*
الاحد: 28 ديسمبر 2025
  • 24 أكتوبر 2009
  • 00:00
العلماء يرفضون قرار سفر المرأة دون موافقة زوجها
العلماء يرفضون قرار سفر المرأة دون موافقة زوجها
خبرني - أثار قرار المحكمة الدستورية في الكويت الثلاثاء الماضي بمنح النساء حق الحصول على جوازت سفر وحق السفر من دون موافقة مسبقة من الزوج جدلاً ولغطًا واسعين في الأوساط السياسية والدينية، ففيما رأى البعض أن القرار أمر سياسي خاص بدولة الكويت مع عدم جوازه اعتبره آخرون بأنه امتداد لمسلسل الانحلال والتغريب الذي يمارسه بعض المغتربين على الشعوب العربية, وفق ما نشرت صحيفة الراية القطرية السبت . يقول الشيخ عبد السلام البسيوني أحد الدعاة البارزين في قطر ل الراية: خروج المرأة دون إذن زوجها استهانة بقيم الحياة الزوجية، وليس للقوانين أن تستخف بشرع الله أو أن تزيله، وأكَد أن خروج المرأة من بيتها دون إذن زوجها لا يجوز في الشرع الحنيف، واستغرب ذلك متسائلاً : إن علمائنا اختلفوا في سفر المرأة إلى بيت الله دون إذن زوجها هل هي آثمة أم لا، فكيف إذا سافرت بغير إذن زوجها في غير ذلك؟.. ويرى بسيوني أن هناك فريقا من بني جلدتنا يدعو الى السفور والانحلال وتفكيك عرى المجتمعات الإسلامية بدعوى منح المرأة حقها، وإعطائها ما نصت عليه الحريات الشخصية، تماما كالدبة التي قتلت صاحبها . وقال ان دعاة الانحلال يعتبرون دائما أن المرأة الغربية هي المثل الأعلى للمرأة المسلمة، فهم يريدون سلخ المرأة من قيمها، مؤكدا أن هذه المرأة الغربية أصبحت مهانة على كل المستويات، مهانة في جسدها، مهانة من عقلها، مهانة في شكلها. وتابع: إن أيديولوجية الغرب غير أيديولوجيتنا، ومعطياتهم ليس كمعطياتنا، فنحن محكومون بإسلامنا، وإن لم ننصع إليه خسرنا الدينا والآخرة. وحذر البسيوني من أن الحضارة الغربية حضارة جميلة وصورتها براقة وخلاقة، ولكنها ليس حضارتنا وليست من معطياتنا ، وتساءل: هل تعني الحرية أن تدفع امرأة غربية عجوز - تعمل عاملة للنظافة - عربة كبيرة للقمامة لتقتات منها؟، قائلا: هذا ما يحدث في بلاد الغرب. وعما اذا كانت الشريعة تقيد الحريات الشخصية، قال البسيوني إن الشريعة لا يمكن أبدا أن تكبت الحريات، مؤكدا أنه لا بد من التفريق بين الحرية الشخصية التي يحترمها الشرع وبين الحرية المطلقة التي من شأنها تدمير القيم والأخلاق ونشر الفوضى، وشدد على أنه لا يوجد في العالم بلد يطبق هذه الحرية التي يأمر الغرب شعوبنا بها. وتساءل: كيف يثير الفردُ منَّا ضوضاءً بالليل ويقول إنها حرية، أو أن يمشي عاريًا ويقول إنها حرية، أو يسب الآخرين ويؤذيهم ويقول إنها حرية؟. وأكد أنه لا يجوز اعتداء الحرية الفردية على حرية الجماعة، فحفظ الدين مقدم على حفظ النفس، لذلك يأمرنا ديننا بالجهاد في سبيل الله حمايةً للدين، لأن الدين مقدم على النفس، فإذا جائني ما يضر ديني رفضته وإن كان على غير هواي". في السياق أشار البسيوني إلى أن هناك في العالم العربي تابوهات (محرمات) ثلاث، الدين والجنس والسياسة، إلا أنه تم هدم تابو الجنس تحت مسمى الفن والإبداع، وهدم تابو الدين تحت مسمى الحرية الشخصية، أما تابو السياسة فهو كالإله الذي لا يجوز معارضته، وكثير من هذه القوانين واللوائح تفرض على الناس من هذا الباب. من جانبه يقول الداعية الشيخ محمود القاسمي: إن إقرار دولة الكويت لهذا القانون بمنح النساء حق الحصول على جوازات سفر وحق السفر دون موافقة مسبقة من الزوج، أمر داخليٌّ بدولة الكويت وشعبها، وكذلك أمرٌ خاصٌّ بالمحكمة الدستورية الكويتية، ولا دخل لنا في ذلك، واستدرك: على الرغم من ذلك إلا أن خروج المرأة وسفرها دون إذن زوجها حرام شرعًا بحسب ما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وبحسب ما هو ثابت في دين الله، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رُوي عن ابن عمر رضي الله عنه قال : أتت امرأة إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله، ما حق الزوج على زوجته؟ قال "حقه عليها ألاّ تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن فعَلَت لَعَنَتها ملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع إلى بيتها أو تتوب" قيل يا رسول الله، وإن ظَلَمَها؟ قال: وإن ظَلَمَها." وشدد القاسمي على أن عواقب مثل هذه القوانين ستكون وخيمة، وستجلب التسيب والانحلال في بلادنا، وستخلق تمردًا وتبجحًا من قبل الزوجات على أزواجهنَّ، وستفتح الباب على مصراعيه أمام الفتن، وسيؤدي كل ذلك بدوره إلى تقويض الحياة الزوجية بكاملها، وأكد أنه لا يجوز على الاطلاق عصيان المرأة لزوجها داخل البيت، فكيف إذا عصته خارجه؟ وتساءل: ماذا يتبقى للزوج إذا خرجت المرأة دون إذنه؟. وقال ان الحرية الشخصية لا تعني التسيب والانحلال، مؤكدا أن الإسلام يحفظ حريات الناس ولكن بقيوده وقوانينه. وأردف: هل تعني الحرية أن يخرج الرجل السكير ليشرب الخمر ويقول إني حر؟ أو يقف الشاب لمعاكسة النساء في قارعة الطريق ويقول إنى حر؟ أو يأتي شخصٌ ويدخن في وجوه الناس ويؤذيهم ويقول إنها حرية ؟. بدوره يرى د. محمد السعدي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الأصل في المسألة هو رأي الجمهور الذي يمنع المرأة من السفر دون محرم، فإذا كانت المرأة ليست تحت ضرورة ملجئة فعليها التخلي عن هذا السفر المؤدي إلى الوقوع في هذا المحظور، لكنه استدرك يقول: أما إذا كانت المرأة تحت ضرورة ملجئة وتحتاج لهذا العمل لنفع نفسها وبيتها وأسرتها ولا تستطيع أن تتخلى عنها، فيسعها قول من أجاز لها السفر دون محرم مشترطا عليها وجود الرفقة المأمونة ووجود الأمن وانتفاء الريب، وإلا حرم سفرها. وأشار السعدى إلى أن المالكية والشافعية أجازوا للمرأة أن تسافر للحج الواجب مع الرفقة المأمونة، وهناك من العلماء من استثنى صنوفًا من النساء أجاز لهن السفر بلا محرم، وهناك من لم يستثن، فقد استثنى المالكية المرأة العجوز التي لا تشتهى، واستثنى غيرهم أن تسافر المرأة مع نسوة ثقات في رفقة مأمونة، كذكلك أجاز الداعية فضيلة الشيخ د. يوسف القرضاوي، للمرأة السفر من غير محرم عند الأمن ووجود الثقات. ويستشهد السعدي بحديث للرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم" فقام رجل وقال إن امرأتي خرجتْ حاجّة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال انطلق فحج مع امرأتك " (متفق عليه). وقد أخذ العلماء من هذا الحديث أن الأصل حرمة سفر المرأة دون محرم للأحاديث الكثيرة في النهي عن ذلك، وقد اختلف العلماء في المرأة تحتاج للسفر بلا محرم هل يمكنها السفر أم لا؟ أما الداعية الشيخ أحمد محمد البوعينين فيؤكد أنه لا يجوز سفر المرأة مسافة 80 كيلومترا فأكثر إلا مع ذي محرم، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يومين إلا مع ذي محرم، وبذلك سفر المرأة بدون محرم فيه إثم عليها، واستدرك قائلا: إلا أن هناك من العلماء المتأخرين والمحدثين من رخص للمرأة السفر إذا آمنت الطريق، أو كان معها صحبة من نساء ثقات، وشدد على أنَّ كل هذه الأحكام الشرعية لها أدلتها المستندة على مقاصد الشريعة وأهدافها.

مواضيع قد تعجبك