تعصف ب" البلاجكة " أزمة
الهوية ، والتي شكلت حالة من الإحتقان السياسي بين العنصرين اللذين يتكون منه
المجتمع البلجيكي وهما :"الفلامان" وهم يتحدثون اللغة الهولندية،
ويعيشون في الشمالي البلجيكي،والثاني هم "الوالون "،الذين يعيشون
في الجنوب ويتكلم أفراده الفرنسية ،وهم الفرانكفونيون .
ورغم ان البلجيكيين الفرنكفونيين
يشكلون فقط أربعين في المائة من المجموع الكلي للسكان ، إلا انه ظهرعمق التنافر
واتساع الهوة بينهم وبين" الفلامان " الذين يشكلون أغلبية
سكان تلك المملكة التي يعيش في كنفها "البلاجكة" .
عانت وتعاني تلك الدولة الصغيرة
" البلجيكية " المسالمة من جيرانها المزعجين الذين لطالما تسببوا في
الإساءة اليها ، ولشعبها الذي تشكل بعد أن أمتزجت الأعراق " المتنافسة "
في شعب واحد تقاسم الإنتماء إلى مملكتة ، ويتنازعون على حبها وحب مليكهم ، رغم ما
عرف عنهم أنهم شعب يضم أمتنان مختلفتان في كل شيء ، ولا يوجد أي عنصر مشترك بيننا
سوى حبهم للصناعات الغذائية، التي يشتهرون بها ، ألا وهي " البطاطا
والشكولاتة" رغم أن كلاهمايسببان"
الاسهال " لمن يتناولها .
يميزعائلات السكان الأصليين عن
غيرهم من المهاجرين دخول " ال" التعريف على اسم العائلة ،
والتي يرمز لها ب " فان "، وتعني عندهم "أولاد الأصول" ، وهي
تشبة "ال " التعريف التي تدخل على اسم غالبية عشائرنا الأردنية .
وفجأة شعرت أنا وصديقي
"البلجيكي من أصل أردني "بجوع شديد ،خلال مسيرنا في شوارع بلاد "
البلاجكة " ، وأخذنا نبحث عن مطعم يقدم مأكولات " حلال " ، لكن لم
يكن من ضمن قائمة الطعام المنسف الأردني ، أو المقلوبة أو حتى المسخن ، فتناولنا
عل عجل سندويش " فلافل " ، الذي تشتهر به ، وتجتمع على حبه كل من :
" الاردن ، فلسطين، مصر ، سوريا ، ولبنان " ، ومصادفة تجد جميع هذه
الشعوب تحت سقف سماء الاردن .
وخلال نقاشنا عن " الأزمة
البلاجكة " على مائدة الطعام ، تذكرت حديث لسمو الامير حسن بن طلال في احدى
المناسبات وكنت ضمن فريق التغطية الصحافية ، حينما تطرق الى كيف جاء اطلاق تسمية
" البلاجكة " على الشعب الفلسطيني الموجود على الارض الاردنية : بقوله
أن التسميه تعود إلى أيام النزوح في عام 1948 فعندما جاء الفلسطينيون الى الأردن
وكانت المنظمات الدولية توزع عليهم خيم صناعة بلجيكية أو مهداة أو مقدمة من الحكومة
البلجيكية ، وبدأت التسمية من التعداد واحد بلجيكي إشارة إلى الخيمة ، حتى وصلت
إلى أن اطلقت على اللاجئين الفلسطينيين انذاك ، حيث أنالإذن الأردنية
في ذلك الوقت لم تكن معتادة على سماع كلمة بلجيكيا أو بلجيكي , وبذلك
ذهبتمثلا ، ومن هنا بدأت التسمبة وبدأ الأردنيون يطلقون على
الفلسطينيين " بلجيكي" .... ومن يومها يطلق عليهم بلاجكة " ، نسبة
الى تلك الخيمة .
وبعد أن انتهينا من الحديث عن ما
تعانيه المملكة من أزمة مع " البلاجيكة " ، غادرتها
قاصدةالمملكة التي تحترم " البقر " كونها تعتبرهم خير مصدر
للرزق ، من خلال حلبها كونها مصدر مدر للدخل .
..
..
ووصلت إلى ما تعرف
باسم"مملكةالخوازيق " ،ذات الأرض
المنخفضة ، مما اضطرها لاعتماد اسلوب البناء على " الخوازيق الاسمنتية"
، حفاظا على بيوتها من الانهيار.
..
..
تلك المملكة صاحبة الأغنية الشهيرة
" هولندا .. مدينة الخوازيق ..".
وأخذت أحدث نفسي وانا أهم بالنزول من
القطار : يا ترى الخيام التي توزع حاليا على اللاجئين السوريين الجدد.
..
..
من أي منشأ هي !؟..
[email protected]




