*
الجمعة: 12 ديسمبر 2025
  • 02 فبراير 2022
  • 18:33
الكيلاني يكتب الدستور يتشح بالسواد
الكيلاني يكتب الدستور يتشح بالسواد

كتب : المحامي عبد الكريم الكيلاني 

كيف لا ؟؟؟

فقد ترجل  فارس الدستور ومغوار مغاويره   (محمد الحموري ) اعتنق مبادئه اعتناقا (فالامة مصدر السلطات ) يخوض لاجلها معاركه ولا  ينازعها في ضميره منازع .

تنفس اعظم النظريات  فتنقل من المارد (لهوبز ) الى الحكومة المدنية (لجون لوك ) فالعقد الاجتماعي (لجان جاك روسو ) 
ليرسي في دراساته التي لا تحصى اصل قاعدة المشروعية في اخضاع الحاكم و المحكوم  لحكم القانون على السواء .

  لم  يستوطن  الدستور عقله ، بل وجدانه كله ، فاصبحت جمله وعباراته التي نثرها في عشرات المقالات ،  تلحق بمواد الدستور  حيثما تعلقت بحقوق  الاردنيين وواجباتهم ، فالقوانين الناظمة لهذه الحقوق لا تمس جوهرها  الدستوري و يجوز ان تفرغها من مضمونها .

كان ابن عصره وسابق عصره .
حذر في مرحلة من المراحل ، من هيمنة المجال الامني على السياسي بل و القانوني ايضا ،  الامر الذي كان محلا لتوجيه ملكي لدائرة المخابرات العامة ( للعمل كل  حسب اختصاصه بعد انجاز المؤسسات صاحبة الاختصاص الاصيل اسباب التمكين ) 

كما كان بالمرصاد لاي تشويه يعتري النظام البرلماني او يستهدفه ، فتكلم مبكرا عن ظاهرة الرشى السياسية التي
جاءت التعديلات الدستورية الاخيره  لتحد منها ، و من امثلة  ذلك حظر منصب الوزير  على اعضاء مجلس النواب . 

لم يترك فقيهنا الراحل المشتغلين بامر الاصلاح في حيرة فله دراسة هامة  ( من اين وكيف نبدأ) .
و لكن عشقه للدستور لم يقف عند البدايات ، فتكلم  حتى عن (توظيف الحب في الاصلاح الدستوري ) في 
اقتباس من سيرة العائلات الملكية البلجيكية و البريطانية .

تكلم عن الملكيات الدستورية التي استقرت قرونا من الزمن ،ليجلب لنا افضل  التطبيقات  في الملكيات الديمقراطية العريقة  ، لانه   كان مؤمنا بان هذا هو سبيل النهضة بالمملكة قولا و فعلا .

الف كتابا هاما عن الحريات الاسيرة ، وقد ادرك ان سياسة الحكومات في الهيمنة 
على الاعلام و الصحافة لا تجدي،  لان فضاء التعبير اكبر من الحكومات و لاغنى عن الحرية .

ما اوفيناك حقك ايها الكبير ، و لكن حسبنا ان نقول لئن كان على هذه الارض حملة المباخر الذين حذرت منهم،  فعلى  هذه الارض ايضا حملة مشاعل ووُرَّاث مُحمَّديون .

مواضيع قد تعجبك