كان الأردن قد ألغى
الخدمة العسكرية الإلزامية خدمة العلم في مطلع تسعينيات القرن الماضي وذلك تزامناً
مع توقيع معاهدة السلام مع الدولة المحتلة (وادي عربة ١٩٩٤). حيث كان الأردن قد
بدأ العمل بالتجنيد الإجباري عام ١٩٧٦ بموجب قانون خدمة العلم والخدمة الاحتياطية،
حيث يُكلّف بخدمة العلم كلّ أردني ذكر أكمل الثامنة عشر من عمرة ولمدة عامين،
ويعفى من خدمة العلم من تأجلت خدمته لمدة ثلاث أعوام متتالية لأسباب صحية وكذلك
الإبن الوحيد.
وفي العام ٢٠٠٧ قررت
الدولة الأردنية إعادة تفعيل خدمة العلم لمدة ثَلاثَة أشهر فَقَط، حيث كان الهدف
آنذاك تزويد السوق المحلي بالمهارات الفنية والتقليل من البطالة أيضاً، لكن الدولة
جمّدت العمل بقانون الخدمة العسكرية إلى شعار آخر. والسؤال هنا هل إعادة خدمة
العلم حاجة ضرورية ومِلحّة؟؟ وللإجابة عن هذا السؤال دعونا نستعرض أهم الأسباب
التي أدت الى تصاعد الدعوات في الأوانة الأخيرة لإعادة خدمة العلم في الأردن.
الأسباب الاجتماعية:
- تقويم سلوك الشباب وتعديله ووقف الانحرافات التي تجتاح صفوفهم.
- أبعاد الشباب عن التقليد الأعمى للمجتمعات الغربية وذلك من خلال
صقل الشخصيّة والانضباط.
- الشباب هم اللبنة الأولى
لنشأة جيل واع قادر على درء الخطر وتحمل المسؤولية الاجتماعية تجاه الأسرة.
- ترسيخ قيم المواطنة في سَبِيلِ الدفاع عن أرض الوطن، والاعتزاز
به، وبث روح الانتماء.
الأسباب الاقتصادية:
- التخفيف من ظاهرة البطالة والفقر وذلك من خلال تشغيل العاطلين عن
العمل،
- استخدام المجندين بعد الانتهاء مِن خدمة العلم، كقوى عاملة في
المجتمع بسبب الخبرات التي تم اكتسابها.
- توجيه الكفاءات المتخصصة من المجندين ذوي المستوى التعليمي
المتميّز لرفد الاقتصاد الوطني.
الأسباب السياسية:
- بسبب عدم الإستقرار في دول الجوار والتهديدات الحالية التي قد
تنذر بالحرب، فالشباب هم خط الدفاع الأول عن الوطن علاوة على دعم المؤسسات
العسكرية بقوات متوسطة التأهيل تعمل كصف ثان للقوات المسلحة.
- عدم أستغلال الشباب والتغرير بهم للانضمام للجماعات الإرهابية.
- تنمية الحس الوطني
وتنمية الشعور بالمواطنة عند الشباب من خلال الشعور بالمساواة. نستنتج ممّا سبق أن
إعادة خدمة العلم باتت حاجة ضرورية للشباب حيث أنها تؤهلهم لتحمل المسؤوليات،
إضافة للتكوين المعنوي لدى الفرد من خلال الدروس والمحاضرات حول القضايا السياسيّة
والاقتصادية، وتعويده على العمل وفهم معنى الانضباط، وتوطيد العلاقات بين مختلف
فئات الشباب الاجتماعية والثقافية والفكرية، وأركز هنا على الاختلافات الاجتماعية
والجهوية والعنصرية، حيث أن المؤسسة العسكرية كفيلة بذلك، داعين المولى عز وجل بأن
يحفظ شباب المملكة.




