*
الاحد: 28 ديسمبر 2025
  • 17 نوفمبر 2016
  • 20:47
العنصرية
الكاتب: د. أيمن أبورمان
العنصرية
الدكتور أيمن أبورمان يكتب عن العنصري: خاص بـ"خبرني" في مدينة سيول يسألك الكوري عن "عمرك" قبل أسمك في اللقاء الاول لكي يتحدث معك بلُغه تليق بعمرك، أما في المجتمعات العربية فيسألك عن "اصلك" وقبيلتك، ليقرر من خلالها كيفية التعامل معك، ودرجة أهميتها. حيث أن طريقة التعامل وفرز الناس على أساس الأصل أو الحسب والنسب أو الجنس تسمى ( التمييز ) وهي من ماز الشيء أي عزله وفرزه، إذ أن هناك مظاهر عدة للتمييز العنصري، فقد كان التميز عند العرب في الجاهلية قائم على التفاخر بالأحساب والانساب، واستعباد البشر. أما عن العنصرية ما هي إلا إيديولوجيا أو نظرة تجعل معتنقها يشعر بالتفوق للعنصر البشري الذي ينتمي إليه، وينشأ عن هذا الشعور سلوك عنصري، وهي نظرة تقوم على الإعتقاد بوجود تفاوت بين الأجناس، واعتبار جنس معين هو أعلى من سائر الأجناس، مما يبرر له الهيمنة على الآخرين، وان المعاملة الطيبة يجب ان تقتصر على فئة معينة دون سواها، وأن تلك فئة لها الحق في أن تتحكم بحياة ومصير الأعراق الأخرى. حيث ظهرت أعمال العنصرية في العصر الحديثِ وكان أكثرها انتشاراً في الغرب من خلال تجارة الرقيق التي كانت تُمارس عادة ضد الأفارقة السود. أما على الصعيد العربي والداخلي فإن العنصرية والتمييز لها أشكال وصوراً عديدة ومنها: - العنصرية الفرديّة: والذي يكون تجاه فرد بعينه، وأي عمل يؤدي إلى عدم المساواة في المعاملة بين شخص وآخر. - العنصرية الطائفيّة: والتي تكون بتمييز مذهب عن اخر أوديانة عن اخرى. - التمييز القانوني: والذي يشير إلى "عدم المساواة في المعاملة، وذلك بحجة الانتماء إلى جماعة معيّنة، ويستخدم في ذلك حكم القانون. حيث أن "الفصل العنصري" من ابرز الأمثلة على التمييز القانوني. - التمييز المؤسسي: والتي تكون من خلال التمييز المؤسسي وذلك بعدم المساواة في المعاملة المترسخة في المؤسسات الإجتماعية الأساسية، مما يؤدي إلى إفادة مجموعة واحدة على حساب مجموعات أخرى. . وعلى الجانب الآخر فإن للعنصرية والتمييز صور عديدة ومتنوعة بتنوع المشهد العام، والذي لا يكاد أن يخلو من اي مجتمع ولٌكن تتفاوت حسب مستوى طبيعة النمو الثقافي والحضاري للمجتمعات، ودرجة التعليم، وقبول الآخر، ولكي يصبح لدينا مجتمع قوي وخالً من الفتن والعنصرية يجب أعتماد المساواة كأساس لقوتة وذلك من خلال المنطلقات التالية: - البشر يولدون أحراراً ومتساوون ولا ينبغي التمييز بينهم لأي اعتبار. - تنمية الأمم والشعوب والمجتمع لا تتم إلا من خلال العلاقات الودية والسلمية، والوئام بين الأشخاص الذين يعيشون جنبا إلى جنب، حتى في داخل البيت الواحد. -أن وجود الحواجز العنصرية، يشكل أمرا منافيا للمثل العليا لأي مجتمع إنساني. - التمييز بين البشر بسبب العرق أو اللون أو الجنس يمثل عقبة حقيقية في سبيل تنمية البلد ويجعلة هش امام أعدائه. واختم هنا بالقول بأن للمثقفين والأستاذة وعلماء الدين دوراً في التوعية لمخاطر العنصرية ومحاربتها وذلك للنّهوض بالأمة الأسلامية والعربيّة. حيث ان النسيج الوطني اكبر من نادي لكرة القدم، أو كتابة مقال يحض على الكراهية، أو متعصب وجاهل لا يعي ما يقول. وكما قال رسول الله صَل الله علية وسلم (لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى) صدق رسول الله، حديث صحيح.  

مواضيع قد تعجبك