خاص بـ "خبرني"
داهمنا الوقت
عبارة تتكرر كثيرا خاصة لدى مقدمي البرامج
الحوارية او لدى استضافة معلق على خبر او حدث ما على شاشات التلفزة العربية .
وعدا عن كون
العبارة قد اصبحت ممجوجة فانها تنم عن عدم اعدادهؤلاء المقدمين المحاورين الاعداد الجيدكما انها ولا شك تضايق المستضافين في مثل هذه البرامج مثلما تضايق
المشاهدين او المستمعين .
المذيع او مقدم
البرامج الحوارية سواء على شاشات التلفزة او عبر اثير الاذاعات المتمكن القادر على
التحكم بالوقت الممنوح له سواء في تعليق على خبر ما لضيف او ادارة برنامج حواري هو الذي يداهم
الوقت لا الوقت يداهمه .
في المداخلات
الاخبارية على المذيع ان يجرى ترتيبات مسبقة مع الضيف ولا بد ان يكون هذا الضيف قد تابع نشرة الاخبار او على الاقل ما يتعلق
منها باستضافته ، ومع ادراك المذيع الوقت
الممنوح له فعليه ان يعلم ضيفه بهذه المدة الممنوحة لمداخلاته فلا يستاء الضيف من مدى ما اعطي له من
وقت وفي الآن ذاته فعلى المذيع ان يتحكم في طرح السؤال او الاسئلة و لا يكون سؤاله اطول
من الاجابة بما في ذلك التأ تأت كما يحدث عند بعض المذيعين . فمثلا يقول لضيفه استمعت الى
ما قاله فلان او شاهدت كذا فما هو تعليقك. وان كان جواب الضيف اقل مما هوممنوح له
من وقت يضيف المذيع محورا اخر سواء ما كان يتعلقبموضوع الاستضافة او باجابة الضيف
وهكذا
والمذيع اللبيب هو الذي لا يقاطع الضيف الا اذا
كرر الضيف ما كان قد قاله . واعتقد ان معظم المستضافين يضغطون مداخلاتهم لتكون ضمن
الوقت الممنوح لهم.
اما في البرامج
الحوارية فالامر يختلف بعض الشيء وإن يلتقي في الاتصال المسبق مع الضيوف واعلامهم
بموضوع الحلقة والمستضافين الآخرين وعلى المقدم عدم الاطالة في طرح الاسئلة .
وعادة ما تكون مدة هذه البرامج بين نصف ساعة وساعة وان شذت مددها في بعض البرامج
الى اكثر من ذلك .
وهنا يجري اختيار
عدد المستضافين فلا يتجاوز عددهم اكثر من اثنين في برامج نصف الساعة على ان يكونا
من اتجاهين مختلفين ويعطيان مساحة واحدة من الوقت لمداخلاتهما وهما في الغالب
يعقبان على حدث آني . اما في البرامج ذات الساعة من الوقت فيمكن ان يتراوح عدد
المستضافين بين ثلاثة واربعة على اكثر تقدير حتى يتاح وقت كاف لابداء كل واحد وجهة
نظره من الموضوع المطروح وقد يكون اثنان منهما يمثلان وجهة نظر متشابهة والثالث
والرابع على نقيضيهما او يكون لكل واحد منهم وجهة نظر مختلفة عن الاخر.
اما دور مدير
الحلقة او مقدمها فلا بد له ان يعد الاعداد المسبق والجيد لموضوع حلقته ويكون ملما
بكل ما قد يطرح او يدور في الحلقة و على المقدم ان يضع اسئلته في محاور محددة
يحاول ما استطاع ان يعطى كل محور الوقت المخصص له وكذلك الوقت المتساوي لكل ضيف
وان لا يزج بوجهة نظره الخاصة حول اي محور من محاور الحلقة الا اذا اخطأ مشارك في
معلومة ما فيصححها فقد حصل في حلقة قدمتها
حول الرؤية المحتملة لرئيس اميريكي منتخب
حول الشرق الاوسط ان قال احد المستضافين عن كولن باول بانه افريقي الاصل فصححته
بلباقة بانه جاميكي الاصل ولا ينحاز المقدم بشكل واضح الى اي من
المتحاورين وان يعيد المستضاف او
المستضافين الى موضوع الحلقة اذا ما خرج
او خرجوا عن اطاره وان يكون حكيما في ادارة حلقته وان لا يسمح وبادب وهدؤ ان يجري
تطاول او تجريح او شتم من قبل اي من المستضافين.
وعليه وعلى مخرج
الحلقة ان يكونا مستعدين لاخذ فاصل دعاية او ترويج اذا ما خرج الحوار او النقاش
الى مرحلة تنابذ او اشتباك بين المتحاورين .
في بعض المقابلات
تكون اجابة الضيف على الاسئلة مقتضبة وهنا على المذيع ان يكون لديه كم من الاسئلة
تتناسب وطول مدة البرنامج.
ويجب اختيار ضيوف
البرامج الحوارية بعناية ودراية . فمنهم من يبعث السأم والملل في نفس المشاهد او
المستمع ومنهم من يشده ويثير اهتمامه لذا لا بد من اختيار المستضافين بعناية فائقة
فالحلقة الجيدة هي بجودة اختيار الضيوف .
المذيع اللبيب هو
الذي يداهم الوقت ولا يداهمه الوقت فالمداهمة تكون بهزة ارضية او حدث مفاجيء.
وامر آخر مهم وهو
ان على المخرج التلفزيوني ان لا يكرر الصور المصاحبة لموضوع الحلقة اكثر من مرة او
مرتين وغير متتاليتن في مساحة من الشاشة اكبر من مساحة صورة الضيف فنرى احدهم يهبط
من على سلم طائرة عدة مرات او يسعل احدهم فيتكرر سعاله حتى يبدو وانه مصاب بانفلونزا
حادة .
واذا لم يكن هناك
لقطات اخرى لم تظهر في التقرير فيتم وضع صورة الضيف كاملة على الشاشة .
واحببت في هذا
المقام ان اشير الى لقاء حضرته مع نخبة من الاعلاميين والدبلوماسيين في مطلع
التسعينات من القرن الماضي مع الرئيس الاميريكي الاسبق جيمي كارتر تناول الاوضاع
في المنطقة . وسأله احدهم سؤالا اسهب في اطالته فما كان من كارتر الا ان طلب من
السائل بخبث ان يعيد السؤال !!
شرح الصورة: المرحوم محمود الشريف والكاتب الصحفي رامي خوري والرئيس كارتر وصاحب
المقال والدبلوماسي عمر الرفاعي




