خاص بـ"خبرني"
مريب ما يحدث بعد قرابة التسع سنوات على رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في تحقيق استمر طيلة الاشهر التسعة الماضية ( كشف ) العثور على مستويات عالية من مادة البولونيوم المشع والسام في مقتنيات الرئيس الفلسطيني الشخصية استعملها قبل فترة وجيزة من انتقاله الى رحمة ربه وذلك بعد فحوص اجراها مختبر سويسري مرموق ؟!! واتساءل وربما يتساءل معي آخرون هل التقرير الذي تحدث عنه التحقيق مقصود ام وقع معدوّه في فخ اعد لهم بخبث ودهاء .
لم اكن اود ان اخوض في هذا الامر لولا بوادر مؤسفة جديدة لتبادل التهم بين الفصأئل الفلسطينية حول من دس البولونيوم في دواء عرفات رحمه الله وكأن جهاز الاستخبارات الصهيوني ، الموساد ، عاجز عن ايجاد السبل لتحقيق غاياته اللعينة.
في هذه العجالة اطرح وربما يطرح الكثيرون غيري المعطيات والاسئلة التالية:
عند انتقاله الى رحمة ربه في اواخر عام 2004 اجمعت او كادت كل التكهنات تجمع بان وفاة الرئيس الفلسطيني كانت ناجمة عن عملية اغتيال بالتسميم . وفي جلسة حميمة مع رفيق الطفولة و الصبا المرحوم الدكتور اشرف الكردي اثناء قيامي بواجب التعزية بوفاة شقيقته الكبرى ، وكان احد الاطباء المشرفين على المرحوم ياسر عرفات والمقربين منه ، سألته ان كان يملك معطيات عن الاسباب التي ادت الى التدهور السريع في صحة الرئيس الفلسطيني والتي ادت الى وفاته وما اشيع عن تسميمه فسالت دمعة من عينه اجزم انها لم تكن حزنا على وفاة شقيقته بل لاسباب يعرفها و لم يشأ ان يتحدث عنها.
كان هناك اطباء آخرون يشرفون على صحة الرئيس عرفات ، مصريون و تونسيون ، ورفض بعضهم التحدث في تقرير التسعة اشهر الاستقصائي الذي اقام الدنيا ولم يقعدها بعد ، مع ان الشخص الوحيد المخول حسب القانون الفرنسي بالافصاح عن المعلومات الطبية من اطباء مستشفى بيرسي الفرنسي الذي كان يعالج فيه الرئيس الفلسطيني هي زوجته فقط التي رفضت طيلة السنوات التسع الماضية اعطاء اية تصريحات حول هذه المعلومات.
واتساءل وربما يتساءل معي كثيرون ، لماذا هذا التوقيت بالذات لهذا التقرير والكيان الصهيوني لا يتورع عن المباهاة بعملياته الارهابية حتى قبل اغتصابه لارض فلسطين وخاصة الاغتيالات التي يقوم بها ومنها اغتياله لغسان كنفاني في بيروت عام 72 وبسام الشكعة في نابلس عام 80 والفنان الرسام الكاريكاتوري ناجي العلي في لندن عام 87 وخليل الوزير في تونس عام 88 وصلاح خلف في تونس ايضا عام 91 وعاطف بسيسو في فرنسا عام 94 و الشيخ احمد ياسين في غزة عام 2004 وغيرهم كثيرين.
واتساءل ويتساءل معي كثيرون ماذا فعلت الحكومتان البريطانية والفرنسية بشأن انتهاك سيادتهما على اراضيهما حول اغتيال ناجي العلي وعاطف بسيسو بل ماذا فعلت الحكومات الالمانية والايرلندية والبريطانية والفرنسية بشأن خلية الموساد التي زور افرادها جوازات سفر دولها عند اقترافهم لجريمتهم النكراء باغتيال محمود المبحوح في دبي في مطلع عام 2010 وغيرها من الدول الاجنبية التي مارست اسرائيل عمليات ارهابية على اراضيها أوباسمها وهي تقيم علاقات دبلوماسية معها بل وحميمة مع بعضها.
ربما نجد في التقرير الذي ولد في موعده بعد تسعة اشهر دون خداج اسبابا لها ما يبررها وهي على سبيل المثال لا الحصر :
- تزايد عدد دول العالم كل يوم التي تعترف بدولة فلسطين
- نيل فلسطين العضوية الكاملة في منظمة العلوم والثقافة اليونسكو التابعة للامم المتحدة
- ادراج كنيسة المهد المهددة بالخطر على قائمة التراث العالمي في اليونسكو
- خط الاعتدال الذي تنتهجه السلطة الفلسطينية في توجهها نحو دول العالم في المطالبة بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة والقابلة للحياة على التراب الفلسطيني والتعاطف الدولي المتنامي معها.
اذن ما هو الرد المفترض من الكيان الصهيوني على كل ذلك سوى احداث البلبلة وتعميق الخلاف داخل الصف الفلسطيني وتبادل الاتهامات بين فصائله. حتى اللجوء الى المحافل الدولية للتحقيق في وفاة الراحل عرفات يصب هو الاخر في اضاعة الوقت وشق الصف الفلسطيني كما هو حاصل منذ عام 2005 في لبنان وتقسيمه بين 8 و 14 آذار وما بينهما
لو ان اعلامنا اصبح فعلا بارعا في عمليات التحقيق الاستقصائي لسلط الضؤ مثلا على ما حل بمن تفنن في تعذيب سجناء ابو غريب في العراق فهل هم طلقاء ام يقضون مدد عقوباتهم المفترضة
او يسلط هذا الاعلام الاستقصائي الضوء على ما يجري ليس في سوريا اذا تعذر دخولها بل لما يجري بالفعل حولها في المحافل الدولية
او يسلط الضؤ على تصريحات كبار المسؤولين الايرانيين مثل تحذير قائد الجيش الايراني عطالله صالحي
بعدم عودة حاملة طائرات اميريكية الى مياه الخليج وقوله بالحرف " ليس من عادتنا التحذير اكثر من مرة " وقد عادت الحاملة اياها وغيرها الكثير من القطع الحربية البحرية الاميريكية وها هي تسرح وتمرح في مياهه وتتسلى بالتفرج على مناورات الصواريخ البالستية البعيدة والمتوسطة وقصيرة المدى التي تجريها قوات الوحدة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الايراني
اختم بقول رب العالمين " يا ايها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " صدق الله العظيم.
e-mail: shah.362@ hotmail.com




