التاريخ: 2021-02-18 الوقت: 02:48 PM
العقل القانوني للدولة

من هو عقل الدولة القانوني ؟؟
وهل مازال يعمل ؟ ؟
ارجو ان تقرأ المقال لآخره ربما تصل لإجابة .
عرفانا ، استذكر قاضي محكمة التمييز المرحوم محمود دهشان الذي اجتمعت به قبل سنوات في الجمعية الخيرية الشركسية ،و دار الحديث عن قضية اثارت الرأي العام حينها قضية ( اراضي الجبيهة ) .
، فاخبرني القاضي الجليل ان قضية مشابهة عرضت على القضاء اثناء عضويته لمحكمة التمييز ، و كان هناك نقاش بين الاعضاء حول اثر الحكم بابطال بيع اراض تقع على مئات الدونمات وما ضمن ذلك من بيوع لاحقة ، وسريان الحكم القضائي على البيوع باثر رجعي من تاريخ صدوره ،ومخاطر ذلك اجتماعيا و اقتصاديا.
فبلغنا، و الكلام للقاضي ، همس ، من المرجعية الاعلى للسلطات في الدولة ، ان استقرار العقود و المعاملات على عشرات السنين هو الاولى بالرعاية .
وهكذا استقر الرأي لدى القضاة ، و صدر القرار برد الادعاء ببطلان البيوع .
ليس هذه الحادثة مثالا على التدخل بل هي مثال ان الحكم ، يراعي ما وراءه من تبعات .
اسوق هذا المثال ، واستحضر المثال الاخر الذي احدث زلزالا في منطقة الجبيهة ، لولا استحالة تنفيذ حكم البطلان ، كما جاء في كتاب لمدير دائرة الاراضي، وهي القاعد القانونية التي أرى ان المحاكم هي الاولى بتطبيقها .
.
و لا حقا تم تعديل القانون للحد من الطعون وتقييد ذلك بمدد قصيرة حماية للاستقرار في سوق العقار .
العقل القانوني اذا ، خبرة واسعة المجال و الافق ، وهو اداة الاستقرار التي تقي من الصدمات و النكبات اقتصادية ام اجتماعية ام سياسية ربما و لكن جذورها قانونية .
العقل القانوني ليس القاضي وحده ، و ليس البرلمان وحده ، و ليس العقل التشريعي في الحكومة بل هو مجمع ذلك كله، وهو مؤسسة جماعية تعني : (فقه الحكم) ، بكل اركانه وخبراته وسوابقه، وعصب كل ذلك ، النظرة المقاصدية لنتائج القرارات ومآلاتها .
مؤسسة العقل القانوني ، تعمل بتعاون او تكامل او تشاركية ، سمها ما شئت ، مادام معيارها الاستقرار ، و الشعور بالثقة.
ليس ذلك ( فلسفة زايدة ) .
فاذا كان لا بد من اجابة على سؤاليّ المقال ، فالاجابة في تكمن هذا المعيار (الاستقرار و الثقة ) .
فاذا توافر الاستقرار و الشعور بالثقة فان الاجابة نعم العقل القانوني مؤسسة جماعيًا تعمل بكفاءة .
واذا سادت الفوضى ، و انعدام الثقة -لا قدر الله -فان الاجابة ،ماكينة العقل القانوني معطلة .
ملاخظة اخيرة :صورة المقال تبدو لا علاقة لها بعنوانه ، لكنها الطريقة التي وجدتها ، لاعبر عن شكري و اعجابي ، بمراقب موقع جبل القلعة ،الذي اكتسى بالثلوج ،فاباحه المراقب للعامة رغم عطلته ورغم عناءه، كما فعل نشامى الاردن في كل مواقعهم ليبقى الاردن آمنا مستقرا ، وبمعزل عن الاجابة حول حالة العقل القانوني للدولة .