*
الجمعة: 19 ديسمبر 2025
  • 12 يناير 2013
  • 13:22
quotخليها على اللهquot
quotخليها على اللهquot
خبرني- فرح مرقه حتى العاصمة، لا يزال فيها من يدعون ربهم بعد كل صلاة ليصلهم لتر كاز، أو جرة غاز.. فأسرتان عمانيتان، تنتظرن رحمة الله وما قد تجود به نفوس أهل الخير. فالأسرتان لا يجمعهما شيء سوى الحاجة، والظروف الصعبة.. والتي تحاولان التغلب عليها، قبل "لا سمح الله" أن تفقد أمّ أبنائها أو أب بناته.   منزل متهالك مهدد.. وخليها على الله ! فلا زال أبو أحمد ذو السبع أطفال يردد "خليها على الله.. والشكوى لغير الله مذلة" منذ شعر بأنه غير قادر على تأمين طلبات فتياته الخمس وشقيقيهن، خصوصا وأن الشتاء "له متطلباته.. والدفئ غالٍ". وكان أبو أحمد ذو كشك صغير في جبل الحسين، يؤكد أنه من عمله فيه كان قادرا على إعالة أسرته "وتأمين كافة متطلباتهم دون الحاجة لأحد"، إلا أن هدم كشكه ومصادرة موجوداته، جعلت منه هذا الرجل الذي تكاد عيناه تغرق بالدموع "لولا عزة النفس". ويسعى الرجل لإيجاد عمل يعيل به أبناءه، فهو منذ 15 عاما لم يكن لديه إلا كشكه الصغير، والذي بات يقضي يومه بعد هدمه، جالسا قبالته يحدّق بالمارّة ويفكر "لو كان كشك القهوة خاصتي لا يزال موجودا لكان كل هؤلاء زبائني". أما في الأجواء الباردة، فلا يجد السائل في منزلهم أثرا لدفئ، إلا ما يصدر عن تجمّع أنفاسهم في الغرفتين التي يسكنون، متناسين ما يقطر عليهم من مياه سببتها رداءة البناء واهترائه. ولم تسلم ساحة بيت أبو أحمد- إن صحت تسميتها بساحة- من فيضانات العاصمة التي كانت منذ يومين، فالمياه أغرقت الحصائر والفتيات والفتية متجمدون، "ناهيك عن مطالبة صاحب المنزل لنا بالإخلاء بسبب ما تراكم علينا من إيجار".   الغداء والعشاء: بطاطا أيضا ! من جهتها، لاتشكي أم عمر حالها إلا همسا، فأولادها الأربعة في الغرفة وزوجها المريض لا يجد عملا" فسوق البناء واقف.. والطلب على العمال شبه معدوم". ويتدثّر أطفال المرأة طوال الشتاء بأغطية بالية "جاءت من حيث جاءت"، إذ ليس لدى الأسرة ما يهوّن علها برد الشتاء. وتسخر المرأة حين تسألها عن الطعام الذي يأكله أطفالها والذين من بينهن طفلة بحاجة لغذاء خاص، قائلة "لقد عقدت اتفاقية مع بائع الخضار القريب، فبات يخبئ لي كل البطاطا الصغيرة التي لا يشتريها الناس، وأمرّ عليه في آخر كلّ يوم لأشتريها بسعر أقل قليلا من السوق، وهي غذاؤنا". وعلى الرغم من حالة طفلتها التي لا تسمح لها بتناول النشويات إلا أن والدتها تقول "هي تبرد كإخوتها وتأكل مثلهم، ودواؤها مكلف فلا أستطيع في كثير من الأحيان تأمينه.. خليها على الله". وتقبع في منزل الوالدة صوبة كاز وحيدة، كأنما وجدت فقط للزينة، "ولا أظنها تعمل فهي منذ زمن لم تشعل.. ونحن منذ فترة نسينا أنها هنا". للمزيد من المعلومات الرجال الاتصال على مكاتب "خبرني" 0796504448  

مواضيع قد تعجبك