خبرني - كشفت قناة "الجزيرة" القطرية عن معلومات خطيرة عن أحداث عبرا، التي وقعت بين الجيش اللبناني، وجماعة الشيخ أحمد الأسير في العام 2013 في برنامجها الاستقصائي ، ما خفي اعظم.
وخلال البرنامج قال الشيخ أحمد الأسير المعتقل في سجن رومية في لبنان إن ما جرى في معركة عبرا الدامية في صيدا جنوبي لبنان صيف العام 20133 بين جماعته والجيش اللبناني، كان مؤامرة حاكتها أطراف سياسية لبنانية مختلفة لصالح حزب الله وحلفائه.
وكشف الأسير للجزيرة في تصريحات هي الأولى لوسيلة إعلامية منذ اعتقاله في آب 2015 أن وزير الداخلية السابق مروان شربل اتصل به قبل معركة عبرا وأبلغه بأن قرارا اتخذ لإنهائه.
البداية
وتعود حكاية عبرا إلى 23 حزيران 2013، إذ اندلعت اشتباكات دامية بين جماعة أحمد الأسير وجنود الجيش اللبناني، قتل فيها 19 جنديا مقابل 15 من جماعة الأسير، كما اعتقل العشرات منهم.
فر الأسير واختفى لعامين، قبل أن تتمكن السلطات اللبنانية من اعتقاله أثناء محاولته الخروج من مطار بيروت متنكرا.
في أواخر 2011 وعلى وقع الأحداث في سوريا، برز اسم الأسير في صيدا عاصمة الجنوب اللبناني. وكانت خطاباته ذات سقف عال في مواجهة حزب الله، رافضة سياساته الداخلية وانخراطه في الحرب السورية.
الفنان المعروف فضل شاكر كان من أبرز المتأثرين بحركة الأسير وسرعان ما اقترن اسمه به، وقد توارى بعد أحداث عبرا، وهو الآن أحد أبرز المطلوبين لدى السلطات اللبنانية.
لقاء فضل شاكر
وبعد محاولات عدة تمكن مقدم البرنامج تامر المسحال من لقائه في ملجئه بمخيم عين الحلوة.
يقول شاكر إن مقتل شابين من مناصري الأسير على يد حزب الله في منطقة التعمير عام 2012 بصيدا فجر تأييده للأسير، ثم تعمق ذلك مع المأساة التي عرفها العراق وسوريا، لتكون نقطة التحول في نصرة المظلومين.
الطرف الثالث
حزب الله متهم بأنه الطرف الثالث الذي أوقع بين الجيش وجماعة الشيخ الأسير، وأن إطلاق النار بدأ من شقق يستأجرها عناصره مقابل مسجد بلال بن رباح الذي يخطب فيه الأسير، ومن تلة مار الياس المشرفة على عبرا.
فهل كان القرار الذي اتخذ لإنهاء ما سمي "ظاهرة أحمد الأسير" قرار الدولة اللبنانية والجيش اللبناني؟ يقول وزير الداخلية الأسبق مروان شربل إنها كانت مشروع فتنة بين الشيعة والسنة، بينما يصفها رئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود بالحركة "الطفولية".
فإذا كانت الدولة هي من عليها أن تتصدى، فلماذا يشارك حزب الله في القتال ومعه سرايا المقاومة التي يحتضنها الحزب؟
لم تدخل مشاركة حزب الله وسرايا المقاومة ضمن ملف القضية حتى الآن، ويرى شربل أنه لا بد من التثبت من الصور والفيديوهات التي تثبت مشاركة الحزب في القتال ومن ثم تقديمها للقضاء.
جريمة حزب الله
مدير مؤسسة "لايف" الحقوقية نبيل الحلبي يقول إن حزب الله استأجر الشقق وطلب من سكان العمارات مغادرتها، متسائلا: هل تحول الحزب إلى ضابطة عدلية؟
واعتبر الحلبي مشاركة حزب الله في القتال جريمة لم يتم التحقيق فيها، ولم يتم كذلك التحقيق مع أي من العسكر الذين عذبوا المعتقلين ومنهم نادر البيومي الذي سلم نفسه ومات تحت التعذيب.
لم ينكر الشيخ ماهر حمود استئجار حزب الله الشقق قبيل اندلاع المعركة، وقال إن الحزب مشهور بقوته الإخبارية وتتبع الأمور قبل حصولها، ومن حقه مواجهة هذه الحالة التي تسارعت.
حزب الله بُعيد المعركة شيع قتلاه، وفي بيان له قال إنهم "قضوا أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي".
أحمد الحريري مدير مكتب الشيخ الأسير الذي قيل إنه قتل في المعركة، اختفى سنوات والتقاه فريق الفيلم وقال إن "حزب إيران" (حزب الله) بدأ إطلاق النار من الشقق باتجاه الحاجز العسكري".
ويظهر تصوير فيديو للحريري -المتهم بأنه بدأ مع عناصره إطلاق النار- أنه كان موجودا مع عناصر الجيش للتفاهم حول إبعاد الحاجز قليلا عن مدخل مسجد بلال للتسهيل على المصلين، وفي هذه الأثناء يبدأ انهمار الرصاص.
اعتراف ترفضه المحكمة
حتى هذه اللحظة ما زالت القضية عالقة جراء ما يعتبره حقوقيون سيطرة فريق سياسي على المحكمة العسكرية. ومن ذلك ما يقوله المحامي محمد صبلوح عن رفض المحكمة إدراج اعتراف علي الجعفيل -العنصر في سرايا المقاومة- بأنه أطلق الرصاص بعد وصول تعميم من حزب الله.
أحمد الحريري الذي يحاكم غيابيا طالب بجلب الطرف الثالث -أي حزب الله- للمحاكمة، لكن المحكمة العسكرية لن تفعل ذلك لأنها -وفقا له- تحت سيطرة "حزب إيران".
هذا الأمر يكرره أيضا الفنان فضل شاكر الذي يقول إنه مستعد لتسليم نفسه حين يشعر بأن ثمة قضاء عادلا لا يتبع جهة سياسية.




