حملة محمد علي باشا ضد هؤلاء المتعصّبين• إن الصحراء من الجهة الجنوبية من العقبة حتى هجر Hedjer مسكونة كلها تقريباً من عنزة، ولكن مصادر المياه في هذه الصحراء قليلة، وعلى هذا الأساس فإن البدو نادراً ما يبقون مخيمين على طريقة الحاج، ولكنهم ينتجعون الأجزاء الشرقية باتجاه جبل شمر والقصيم، أما قبائل عنزة التي تخيّم في هذه المناطق فهي : أولاد سليمان : وهم قبيلة (فرع) من بشر Besher، وقوامها حوالي خمسة آلاف خيمة في جوار خيبر• الرولة والجلاّس والذين يقيمون أيضاً حول خيبر• الفقراء وهم يعودون إلى وِلد علي في هجر، وهؤلاء الفقراء مشهورون لشجاعتهم• إن كل هذه القبائل المذكورة غنيّة بالخيول ويبتزّون الخاوة من قوافل الحجيج • بدو جبل شمّر Bedouins of Djebel Shammar "بني شمّر"، وشيخهم المدعو ابن علي، ذو نفوذ عال لدى البلاط الوهابي، ويمتلك بنو شمّر القليل من الخيول، ولكنهم قادرون على حشد ماتعداده من ثلاثة إلى أربعة آلاف رجل مسلحين بالبنادق• حيث بعضهم بدو، والآخرون زراع، وهناك جزء منهم في منطقة - ميسوبوتاميا (بلاد ما بين النهرين)، حيث أثبتوا دائماً على أنهم أعداء الدّاء للوهابيين• إن أكبر فروع بني شمّر هم : الدغيفات Degheyfat • وهناك الجعفر، وهناك الرباعي Rebaay، وهم ينحدرون من قبيلة الضيغم القديمة والتي كان زعيمها عرار الضغيمي والذي تذكره الحكايات البدوية• الزيقارات Zegerat وهم ينحدرون من بني ضيغم، وهم (الزريقات) زرّاع في جوار الإمام الحسين (رضي الله عنه) ••• ويسكن في جبل شمّر ونجد عدد من القبائل البدوية الأخرى، بالإضافة إلى هاته القبائل المذكورة أعلاه، ولكن لم يكن بمقدوري تأكيد وحصر اسمائهم • بدو القصيم، وأجزاء من نجد من النادر ألا تجد لأي قبيلة عظمى في الصحراء العربية مضرباً في نجد• فالأهالي الذين يقطنون المدن والقرى في تلك المنطقة ينحدرون من قبائل بدوية والذين يتشابهون بأعرافهم وعاداتهم وأنماط حياتهم• أما القبائل التي تتجول في ذلك الجزء من تلك المنطقة خلال العام كلّه فهي: السِّلقا Selga وهم أحد أعظم فروع عربان ألبِشْـرْ، وهم يعودون إلى عنزة وشيخهم ابن هذّال، وهو رجل ذو ميول مؤيدة للحكومة الوهابيّـة • الصحّون Sahhoun، وهم مشهورون بشجاعتهم ونشاطهم كفرسان خيّالة، كما يستطيعون حشد عدد يصل إلى ثلاثمائة رجل• بني لام هم أقرباء لبني لام الذين يتجولون بقطعانهم على شواطىء شط العرب• أما هؤلاء فهم قبيلة صغيرة • الهتيم : وهنا نجد هذه القبيلة ثابتة كما هي في كل مكان في الجزيرة العربية • بني حسين : وهم قبيلة عربية متجولة، وهم يشبهون الفرس في أنهم يتبعون سيدنا عليّ كرّم الله وجهه، ورغم تظاهرهم professed بتبني المذهب الوهابي، إلا أنهم استمرّوا في تبعيتهم إلى المذهب الشيعي • الزعب : Zaab، وهم قبيلة ليست بذي اعتبار، وتقيم في نجد والإحساء • العقيل : Ageyl، لقد كان هؤلاء سابقاً قبيلة قوية، تنحدر من بني هلال، ولكنهم الآن متفرقّون بأعداد صغيرة في قرى نجد؛ ولكن هناك قبيلة أخرى تسمى أيضاً : "بني عقيل" • بني عقيل : قد برزت منذ فترة حكم السلطان مراد• إن كل عربان نجد الذين يلوذون إلى بغداد وأسسوا أنفسهم هناك، سواء أكانوا مستقرين أم بدواً يصبحون أعضاء في قبيلة عقيل البغدادية، والتي تتمتع بنفوذ قوي في ذلك المكان، وهم في الحقيقة أكبر المؤازرين للباشا في حربه مع البدو المحيطين، وضد الثّوار في مدينة بغداد• إن شيخ عقيل في بغداد هو دائماً من أحد مواطني الدرعيّة، يختارونه (عقيل) من بين أنفسهم، ويثبت لهذا المنصب من قبل الباشا ويشتهر العقيل بشجاعتهم• وهم يديرون مواكب الحجيج من بغداد إلى سوريا، وقد ردّوا مراراً قوّات الوهابيين المتفوقة • ويقسم العقيل الموجودون في بغداد أنفسهم إلى طائفتين classes : (1) الزقرتي Zogorty، وهم يؤلفون الأفراد الفقراء والباعة المتجولين • (2) الجماميل Djemamy، وهم الذين يقودون قوافل الحجاج• ويوجد ضمن هذه الفئات من بني عقيل أشخاص يعودون إلى قبائل ومناطق مختلفة مثل الإحساء والعارض والقصيم، وجبل شمّر• أما الذين يقيمون في منطقة سدير Zedeyr (وهي جزء من نجد) والذي يرتادون بغداد فهم ليسوا أعضاء في هذه القبيلة، وكذلك فإن الأفراد القادمون من قبيلة الدواسر الجنوبية قرب الحدود اليمنية، لا نجد منهم أحداًَ بين ظهراني بني عقيل • مطير : قبيلة قوية، قوامها ألف ومائتا خيّال، ومن ستّ إلى ثماني آلاف بندقية، ويعيشون في نجد، وبصفة رئيسة في القصيم، ومن هناك باتجاه المدينة وهم يتفرّعون إلى أربع قبائل رئيسة هي : (1) العلوا Alowa وشيخهم الدويش، وكان حليفاً لطوسون باشا في حروبه مع الوهابيّين (2) البري Boray، وشيخهم يدعى مريخي Merykhy • (3) الحرابيش Harabeshe • (4) البرسان / البرصان Borsan،
إن بعضاً من قبيلة مطير يعيشون أيضاً في ميسوبوتاميا (بلاد الرافدين) وعداؤهم لعنزة متأصل الجذور • من القصيم باتجاه المدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة : باستثناء المساحة التي تحتلها مطير، وبعض المضارب العائدة لهتيم، فإن المنطقة كلها على مداها مأهولة بالقبيلة القوية حرب، والتي تأتي بالدرجة الثانية بعد عنزة من حيث العدد، والاتحاد المرعب، لدى بدو جزيرة العرب • بني حرب The Bani Harab من الممكن تشكيل جماعة، من المجموع الكلي لهذه القبيلة قوامه ثلاثين إلى أربعين ألف رجل مسلّحين بالبنادق، كما أن قبائلهم ذات قوة كبيرة، إلى الدرجة التي يمكن أن تعتبر كل منها هيئة مستقلّة، ومع هذا فإن الروابط التي تربط كافة المجموعات معاً تبقى أكثر متانة منها لدى قبائل عنزة• وعلى وجه التقريب فإن كل قبيلة قد تبنّت نمطي الحياة كليهما• فهم (بنو حرب) يجنون فائدة ذات اعتبار من قوافل الحجاج المصريّة والسورية، ويمكن أن يوصفوا بأنهم سادة الحجاز • كانت بنو حرب آخر قبيلة استسلمت للوهابيين وهم يمتلكون قليلاً من الخيول جنوب المدينة المنوّرة، ولكن كل ولد منهم مسلّح ببندقية• ويقوم عربان حرب غالباً بحملات غزو للسلب ضد عنزة في مضارب الأخيرة، إلى سهول حوران قرب دمشق • عشائر حرب شرقي المدينة المنوّرة وهم البطون التالية : المزينة Mezeyne بمقدورهم حشد اربعمائة إلى خمسمائة خيّال وحوالي الفي بندقية، وقد اعتنقوا الوهابيّة قبل قبائل حرب الأخرى، وجميعهم بدو.
الوهوب Wohoub والغربان Gharban، الجناين Djenayn وبعضهم مستقرون وزرّاع للحقول بين التلال الواقعة شرق المدينة المنوّرة إلى مسافة مسير ما بين يومين إلى ثلاثة أيام ؛ وربما يشتقون اسمهم من ذلك • بني علي : وهم شيعة واتباع لسيدنا علي ( كرّم الله وجهه ) ويبلغ عددهم حوالي خمسمائة مسلّح، وقليل منهم مستقرون، ويمتلكون بعض منابع المياه الواقعة في الأماكن الخصبة fertile spots حيث يزرعون الحنطة والشعير، لكنهم يعيشون في الخيام• ويمضون غالبية الوقت من السنة في الصحراء • عشائر حرب قرب المدينة المنوّرة باتجاه الشرق والجنوب بني صفر، بني عَمّـر Ammer، وهي قبيلة قوامها من الفين إلى ثلاثة آلاف مسلّح، وثلاثمائة فارس خيّال، ويعيشون شرقي وجنوب المدينة المنوّرة، وموصوفون بطباعهم بالجبن، وضعف الإيمان bad faith، ويعمل الكثير منهم زُراعاً• وهم يمتلكون منطقة الفرا Fara والتي يتم تصدير تمرها إلى كافة مناطق الحجاز، والتي يقال أنها خصبة جدّاً، وقد انضم شيخهم ضويني Doyny إلى الجيش التركي، وعندما وصل القصيم عاد إلى الوهابيين • الحميدي el-Hamede وهم يعيشون شرق وجنوب المدينة، وهم مساوون لبني صفر المذكورين اعلاه، بالقوّة، والقليل منهم زرّاع، ويعتبر محمد بن مُطلب في الوقت الحاضر شيخ بني حرب جميعهم، وقد خلف الشيخ جزا Djezye الذي لقي حتفه غدراً في المدينة المنوّرة عام 1814 على يد الحاكم التركي • ويتقاضى بنو حرب فيما بين المدينة المنوّرة، ومكة المكرمة، جزية كبيرة أي صرّة من قوافل الحجاج السوريين والمصريين، ويقال أن الصرّة التي يدفعها المصريون تبلغ ثمانية آلاف دولار حيث يقتسمها الشيوخ فيما بينهم، ويشاركهم بعض الأفراد في ذلك • حرب جنوب المدينة المنوّرة بني سالم• ويقطنون في اودية جديد، وصفرا، في بيوت وسط مزارع النخيل، وقليل منهم بدو، وباستطاعتهم حشد الفين وخمسمائة بندقية وقد وصفوا لي أنهم جنود ممتازون، وهم يتلقون جزية كبيرة من قوافل الحج السوري الذين يمرّون عبر اراضي منطقتهم • الحواسب Howaseb، ويتبع اليهم قرية الحمراء ذات الحقول والحدائق، والواقعة فيما بين جديد، وصفرا، إن الجزء الأكبر من الحواسب بدو • الصبح Sobh، ويستطيعون جمع الفين وخمسمائة رجل مسلحين بالبنادق، ويعتبرون أكثر العشائر المحبّة للحرب من بني حرب ويتبع اليهم بدر والمنطقة المحيطة بها• لقد رأيتهم يجلسون خلال النهار في حوانيتهم الصغيرة في بدر (حيث يقام سوق هناك)، وفي المساء يمتطون جمالهم، ليعودوا إلى عائلاتهم في الصحراء، وأما بعضهم فهو مستقر بصفة دائمة في بدر، ويسكن الجزء الأعظم منهم في جبال صبح Sobh شرقي بدر، والذي يتعذر على الأعداء إجتيازه أو الوصول إليه inaccessible، وكان ملجأ لقبيلة بني حرب ضد الوهابيين الذين عجزوا عن ازاحة بني حرب منه، وتنبت اشجار النخيل والسّنا senna بكميات وفيرة على ذلك الجبل• وهم يقسّمون أنفسهم إلى ثلاثة قبائل فرعية هي: الشقبان shokban، الرحالات Rehalat• والخدرا Khadhera• العوف : وهم أكثر بني حرب جلافة ووحشية، حيث يحتلّون الجبال الواقعة جنوب جبل صبح باتجاه رابغ، ولم يخضعوا تماماً للوهابيّين• إن اسم عوف شيء مرعب إلى حدود مكّة المكرّمة وخاصة للحجاج كافة، ذلك أنهم لصوص مغامرون، وهناك جماعات منهم يعدّون حوالي ثلاثمائة إلى اربعمائة رجل، اعتادوا أن يعتدوا ليلاً على مخيمات الحجاج، ويأخذون بالقوة أحمالاً ثمينة• وهم معتادون على اللحاق ليلاً، بالحجاج أثناء عودتهم من بيت الله الحرام إلى مسافة مسيرة عدة أيام بعد المدينة المنوّرة، وذلك على أمل سلب المقطوعين التائهين من مواكب الحجيج • الهايب / الهيب : el-Haib وهم فرع من بني عوف، وقد هاجروا (كما ذكرت سابقاً) إلى سوريا واحتلّوا لجمالهم المراعي الخصبة على قمم جبل لبنان • ذوي ظاهر Dwy Dhaher وهم يمتدون من رابغ باتجاه مكّة المكرّمة، كما توجد عدة مضارب لهم قرب المدينة المنوّرة، وهم يحتلّون المنطقة إلى وادي فاطمة، وقد قدّم شيخهم غانم، خدمات جُلّى للجيش التركي في المدينة المنوّرة • بني حرب (في المنطقة المنخفضة، أو تهامة أو الغور فيما بين الجبال والبحر) زبيد Zebeyde، وهم يسيطرون على الساحل من جوار ينبع إلى جدة والليث (ويمكن مشاهدة بعض مضارب من هتيم فيما بعد جدّة باتجاه الجنوب نحو الليث)• وهناك العديد من قبيلة زبيد، مستقرون• ويعتبر موقع السوق في خوليز Kholeys، وجواره الخصب، والذي يبعد مسيرة يومين شمال جدّة، محطتهم الرئيسة• وحيث أن منطقتهم فقيرة بوجه عام، فإنهم مضطّرون للبحث عن وسائل أخرى من الثروة substance، بدلاً من الاعتماد على المرعى وحده• فهم صيَّـادوا سمك نشيطون، وبعضهم بحّارة، ويعملون كأدلاء ومرشدين pilots فيما بين ينبع وجدّة • وقد ادّت روابطهم الحميمة مع سكان مدن الحجاز، وممارستهم للتجارة، إلى أن تنظر إليهم بقية قبائل حرب بازدراء• فمثلاً يأبى الرجل من صبح أو بني سالم أن يناديه آخر بقوله : يا زبيدي، معتبراً ذلك أهانة كبيرة له• ويقال أن بعضاً من زبيد قد استقر بهم المقام في منطقة شط العرب اسفل بغداد، ومن النادر أن تجد خيولاً لدى حرب الموجودة فيما بين المدينة المنوّرة ومكّـة، سوى القليل التي يمتلكها اصحابها الرئيسيون • لقد تعرّفت شخصياً إلى غالبية عشائر حرب المذكورة أعلاه، كما أن اسماء العشائر الأخرى، من نفس القبيلة، مألوفة إليّ رغم أنني لا استطيع تذكر أماكن اقامتهم المتعاقبة بالضبط، لكنني اعرف أنهم يقيمون في منطقة المدينة (المنورة) واسماؤهم هي سدّا Sedda، جمّلة Djemmela وسعادين Sadyne • البدو من المدينة المنوّرة باتجاه مكّة المكرّمة والطائف شرقي السلسلة الجبلية الكبيرة:
تقيم حرب في هذه الجبال وغريبها باتجاه البحر• وإلى الشرق من تلك السلسلة توجد سهول مأهولة بقبيلة عتيبة القوية والذين تمتد منطقتهم جنوباً إلى الطائف حيث أن أراضيهم مراع ممتازة، ويمتلكون أعداداً كبيرة من الشياه والابل، والخيول، ويمتازون بسمعتهم الطيبة بالشجاعة، وأنهم في حرب دائم مع جيرانهم • وقد كانوا، قبل مجيء الوهابيين، اعداء عنيدين لقبيلة حرب، كما جنوا فوائد جمّـة من قوافل الحجاج الذين يمّرون عبر منطقتهم ذلك أن هناك طريقين للحاج : الأولى في الجهة الغربية من المدينة المنوّرة إلى مكّة المكرمة وتخترق منطقة حرب، أما الثانية ففي الجهة الشرقية تخترق منطقة عتيبة• ولست عارفاً بفروع عتيبة المختلفة، كما أن قوتهم لا تقدّر بأقل من ستة آلاف بندقية، وربما تصل إلى عشرة آلاف • بدو مكّـة المكرمّـة يعيش فيما بين مكّة المكرّمة وجدّة بدو يُدعون اللحيان Lahhyan، وهم أقرباء لهذيل والمتاريف Metarefe، ويشغلون المحطتين الرئيستين على تلك الطريق وهما : هدّا، وبهزا Hadda and Bahza، حيث يقيم بعض اللحيان في اكواخ، وهي محطات لتوقف المسافرين• وهناك أقسام منهم يرعون قطعانهم في الجبال المجاورة• ويمكن لهم جميعاً أن يحشدوا حوالي مائتين وخمسين بندقية؛ إن البدو حول مكّة المكرمة فقراء جميعهم، وذلك بسبب قحولة الأرض التي يسكنونها، والثمن العالي للمؤن والحاجيات في تلك المنطقة، أما بدو الطائف فهم اكثر يُسراً في الحال والمعيشة• من مكة المكرمة باتجاه الجنوب، في تهامة أو المنطقة المنخفضة : يقيم بني فاهم Beni Fahem في هذه المناطق، ويزوّدون مكة المكرّمة بالفحم والشياه، وهم معروفون باستبقاء لغتهم العربية على نقائها، وبمقدورهم جمع ثلاثمائة رجل مسلح بالبنادق • ويحتل بنو جهادل Djehadede المنطقة الواقعة جنوب الفاحم Fahem باتجاه وادي لملم، وفي اوقات السلم يرشدون القوافل من مكّة المكرّمة إلى الساحل اليمني • من مكّة المكرمة نحو الشرق باتجاه سلسلة الجبال الكبيرة : يقيم في وادي فاطمة، ووادي زيمي Zemys أو وادي ليمون، يقيم بعض الأشراف من عائلات اشراف مكّة ويتبعون إلى قبيلة ذوي بركات، وهم يزرعون هذه الأودية الخصبة، ويخيّمون أيضاً في الصحاري المجاورة قريش : لم يبق من هذه القبيلة المشهورة سوى ثلاثة مائة رجل مسلّح، ويقيمون حول جبل عرفات، وعلى الرغم من عظمة اسمهم، وشهرتهم القديمة، فإنهم لا يُحظون إلا بقليل من الاحترام لدى البدو (هذا كلام عار عن الصحة لأن قريش تمتاز على سواها من القبائل بأنها موضع الاحترام والتبجيل لصلتها برسول الله صلى الله عليه وسلم - المترجم) وهم يزودون مكّة المكرمة بالحليب والزبدة • الريشي Ryshye :
وهي قبيلة صغيرة، ولا يزيد عدد مسلحيها عن ثمانين بندقية، وتمارس هذه القبلية عملية النقل التجاري ما بين مكة وجدّة، وهم ذوو أصل حديث recent origin، وسمعتهم ضعيفة، وهم ينصبون مخيماتهم الصغيرة في وادي نومان Noman على الطريق من عرفات باتجاه الطائف، وهم يزرعون بعض الحقول في ذلك الوادي • الكباكبي Kebakebe : وهم يقيمون بجوار شدّاد وهي محطة خلف عرفات من جهة الشرق، ويبلغ عددهم حوالي مائة وخمسون مسلحاً • عشائر العدوان Adouan :
لقد كان هؤلاء يشكّلون قبل اربعين عاماً (1775م) قبيلة كبيرة بما يصل إلى الف مسلّح، ولكن حروبهم المستمرة مع جيرانهم قد أنقصت اعدادهم إلى أقل من مائة عائلة، وقد أبيد هؤلاء مؤخراً على أيدي محمد علي باشا• لقد كانوا قبيلة قديمة نبيلة، لا تساويها قبيلة أخرى في الحجاز من حيث الشجاعة والكرم، وقد احتلّوا بذلك الدرجة الأولى من التقدير الشعبي العام• وكانوا كذلك الاصدقاء الحميميون لأشراف مكة المكرّمة• لقد اعتاد الاشراف الحاكمون الآن، وبقية عائلات الأشراف، ارسال ابنائهم بعد بلوغهم اليوم الثامن من أعمارهم (لعله يقصد العام الثامن - المترجم) ليتربوا لدى البدو، وبصفة رئيسية عند قبيلة العدوان، حيث يبقون إلى أن يتعلموا قيادة الخيول ببراعة ومهارة، ومن المعروف أن سيدّنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كان قد رُبّي بأسلوب مماثل لدى قبيلة بني سعد • إن اسلوبهم السياسي الحالي قد جعلهم اعداء لمكّة المكرّمة، فشيخهم السابق (الذي توفي) عثمان المضيفي Medhayfe، صهر الشريف غالب (الذي أخذه أسيراً، وقطع رأسه (رأس عثمان) في استانبول)• كان قد عينه الوهابيون كشيخ بدو مكّة المكرمة والطائف كافة؛ وبعد موته انحلّت القبيلة وتشتت fell into decay، بينما اتخذت العائلات القليلة المتبقيّة منهم ملجأ لدى قبيلة عتيبة • لم يكن للعدوان سابقاً أية أماكن مراعي ثابتة ولكنهم كانوا يخيمون فوق المنطقة كلها من جدة إلى الطائف، لقد كانت سمعتهم عالية للغاية حتى أن رجلاً من قبيلة بني هذيل قال لي ذات يوم : "أين نجد اليوم قدوة للكرم والشجاعة ما دام العدوان قد انتهوا؟"• ويوجد في نجد أيضاً بعض فروع من العدوان، لكنهم ليسوا كثر / اي انهم قليل ، وإنما يحملون نفس الاسم
وهناك فرع صغير من قريش في الحجاز بوادي فاطمة وما حوله يدعى الحرَّث Harreth وكلهم أشراف وهم من بني هاشم•(( والحرث / الحارثي حسنيون وهم ابنا محمد الحارث ( واليه ينسبون ) بن الحسن بن محمد ابي نمي الثاني بن الشريف بركات المشار اليه اعلاه من المؤلف / المترجم )) • بدو الطائف Badiwe of Tayf ويقع هؤلاء ضمن سيطرة ثقيف، وتعتبر هذيل أحياناً جزءاً منهم، ولكن هذيل بصفة عامة ليست ضمن بدو الطائف • تحتل هذيل سفوح المنطقة الجبلية على الطريق من مكّة المكرمة إلى الطائف، وبخاصّة حول جبل قورا Kora• ويستطيعون تجميع الف بندقية، ومشهورون أنهم أدق الرجال في المنطقة اصابة للأهداف؛ إنهم قبيلة مشهورة، متفوقون eminent لشجاعتهم• وقد قتل الوهابيون ما يزيد على ثلاثمائة من خيرة رجالهم قبل أن تستسلم هذه القبيلة• وليس لديهم إلا القليل من الخيول والإبل؛ بينما تكثر لديهم قطعان الأغنام والماعز، كما أنهم مقسّمون إلى ثلاث بطون صغيرة هي : العلاوين Alowyein، والندويين Nedowyein وبني خالد • الطويرق : Toewyrek وهم يعيشون جنوب هذيل في نفس الجبال، وبأعداد يقولون أنها تصل إلى خمسمائة مسلح ويمتازون بأنهم لصوص خبراء، وهي التهمة (اللصوصية) التي لا تتسم بها هذيل رغم أنهم (هذيل) قطاع طرق جريئون • قبيلة ثقيف : وهي قبيلة قويّة، تمتلك المنطقة المنتجة حول الطائف، وحدائقها، وبقعاً خصبة أخرى على منحدرات declivity سلسلة جبال الحجاز الكبرى، والكثير منهم مستقرون، كما أن نصف سكان الطائف من هذه القبيلة، بينما لا زال البعض الآخر (من ثقيف) يعيش في الخيام• وهم كسائر سكان الجبال ليس لديهم إلا القليل من الجمال والخيول، ولكنهم أغنياء بقطعان الأغنام والماعز • أما القبائل الرئيسية لثقيف فهي بني سفيان Sofyan، الذين يعيشون سويّة كبدو، وبمقدورهم جمع من ست إلي سبعمائة بندقية، وتقيم قبيلتان فرعيتان أخريان• وهما : مضر Modher وربيعة Rabys، تقيمان مع ثقيف وتشاركان في إهتماماتها، رغم إنني أشك في أنهما تنتميان إلى هذه القبيلة
إن المهاجرين من بني ربيعة هم الذين سكنوا جزءاً من النوبة بأعداد كبيرة، والذين لا يزال احفادهم وهم القنوص Kenouz (ويسمّون في مصر بالبرابرة) يسكنون فوق الشلال الأول (في النوبة) وتستطيع ثقيف جمع الفي بندقية، وهم يحمون الطائف ضد الوهابيّين • القبائل من الطائف باتجاه صنعاء في اليمن : استطيع التحدث عن هؤلاء فقط من خلال التقارير التي تلقيتها وسأقتصر هنا على ذكر القبائل التي وضعت مناطقها في رحلاتي العربيّـة• من الطائف على طول الساحل الجنوبي الشرقي باتجاه الشمال نحو الجنوب بالتقدم شرقاً من الطائف، نجد قبيلة عتيبة في عصومة Amosso ونجد قبيلة البيحوم Beyoum القوية في ترابة، ومن هناك باتجاه الجنوب، خلف السلسلة الجبلية الكبرى نجد بني أقلب Oklob • وهناك بني سبيع Sabye في راني ranye وبني سليم حول وادي بيشة والذين يبلغ عددهم حوالي خمسة آلاف مسلح• وباتجاه الجنوب من هؤلاء نجد بني قحطان وهم قبيلة كبيرة، وهي أقوى القبائل وأكثرها اعتباراً فيما بين عينية، وحضرموت، وهم (بني قحطان) يملكون سلالات ممتازة من الخيول، كما أن جمَّـالهم (راكبي الجمال) هم أحسن الجنود في السهول الجنوبية• وينقسم بنو قحطان إلى قبيلتين هما : السّحاما es-Sahama، وشيخهم قرمولا Cormola، وكان صديقاً حميماً لسعود، وقبيلة العيسي Aasy، وشيخهم حشر Hesher، وهو أشهر محارب في المنطقة • بني الدواسر، وهم قبيلة في القفار (متوحشة Wild) وذات اتصالات قليلة مع ا




