*
الاثنين: 15 ديسمبر 2025
  • 23 أكتوبر 2013
  • 23:02
أنا والجردون وهواك
أنا والجردون وهواك
كتب أحمد حسن الزعبي قبل شهر تقريباً ظهر ضوء برتقالي على "تابلو" السيارة مشيراً إلى عطل فني في نظام الفرامل..طبعاً بعد أن أنجزت مهامي اليومية الضرورية توجّهت الى المدينة الصناعية "صنعة الزُّلم الحريصة".. فتح الميكانيكي الغطاء وبدأ بفكّ القطعة المعطّلة..قال لي بكل حنيّة وشفافية وهو يحملها بيده اليمين وسيجارته على زاوية فمه : "القطعة جديدة 800 دينار..المستعملة بـ65 د. إياه بدك؟؟" قلت له بحنية أكبر وبشفافية أعلى :من عقلك بتسألني هيك سؤال؟..أمضى الرجل أكثر من ثلاث ساعات في عمليات تبديل القطع "المستعملة" علها تحلّ المشكلة دون جدوى، فقد بقي الضوء مشتعلاً على "التابلو" برغم كل عمليات الإصلاح والتبديل المختلفة .. لم يكتف الرفيق "حنّا" بجهده وخبرته وقراءة الكمبيوتر، بل نادى مجموعة من الخبراء..من بينهم كهربجي..و "ميكانيكي سنيور مستر كوكو " وبنشرجي..ومخّطجي (هذا الأخير كان دوره أن يمخّط في ردن البلوزة عندما يشتدّ النقاش بين الزملاء)..أربعة رؤوس مهنية محترفة كلها تطل في محيط محرك سيارة موديل 97 وتفكر بالخلل الفني دون جدوى ..بعد نصف ساعة من التشاور والاقتراحات..سألني المعلم وجيه الكهربجي.."سيدي..في عندك جردون"بالحارة؟؟ وقبل أن أجيبه..لوّح بسلك رفيع مقطوع من المنتصف قائلا: في جردون اخو(....) قاطع لك سلك الــ"ABS".. لحظات، قام "أبو رامي" بتوصيل القطع فاختفى الضوء من لوحة الأعطال وانحلت المشكلة.. لم يمضِ أكثر من 48 ساعة..حتى شعرت ان المكيف بدأ يبث هواء ساخناً بدلا من البارد..ذهبت مباشرة الى المعلم وجيه الكهربجي..هذه المرة لم يحتج التشخيص كثيراً من الجهد..فتحنا الغطاء...وبحثنا عن "جدلة الأسلاك" كأول احتمال..ابتسم المعلم وجيه عندما أمسك بمكان الخلل وقال: "قارط لك نُصّ الجدلة"..ثم نصحني للخلاص من الجردون احضار حزمة من "وبر كلب"، لأن رائحة الوبر تؤذي الجرذ وتنفره من المكان، كما انه لا يطرد النجاسة إلا نجاسة حسب تعبيره ..طبعاً المعلم "وجيه" طلب مني المستحيل..فالإتيان بوبر كلب أصعب بكثير من الإتيان بلبن العصفور نفسه..ثم أن لياقتي لا تسعفني "للتركيض" وراء كلب وليس لدي الخبرة الكافية في "بطحه" والنيل من وبره أو حتى إقناعه بأن "وبره" صار وصفه ميكانيكية في هذا الزمن الردىء!... المهم اكتفينا بوضع سموم على غطاء الماتور وبين الأسلاك وفي "جورة الزامور". في اليوم التالي وجدت فرشاة أسنان خلف "الروديتر" يبدو ان الجردون استخدم المعجون السام لتنظيف أسنانه..لأنه ليلتها تحديداً قطع سلك "الأوتوماتيك" في مروحة التبريد حيث ظلت تعمل بشكل متواصل دون توقف ..الأمر الذي دعاني لأخذ السيارة الى "طبيب بيطري" لا إلى ميكانيكي هذه المرة ليكتب لي سمّاً جديداً للجردون ثم أقوم بإصلاح العطل عند مستر "كوكو".. الحرب لم تتوقف..يوم الأحد الماضي وجدته قد قطع أسلاك "بخّاخ" المساحات..وأصلحته..كما أحضرت دواء جديداً وشهياً يشبه "العلك"..لكن يبدو أنه حتى هذا الدواء الفتّاك –كما اخبرني البيطري- زاده انتعاشاً وحيوية بل ربما عطر به رائحة فمه بعد وجبه شهية من الاسلاك والزيت المحروق..فقد ذهب بهمة وثقة أعلى نحو سلك المروحة التي قطعها على ما يبدو ليل الأحد..لأن الحرارة ارتفعت معي فجأةفور وصولي عمان صباح الاثنين "وانفزر الروديتر" وقمت بنقلها من أمام فندق "كرافان" الى "مستر كوكو" في اربد للمرة الرابعة على متن "ونش" أبو محمد"!! مجموع ما تكبّدته من خسائر نتيجة الحرب "الجردونية" الباردة كتابة هذا المقال هو 350ديناراً..و2 كيلو عرنوس اشتريتها على زعل على طريق بشرى الرمثا أول أمس!.. ما علينا "الله لا يخسّر"..يقولون "النفثلين" دواء طارد للجرادين..لذا وضعت 10كرات متفرقة في الماتور بالاضافة الى العلك السام ، والمعجون الفتاك، واللاصق الماكر، في أكثر من زاوية ومدخل في السيارة..كما وضعت ورقة مكتوبة بخط كبير فوق غطاء الماتور: عزيزي الجردون.."جيب هويتك ..ولاقيني صباح السبت بترخيص الرمثا..نويت اطوبلك إياها..الف مبروك"..!! *** المفيد بالقصة أنه بعد هذه الحرب غير المتكافئة بيني وبين الجردون خرجت بثلاث خلاصات: الأولى : ليس شرطاً ان يكون عدوك قوياً ليظفر بك..يكفي أن يكون خبيثاً!. الثانية : لا نهاية للحالة "العاطلة"... ما دام هناك طرف "يخرّب" وطرف يحاول يصلّح..وثالث يدفع الفاتورة. الثالثة: "المُصلّح"..يذم "المخرّب" علناً ويصرف وصفات غير جادة للقضاء عليه.. لكنه يمتدحه سرا ويتمنى له طول العمر..لأنه السبب الرئيس في "ديمومة" مصلحته... www.sawaleif.com [email protected]  

مواضيع قد تعجبك