خبرني
– أكدت دائرة الإفتاء العام تحريم تجسيد
شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في عمل
فني، مشيرة الى ان تجسيد الصحابة وتمثيلهم في عمل
تلفزيوني، أو سينمائي، من شأنه أن يغير الصورة المشرقة التي انطبعت في أذهان وعقول الناس عنهم.
وقالت الدائرة ردا على سؤال لـ "خبرني" حول
حكم تجسيد شخصية الفاروق في مسلسل، إن تمثيل آل البيت، وأمهات المؤمنين، والخلفاء
الراشدين، في الأعمال التلفزيونية، والسينمائية حرام شرعا، مشيرة إلى أن مجامع
فقهية، ودور إفتاء في العالم الإسلامي، أكدت تلك الحرمة.
وبينت
الإفتاء أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام لهم مكانة رفيعة
ومنزلة عالية، لافتة إلى أن الله تعالى اثني عليهم وبين لهم هذه المنزلة الرفيعة
والمكانة السامية في نصوص متضافرة من القرآن الكريم والسنة النبوية. قال الله
تعالى: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) المائدة/119، وقال النبي صلى
الله عليه وسلم: (الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبهم فبحبي
أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله
تبارك وتعالى، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه) رواه الترمذي وابن حبان والبيهقي.
وبحسب
الدائرة، انطبعت في أذهان المسلمين سلفاً وخلفاً على مر العصور صورة مشرقة ناصعة
لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام، فهم الذين آووه ونصروه
وحملوا معه هذا الدين وقاموا به من بعده حتى أوصلوه إلى مشارق الأرض ومغاربها
بصورته السمحة النقية، مشددة على ان أي تجسيد لهؤلاء الصحابة وتمثيلهم في عمل
تلفزيوني أو سينمائي من شأنه أن يغير هذه الصورة في أذهان الناس وعقولهم، ويزعزع
الثقة بهم ويعرضهم للسخرية والاستخفاف؛ فيجعل الناس يتخيلون أن الممثل الذي يؤدي
هذه الشخصية هو الصحابي نفسه، أو أن الممثلة التي تؤدي هذه الشخصية هي الصحابية
نفسها.
واعتبرت في
هذا تشويه كبير لسيرة الصحابة رضي الله عنهم ومس بكرامتهم؛ مما يفتح باب التشكيك
على المسلمين في دينهم والجدل والمناقشة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا شك أن آل البيت الكرام والإمام الحسن والإمام الحسين رضي الله عنهم من أجلِّ
الصحابة وأرفعهم منزلة. قال الله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) الأحزاب/33.
وقالت الدائرة : لهذا كله يحرم شرعاً تجسيد صور
الأنبياء وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم - ومنهم الحسن والحسين - وأزواجه
والخلفاء الراشدين، وتمثيل شخصياتهم في الأفلام السينمائية والتلفزيونية، ولا
ينبغـي كذلك تمثيل شخصيات باقي الصحابة رضي الله عنهم؛ لتبقى لهم في الأذهان
الصورة الجليلة التي رسمت من خلال ما بلغنا من تاريخهم ومواقفهم في الحياة.
وأشارت إلى
انه صدرت بذلك الفتاوى من المجامع الفقهية ودور الإفتاء في العالم الإسلامي؛ فقد
نص على ذلك قرار مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة في دورته الثامنة، وقرار هيئة
كبار العلماء في المملكة العربية السعودية رقم (107) تاريخ (2/ 11/ 1403هـ)، وقرار
رقم (13) تاريخ (16/ 4/ 1393هـ)، وكذلك قرار المجلس التأسيسي لرابطة العالم
الإسلامي، ومجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، وقطاع الإفتاء في الكويت، وهو
ما جاء في كتاب سماحة المفتي العام السابق الدكتور نوح علي سلمان رقم (1/1/11/642)
تاريخ (27/ جمادى الآخرة/ 1430هـ) الموافق (21/ حزيران/ 2009م).




