خاص بـ"خبرني"
الكلمة الإنجليزية "Spring"،تترجم إلى كلمتين في اللغة العربية ، وهما : الربيع والزنبرك، رغم أنها تكتب بذات الأحرف، إلا أنها تحمل معنيين مختلفين ..
هذه الكلمة "Spring" ترددت كثيرا لارتباطها بما حدث في الوطن العربي من ثورات وصفت بالربيع العربي، وهي تسمية أمقتها كما يمقتها العديد من الوطنيين والقوميين لما حملته من أهوال وهدر للحضارات،واستنزاف وقتل لأرواح الأبرياء .
وأرى أنه من المعيب إطلاق تسمية " Spring" ،أو الربيع على ما يحدث في بلداننا العربية،فهي تسمية لا تمت لهذا الفصل بصلة،فهذا الربيع زهوره متفتحة وأغصانه يانعة ، ونسائمه عليلة، ويميل فيه الطقس إلى الاعتدال واللطف،فكيف لنا ولمن أطلق هذه التسمية أن يشوه كل هذا الجمال ليربطه،بالفوضى والدمار والقتل،إن أقل ما يمكن أن يقال عنه قصر النظر للعرب ومن وراء هذه التسمية.
فإذا عدنا لأصل هذه التسمية، فالحديث يدور أن المخابرات الأمريكية، هي من أوجدت هذا المصطلح وأطلقته على الأحداث المؤلمة التي دارت وتدور في المنطقة، ولكن لو تأملنا التسمية بإمعان لوجدنا أن المقصود منها، " Arab Spring " ، أي حرفيا باللغة العربية تعني " الزنبرك العربي "، إلا أن قصر نظر العرب وضيق الافق لديهم ، وقليل من السذاجة جعلتهم يأخذون الجانب الايجابي لترجمة التسمية " الربيع العربي "، بالرغم أن ما يحدث من دمار لا يمكن أن يرتبط حتى في فصل الخريف .
وتأكيدا على أن المصطلح يقصد به " الزنبرك العربي "، فإن القفز السريع والعالي من مكان لآخر،ونقل صور الدمار من منطقة لأخرى،لهو دليل على دقة التسمية الأصلية للثورات العربية ،فالزنبرك ينتقل بسهولة بطريقة القفز السريع ، وله قدرة على الحركات الارتدادية التي تزيد من فاعليته وسرعته .
ولو طبقنا ذلك على ما يحدث على الساحة العربية، سنجد بأن حركة الزنبرك بدأت من تونس لتنتقل بدورها إلى مصر ..فاليمن ..فليبيا ، والآن في سوريا، عدا عن حركاتها الارتدادية من مظاهرات ومسيرات مطالبة بالإصلاحات في الكويت والبحرين والسعودية،ولا ننسى الأردن والعديد من الدول العربية التي تحاول أن تحتوي الدائرة وتضيقها أمام حركة الزنبرك " الفعيط ".
إنها فعلا ثورات تنتقل بحركة زنبركية سريعة بين الدول العربية ،فحتى العيون عجزت عن ملاحقة حركتها وانتقالها غير المنتظم بطريقة من الصعب استيعابها،وأصبحت الصورة تصل إلينا مشوشة.
هذه الكلمة وأصلها ومعناها وتحليل ما يتعلق بها،جعلتني أفكر مليا، وأنا أسمع حديثا لأحد الوافدين إلى البلد، الذي أخبرني بأنه تلقى رسالة مفادها ضرورة ترك المنطقة قبل منتصف فصل الصيف المقبل، وأستغرب ذلك!
وأجد لزاما علي أن أقول: أوقفوا ذلك الزنبرك اللعين ، قبل أن يأتي فصل الجمال والدلال، موسم الورود المتفتحة ذات الروائح المنعشة،فتسر الناظر إليها وتدخل إلى قلوبنا الفرح والسرور، ونتنشق رائحتها العطرة ، ونملي أبصارننا بألوانها الزاهية وخاصة الأحمر منها، دون أن تذكرنا بلون الدم.
" الربيع " في اللغة العربية لا يحمل إلا معنى واحدا..
ولا يقبل القسمة على الزنبرك..
فلنعد التسمية إلى من أطلقها ، ونوجه ذلك الزنبرك الذي قصدوه اليهم..
[email protected]




