*
الجمعة: 26 ديسمبر 2025
  • 23 تموز 2017
  • 13:23
صندوق الأمانلمستقبل الأيتام
صندوق الأمانلمستقبل الأيتام

خبرني – حلا أبو تايه

أيقنت منى أن وفاة والدها وهي في مرحلة الثانوية العامة، سيحول دون تحقيق طموحها بالالتحاق بالجامعة، أو يؤخر انضمامها إلى ما كانت تحدث به نفسها وأهلها عن حلمها وهي طفلة.

فوفاة رب الأسرة ومعيلها سيدفعها حتما للاعتماد أكثر على نفسها، ما يعني الانطلاق في رحلة بحث عن عمل يؤمن دخلا لها يساعدها في تحمل مصاريف الحياة الجامعية.

تقول منى "بعد وفاة والدي وفي ظل سوء الأحوال المادية، اجتزت امتحان الثانوية العامة، وبدأت بالعمل من أجل توفير المال المطلوب للدراسة".

وتضيف "كانت المرحلة صعبة، فالعمل متعب والدخل المتأتي منه قليل، لذا كنت أبحث عن أي جهة توفر لي الدراسة الجامعية، ولو بالدين، لأتمكن من الدراسة وتسديد الالتزامات بعد التخرّج، حتى سمعت عن صندوق الأمان لمستقبل الأيتام".

تواصلت منى مع الصندوق، وسرعان ما تم قبولها، لتدرس التغذية في الجامعة الهاشمية بدعم مع صندوق الأمان، وحصلت على درجة البكالوريس في التخصص.

وتقول "دعمني الصندوق بشكل كبير ووفر لي العديد من الدورات التدريبية لزيادة مهاراتي وصقل شخصيتي واهمها دورات مكثفة في ادارة المشاريع الخاصة، وبفضل الصندوق انا الان في مرحلة لمشروعي الخاص".

وتختم منى بالتأكيد على حاجة الصندوق للدعم، بعد أن لمست دور الصندوق في ضمان تحقيق حلمها بإقامة مشروعها الخاص، بمساعدة من صندوق الأمان لمستقبل الأيتام، حيث أن الأيتام – وفق منى – يعانون أكثر من غيرهم من ظروف مادية واجتماعية صعبة، تجعل الحاجة لتأمين مظلة ترعاهم أساسية وبحاجة للدعم.

وصندوق الأمان لمستقبل الأيتام، مؤسسة مستقلة غير حكومية مسجلة لدى وزارة التنمية الاجتماعية، تأسس من قبل الملكة رانيا العبدالله عام 2006.

يقول مدير عام الصندوق إبراهيم الأحمد إن سن الثامنة عشر يشكل نقطة تحول مهمة وسعيدة في حياة الشباب اليافعين الذين يعيشون في ظروف اجتماعية طبيعية، لكن بالنسبة للأيتام، فإن هذا السن يمثل بداية مرحلة جديدة من عدم اليقين، وعدم الشعور بالأمان، والخوف، حيث أنهم يبدأون بشق طريقهم بأنفسهم لدى مغادرتهم دور رعاية الأيتام.

ويواجه كثير من الأيتام حياة الجوع وخيبة الأمل، وفي بعض الحالات يُجبرون على انتهاج سلوك سيئ أو على الجريمة، والأهم من ذلك كله أنهم جميعاً يواجهون الحقيقة القاسية المتمثلة بافتقارهم للمهارات والمعرفة والعلاقات، والدعم المالي اللازم للنجاح في بناء مستقبل لأنفسهم، لذا أصبحت هذه المجموعة من الشباب المحرومين الفئة المستهدفة من قبل صندوق الأمان بدءا من العام 2006، كما يوضح الأحمد.

وضمن رؤية تقوم على منح الشباب الأيتام مستقبلاً أفضل، يضيف الأحمد، يعنى صندوق الأمان لمستقبل الأيتام بتسليح الشباب الأيتام بالتعليم والمهارات اللازمة ليصبحوا أفراداً يمكنهم الاعتماد على أنفسهم في المجتمع، من خلال إدارة برامج دعم مناسبة، وفعالة وعملية تلبي احتياجاتهم.

ويستفيد من برامج الصندوق، جميع الأيتام المحرومين المقيمين في الأردن ، بغض النظر عن دينهم، سواء من الأيتام  الإيوائيين الذين قضوا معظم أو كل مرحلة الطفولة في مراكز رعاية الأيتام، أو الأيتام غير الإيوائيين الذين يتلقون الدعم من جمعيات رعاية الأيتام المسجلة لدى وزارة التنمية الاجتماعية والذين يعيشون مع أحد الأبوين أو أحد أفراد العائلة الممتدة والذين يعيشون تحت خط الفقر.

ويوضح الأحمد أن الصندوق يوفر الدعم ضمن خمسة برامج أساسية، تشمل المنح الدراسية، وتكاليف المعيشة، والإرشاد والتوجيه، والتدريب والتوظيف، والتأمين الصحي.

وعبر برنامج المنح الدراسية، الذي يفتخر به الصندوق، وفق الأحمد، يوفر صندوق الأمان تغطية شاملة للنفقات الدراسية للمنتفع خلال فترة انتسابه إلى أي من الجامعات، أو كليات المجتمع، أو مراكز التدريب المهني في الأردن بالإضافة لتغطية النفقات الخاصة بالدورات التعليمية مثل الدورات الحاسوبية، واللغة الانجليزية، وغيرها من الدورات المتخصصة بالتطوير العملي والوظيفي، فضلا عن إعداد برامج متنوعة وعقد محاضرات ودورات تدريبية لتزويد الطلبة الأيتام بالمهارات الحياتية والوظيفية وتقديم المشورة المهنية والعلمية.

ويبين أن الصندوق يقدم تغطية شاملة للنفقات الخاصة بالسكن، والأدوات المكتبية، ونفقات المواصلات، عن طريق مصروف شهري للمنتفعين منه من الأيتام الأيوائيين، ويعمل من خلال المرشدين الاجتماعيين في الصندوق، على تقديم الإرشاد الأكاديمي بعد ظهور نتائج الثانوية العامة لاختيار التخصص والجامعة أو الكلية المناسبة حسب ميول المنتفعين وقدراتهم واحتياجات سوق العمل، وخدمة توجيه المنتفعين من خريجي الثانوية لكيفية تقديم الطلبات للجامعات، بالإضافة للتنسيق مع الجهات التعليمية المختلفة من جامعات وكليات لإلحاق الطلبة ومتابعة نتائجهم الدراسية، إلى جانب تقديم خدمات الإرشاد النفسي للأيتام الذين يواجهون تحديات فب التأقلم مع محيطهم بعد تخرجهم من دور الرعاية وتأهيلهم للاندماج مع المجتمع.

أما برامج التدريب والتوظيف ضمن الصندوق، فتتمثل بمساعدة المنتفعين للحصول على الوظيفة المناسبة لهم بعد التخرج من خلال الدورات التدريبية، وبرامج التهيئة لدخول سوق العمل مثل برنامج إعداد السيرة الذاتية والاستعداد للمقابلة، والسعي لتوفير فرص للحصول على تدريب عملي ضمن بعض المؤسسات، بما يؤهلهم لاكتساب بعض الخبرة العملية التي تهيئهم للانضمام إلى سوق العمل، فيما يغطي الصندوق، ضمن برنامج التأمين الصحي، كافة تكاليف التأمين الصحي للأيتام الإيوائيين المنتفعين من برامجه.

واستفاد من صندوق الامان حتى الان  3186يتيمآ من حميع محافظات المملكة، منهم 853 من مناطق جيوب الفقر تخرج من بينهم 2158 وبدأو حاتهم العملية، فيما يبلغ عدد الطلاب الذين هم الآن على مقاعد الدراسة 604 طلاب موزعين إلى 530 طالبا جامعيا، 16 طالب دبلوم، 53 طالبا في برامج  التدريب المهني و5 طلاب ماجستير.

ويتوزع الطلاب إلى 99 طالبآ إيوائيآ و 505طلاب غير إيوائيين، وفق المدير العام لصندوق الأمان إبراهيم الأحمد.

مواضيع قد تعجبك