بداية الاردن المعاصر كانت في معان ، يوم
استقبل( المعانية ) الأمير المؤسس ،لتشهد المدينة انطلاقة ميثاق تاريخي وأدبي ،
انعقدت عراه بين الأردنيين والهاشميين، قوامه ثوابت الأمة وأهدافها،وكينونته
وحاضنته دولة أردنية يعربية يكون للهاشميين بها الصدارة وللأردنيين الريادة .
اما
الحويطات فهم بحق من أوائل من أطلقوا رصاص المجد، رصاص النهوض العربي المعاصر ...
فما أن أعلن البطل عوده أبو تايه انضمامه للثورة العربية الكبرى، اثر اللقاء الذي
جمعه بفيصل الأول في منطقة الوجه ، شمال الحجاز..حتى قال لورنس : ( الان اكتملت
الثورة بعد أن أصبح لها قائدها " الأمير فيصل بن الحسين"، وأصبح لها
محاربها "عوده ابو تايه "(. وتشير يوميات الثورة إلى ان انضمام "عودة "إليها ،كان عاملا
محفزا للقبائل الأردنية بل والعربية على امتداد بلاد الشام، لآن تلتحق بثورة العرب
وقائدها الشريف الحسين بن علي . وقرأنا فى التاريخ ان" الحويطات والمعانية" معا ،ابقوا على
علم المملكة السورية ، برغم سقوط دمشق بيد الفرنسيين بعد معركة ميسلون .
( 2)
هذه هي
معان وهؤلاء هم الحويطات ، باقون إلى اليوم ، على عهد مثل وقيم الفروسية والانتماء
.هذا ما اعرفه من قبل ، وهذا ما لمسته مع فريق الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة
،الذي مكث مؤخرا لبضعة أيام فى المنطقة بين معان والحسينية وشارك بحوارات معمقه مع
سياسيين وحراكيين ونقابيين ونخب وشيوخ ورجال أعمال ونواب ومثقفين وتعاونيين ونساء
قاسمهم المشترك الذي يجمعهم هو الوطن ومصلحته العليا.
ان مطالبهم ليست بالمستحيلة ،بل واقعية ويمكن التدرج بتحقيقها ، يسعون
إلى تحسين شروط حياتهم القاسية فى ظل بطالة مستفحلة وفقر مغرق فى اللؤم والتمدد . ان من
المعيب ان نسمع اتهامات عارية عن الصحة، يحاول بعض العاجزين عن الفعل إلصاقها
بالأهل، وهم وقود الوطن وذخيرته الحيه، حين تشتد المحن( فينتخي رجال وينكص آخرون( . وهي على
اية حال اتهامات تتعارض مع منطق التاريخ وتحاول تشويه صورة الأردني لغايات غير
شريفة تستهدف الوطن وبنيته ومستقبله ..
(3)
وبعد . مطلوب أيها السادة الخروج إلى الميدان كما يلح جلالة الملك على
المسؤولين.
مطلوب
حوار مستفيض مع المواطنين في قراهم وبواديهم، وان يقف المعنيون على احتياجات الناس
واولوياتهم ، وان تتوقف سياسة إدارة الظهر وعدم الاكتراث التي يبرع بها البعض،
مطلوب أيها السادة ان يتوقف سيل اتهام الناس كبلطجيه أو قطاع طرق أو تجار ممنوعات
..! مطلوب أن تسود لغة الحوار لأنها سبيلنا لان نعيد لمواطنينا راحة البال وننزع
فتيل التوتر والقلق ..فهل نحن فاعلون ؟!




