*
الاربعاء: 24 ديسمبر 2025
  • 23 حزيران 2010
  • 00:00
إنتا خوالدة وين
إنتا خوالدة وين
كتب جلال الخوالدة بما أنه ممنوع (دائما) أن نكتب عن الحكومات.. وعن حكاياتها وقصصها ومصايبها (الكثيرة)، فلدي قصة "طول عمري" كنت أرجو أن احيكها، وهي عن عشيرتي التي أتشرف بالإنتساب إليها، وكما اتحمل الحكومة على (قانون الإنتخاب) الذي يصعب بلعه مع مياه عفرا كلها، فاحتملوا قصتي هذه عن الخوالد والخالدي وبني خالد ومن ينتسب (ليهم )وينتسبون له. فقبل أن أتم السنة السادسة من عمري، بدأ سؤال واحد يوجه لي يوميا: إنتا خوالدة وين؟ ولكني لم أعرف الإجابة في وقتها حتى أتممت الثامنة فبدأت أجيب عفويا: خوالدة الطفيلة، وبقي السؤال يتابعني بشكل يومي مكثف حتى إنتهيت من الدراسة الثانوية ولكن السؤال الأصلي تشعب فصاروا يتساءلون: في خوالدة في الطفيلة ؟ كنّا نفكر الخوالدة بس من بني حسن. بعد ذلك، عرفت أن الخوالدة موجودين في كل قرى الأردن تقريبا فمن معان إلى القادسية وضانا في شمال الطفيلة إلى عيمة (قرية جدودي) إلى إرحاب وعفرا في جنوبها ثم الزرقاء وبلعما وسلحوب ومرصع وموبص والرحمانية والرمان والراية وحوشا والحمراء والزعتري والخالدية وجرش وفي أقاصي شمال الأردن، فصارت إجابتي دائما، كلنا واحد .. جد واحد وكل واحد خوالدة بلف بلف وبرجع خالدي. عندما بدأت عملي الصحفي والبحثي إشتد السؤال، لكنه صار أكثر توسعا فصاروا يسألونني هل انتم (أشراف) أم أنتم خوالدة الخالدي أو بنو خالد ؟ هل أنتم من أعقاب (جعفر الطيار) أم من بني حسن وأعقاب الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق، والصراحة لم أستطع تقديم إجابة واحدة صحيحة طيلة 20 عاما، ولا أقول أن الموضوع يشغلني تماما ولكنه يشغل كل من أعرف، فكان لابد من البحث أكثر وأكثرـ تبين لي أن الخوالدة متوفرين في بيت دجن في فلسطين وفي قرى أخرى هناك وكذلك الخالدي في بيت المقدس والأردن، والخوالدة في كل سوريا والعراق والسودان والكويت والسعودية وعُمان، ثم تبين لي أن الخوالدة كان لهم دولتهم شرق الجزيرة العربية (الدولة الجبرية ودولة بني خالد) بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر وأنهم هم الذين أسسوا الكويت، وبعضهم يرجع نسبهم إلى خالد بن الوليد بن المغيرة (المخزومي) والآخر يقولون أن نسبه قد إنقطع فينسبون الخوالد إلى بني عامر بن صعصعة.   وبما أن معظم القبائل العربية تقع تقريبا في نفس المساحة من الإنتشار والتعقيد، آثرت أن أجمع قصص نسب الخوالد في أربع قصص رئيسة، وقد يكون هناك غيرها ولكنها: 1. يؤكد بعض المؤرخون أن "الخوالدة" إرتحلوا من منطقة الليث في الحجاز ضمن قبيلة بني حسن وذلك في فترة صلاح الدين الأيوبي وذلك لأن صلاح الدين الأيوبي قد استعان بهم في حصاره لقلعتي الكرك والشوبك جنوبي الأردن حيث استقر قسم كبير من قبيلة بني حسن في منطقة عيمة وارحاب وعفرا في شمال الطفيلة وبير العطاعطة (القادسية) في جنوبها وما تبقى منهم استمر في رحلته مع صلاح الدين الأيوبي حتى أنعم الله عليه بفتح بيت المقدس فاقطعهم صلاح الدين الأيوبي قرى (الولجة والجورة) في غرب القدس في وادي الصرار "النسور". ويشير المؤرخون أنه بعد ان استوطن قسم منهم في جنوب الأردن وارتحال القسم الأخر لمدينة بيت المقدس هاجر معظم قبيلة بني حسن مرة أخرى من جنوب الأردن الى منطقة عين الزرقا خلف السكة الشامية وضواحي جرش في الأردن وهم الذين ذكرهم الشريف البركاتي في رحلته اليمانية وقيل أنه لم ينسبهم، ومن المعروف ان مناطق بني حسن تمتد من مدينة المفرق الى مدينة الزرقاء(عين الزرقا ) الى حدود جرش غربا . 2. البعض الآخر يؤكد أن الخوالد قد رحلوا بعد الهزيمة التي منيت بها دولتهم في شرق الجزيرة العربية في معركتي مناخ الرضيمة سنه 1823م والسبيه 1830م، وعلى إثرها رحلوا إلى بلاد الشام وبيت المقدس ومنهم من وصل العراق واستقر فيها، وأن المجموعة التي جاءت من بني خالد إلى جنوب الأردن قد استقر جزءا منها في عيمة وعفرا لسنوات ثم إرتحلوا إلى شمال الأردن متآلفين مع عشائر الحراحشة والخزاعلة قبيلة الهليل وهي مع الثبتة (الزيود والعموش والمشاقبة) يشكلون قبيلة بني حسن ومنها توزعوا إلى باقي القرى الأردنية. 3. هناك من المؤرخين من رأى أن الهجرة كانت عكسية وأن الخوالدة الذين ينتسبون للإمام جعفر الصادق قد كانوا يعيشون في العراق حتى عام 1820 تقريبا ثم رحلوا إلى سوريا والأردن واستقر جزء منهم في المفرق وبلعما والجزء الآخر استمر إلى جنوب الأردن واستوطنوا هناك. 4. القصة الرابعة تعود بنسب بني خالد الى خالد غزيه من بطون اجود من بني لام وهم من عرب الحجاز وقد اتجهت منهم فرقة الى نجد مع بني لام في القرن التاسع من الهجرة، وأنهم اختلطوا مع بطون وطوائف من طئ ومن بني مخزوم ومن قريش فتداخلت افرعها مع بعضها البعض، وذكروا أنهم في القرن السادس عشر والسابع عشر الميلادي منعت الموالي والتي كانت تسيطر على البادية السورية فتقدم بنو خالد من الاحساء نحو حمص والسلمية كما اصطدمت الموالي بالسردية في حوران، وفي القرن السابع عشر تحركت عشائر السردية وبنو خالد ضد الموالي الذين ضعفوا في تلك الفترة، ثم اتجهت بنو خالد الى حمص، وفي اوائل القرن التاسع عشر كان بنو خالد يقيمون شمال حمص وكان عليهم ان يقدموا نسبة من الجمال لموكب الحج ثم اضطروا نتيجة للنزاع بينهم وبين بني نعيم الى الهجرة الى الجولان إلا ان عرب الفضل (حسب الرواة) اخرجوهم من ديارهم فقرروا النزول في شمال الاردن. وعلى كل حال وين ما أروح، أتشرف بالخوالد والطفايلة وبني حسن، أشراف وبدوان وفلاحين وزلم، جنود مخلصين للأردن الغالي، الذين قدموا من الحجاز أو من نجد أو العراق، يقول الشاعر الحميدي الدويش المطيري: كل الخوالد ساس طيب على طيب قبيلتن فـي نجـد واكبـر قبيلـه وشيوخهم تعرف بوقت المواجيب لا جاء نهار فيـه شـب الفتيلـه   * اعلامي أردني

مواضيع قد تعجبك